شباب الغضب بوادي وصحراء حضرموت يؤيدون مخرجات اجتماع المجلس الانتقالي    الإخواني أمجد خالد وعصابته.. 7 عمليات إرهابية تقود إلى الإعدام    وهن "المجلس" هو المعضلة    سفير مصري: حزب الله يستعد للحرب الشاملة مع إسرائيل هذه الأيام    جماهير الهلال في عيد... فريقها يُحقق إنجازًا تاريخيًا جديدًا!    قوات الأمن تداهم حي الطويلة في عدن وسط إطلاق نار كثيف    هل مقدمة للاعتراف بالانقلاب؟.. روسيا تطلق وصفا مثيرا على جماعة الحوثي بعد إفراج الأخيرة عن أسرى!    نقابة الصحفيين تستنكر الحكم الجائر بحق الصحفي ماهر وأسرته تعتبره حكماً سياسياً    في اليوم 235 لحرب الإبادة على غزة.. 36096 شهيدا و 81136 جريحا وعدة مجازر في رفح خلال 48 ساعة    "طوفان زارة"....جماعة إرهابية جديدة تثير الرعب جنوب اليمن و الأجهزة الأمنية تتدخل    فعلها في العام 2019...ناشطون بالانتقالي يدعون الزبيدي "لإعلان عودة الإدارة الذاتية"    انفجار عنيف يهز محافظة تعز والكشف عن سببه    سانشيز افضل مدرب في الليغا موسم 2023-2024    غوندوغان سيتولى شارة قيادة المانيا بلون العلم الوطني    لامين يامال افضل لاعب شاب في الليغا    دموع أم فتاة عدنية تجف بعد عامين: القبض على قاتل ابنتها!    برعاية السلطة المحلية.. ندوة نقاشية في تعز غدًا لمراجعة تاريخ الوحدة اليمنية واستشراف مستقبلها    منتدى حواري في مأرب يناقش غياب دور المرأة في العملية السياسية    جزءٌ من الوحدة، وجزءٌ من الإنفصال    غوتيريش يدين بشدة هجوم إسرائيل على مخيم للنازحين في رفح    بالإجماع... الموافقة على إقامة دورة الألعاب الأولمبية لفئة الشباب لدول غرب آسيا في العراق    ضربة معلم تكسر عظم جماعة الحوثي وتجعلها تصرخ وتستغيث بالسعودية    استمرار النشاط الإيصالي التكاملي الثاني ونزول فريق إشرافي لأبين لتفقد سير العمل للفرق الميدانية    خبر صادم: خروج ثلاث محطات كهرباء عن الخدمة في العاصمة عدن    الهلال السعودي ينهي الموسم دون هزيمة وهبوط أبها والطائي بجانب الحزم    ارتفاع أسعار النفط وسط ترقب المستثمرين لبيانات التضخم واجتماع أوبك+    تدشين مشروع توزيع "19"ماكينة خياطة على الأرامل في ردفان    مجلس الوزراء السعودي يجدد رفضه القاطع لمواصلة انتهاكات الاحتلال للقرارات الدولية    الحكومة اليمنية تبحث مع سويسرا استرداد عرشين أثريين    الرئيس الزُبيدي : المجلس الانتقالي لن ينتظر إلى مالانهاية تجاه فشل الحكومة واستمرار تدهور الأوضاع المعيشية    فلكي يمني يحدد موعد أول أيام عيد الأضحى المبارك وبداية أيام العشر    الوحدة التنفيذية : 4500 شخص نزحوا من منازلهم خلال الربع الأول من العام الجاري    الزُبيدي يؤكد على أهمية المخيمات الصيفية لخلق جيل مناهض للفكر الحوثي    بعد تجريف الوسط الأكاديمي.... انتزِعوا لنا الجامعات من بلعوم السلفيات    انعقاد جلسة مباحثات يمنية - صينية لبحث مجالات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها    انطلاق أولى رحلات الحج عبر مطار صنعاء.. والإعلان عن طريقة الحصول على تذاكر السفر    شاهد .. وزير الزراعة الحوثي يعترف بمجلس النواب بإدخال الحوثيين للمبيدات الإسرائيلية المحظورة (فيديو)    استعدادات الأمة الإسلامية للعشر الأوائل من ذي الحجة وفضل الأعمال فيها    أكاديمي سعودي: التطبيع المجاني ل7 دول عربية مع إسرائيل جعلها تتفرعن    برشلونة تودع تشافي: أسطورةٌ تبحث عن تحديات جديدة وآفاقٍ أوسع    الإعلان عن تسعيرة جديدة للبنزين في عدن(السعر الجديد)    العكفة.. زنوج المنزل    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    استشهاد جندي مصري في الحدود مع غزة والقاهرة تحذر من المساس بأمنها    تدشين دورة إدارة البحوث والتطوير لموظفي وموظفات «كاك بنك»    8200 يمني سيغادرن من مطار صنعاء الى الأرضي السعودية فجر غدا الثلاثاء أقرأ السبب    مغادرة أول دفعة من الحجاج جواً عبر مطار عدن الدولي    سلطان العرادة وشركة غاز صافر يعرقلون أكبر مشروع لخزن الغاز في ساحل حضرموت    دعم سعودي جديد لليمن ب9.5 مليون دولار    - 45أعلاميا وصحفيا يعقدون شراكة مع مصلحة الجمارك ليكشفون للشعب الحقيقة ؟كأول مبادرة تنفرد بها من بين المؤسسات الحكومية منذ2015 فماذا قال مرغم ورئيس التحرير؟ اقرا التفاصيل ؟    الثاني خلال أسبوع.. وفاة مواطن نتيجة خطأ طبي خلال عملية جراحية في أحد مستشفيات إب    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    عالم يمني يبهر العالم و يكشف عن أول نظام لزراعة الرأس - فيديو    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    وهم القوة وسراب البقاء    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العشر الأواخر كنزك للدنيا وللآخرة
نشر في الصحوة نت يوم 19 - 08 - 2011

لماذا نكتب عن هذه العشر خصيصاً ؟؟ لأنها مهمة و أهميتها استثنائية في زمن استثنائي ...هي مهمة لأنها تمثل ثلث رمضان الأخير وهو ثلث يمثل فرصة لأهل المزيد في ما قبله وللتعويض لمن فاته الاجتهاد في ثلثي الشهر الأوليين و قد يكون الاعتكاف في جانب منه لهذا التعويض ، هي مهمة لان بها ليلة القدر و العمل الصالح فيها يعدل عمل 83 سنة ليس فيها ليلة قدر، ومن منا يعش 83 سنة في طاعة؟؟ فلا سن طفولة فيها ولا نوم ولا غفلة و لا طريق ولا وقت لا طاعة فيه ؟؟ إنها باختصار فرصة لا تعوض الأصل لها التشمير عن ساعد الطاعة والمسارعة لإدراكها و الظفر بخيرها ،هي مجرد عشر أيام من العام ولكنها الأغلى من بينها كلها ،هي عشر ليال لكنها الأغلى و الأهم من كل الليالي عداها،المحروم من حرم خيرها ، و العشر الأواخر مهمة لان فيها شرع الاعتكاف في بيوت الله وقد حرص على ذلك الحبيب المحبوب صلى الله عليه وسلم منذ مقدمه إلى المدينة المنورة وحتى التحاقه بالرفيق الأعلى.

مضيعات نحذر منها..
تكثر مشاغل المسلم كلما اخذ رمضان بالانصرام ،فمنذ حلول منتصفه يبدأ في مهمة البحث عن كساء العيد له ولمن يعول ،و كم يتمنى المرء ان تنعكس هذه الظاهرة بان يبادر أصحاب المحلات التجارية ومعهم تجار الجملة في إنزال ملابس العيد في مستهل الشهر ليتفرغ الناس للعشر لا للكساء و لكن مع هذا فان باستطاعة المرء ان يجعل وقت البحث عن لباس العيد في الصباح والظهر والعصر لا المساء وليختصر وليسرع في قضاء هذا الأمر مستعيناً بالله . ليجعل الليل لما هو أهله ،فعن عائشة - رضي الله عنها- قالت ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله )) متفق عليه. وفي هذه الليال العشر الغالية جداً لا يتوقف البعض ولا يتردد ان يمضي وقتها في لعب الورقة أو الضمنة أو جلسات القيل والقال وربما أمام شاشات تعرض ما لا تحل مشاهدته واستماعه وفي ليال قدرية وللشيطان وأعوانه من الإنس فنون في صرف الناس عن مواسم الآخرة الروحانية العالية والتقوى المُحلقة و نفحات الأنس بالله والعيش في الرحاب الطاهرة . ومما يؤدي إلى الضياع للأجر والفرصة الانشغال بالمفضول من أعمال الخير عن الفاضل في هذه الأيام والليالي..

لماذا نغفل ونضيع؟؟:
1. إيماننا الضعيف أو المتضائل بالغيب الذي اخبر الله به واخبر به رسوله الصادق الأمين.

2. انصراف همتنا وهمنا للعاجلة التافهة عن الآخرة عظيمة القدر والشأن((بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ))

3.تفضيلنا للعاجل المنظور والمحسوس على الآجل المستور أو النظرة المادية البحتة التي تنحصر في الدنيا((وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)))سورة الروم . وما أدق تصوير هذه الآيات لهذا الجانب في حياة الإنسان الذي طالما أقعده عن سُبل فلاحه ونجاحه ونجاته ((إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (18) أَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (19) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (20) ))..إيه ما أحوجنا إلى تدبر كتاب ربنا وتنزيله على آفات أنفسنا وعيوبها لتهتدي به وترتقي إلى مصاف السعداء أهل الجزاء الأوفاء في الدار الأخرى .

4.التسويف في الأعمال الصالحة وتأجيلها وهذا يضيع الأوقات الفاضلات ويشغلها بالتوافه وما لا تُحمد عُقباه .
5. الغفلة عن مكائد الشيطان وأساليبه في تفويت فرصة عمل الخير وموسمه و أروع وقته على المسلم والمسلمة
6. عدم الترتيب الصحيح أو الإدراك الصحيح للأولويات وبالتالي تقديم الأريح للنفس مما هو اقل فائدة وجدوى وأهمية على الأكبر فائدة وجدوى وأهمية وما فيه قدر من المشقة على النفس.
7. الفشل في ترتيب وقت النوم والطاعة المحظة..فلبدنك عليك حق ولكن لابد من اختيار وضبط والتحديد الصارم لذلك..
8. صرف الوقت أمام شاشة التلفاز أو الكمبيوتر في غير ما استماع أو كتابة
لما العشر له أهل للانشغال به وانصراف الهمة إليه . ومع هذا لا بأس ان نروح عن قلوبنا حتى لا تمل ولكن بحساب للوقت لا غفلة فما أسرع الشاشات في إنتهاب الوقت والإيمان ان حاد صاحبها عن الجادة.

9. الكسل ،ويدفعه و يُخلص الإنسان منه ،تصور الخسارة في الدنيا والآخرة التي تعود على الكسول بسبب كسله ، والاستعاذة بالله من الكسل ،وقد استعاذ منه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء الجامع ((اللهم إني أعوذ بك من العجز و الكسل و الجبن و البخل و الهرم و عذاب القبر و فتنة الدجال اللهم آت نفسي تقواها و زكها أنت خير من زكاها أنت وليها و مولا اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع و من قلب لا يخشع و من نفس لا تشبع و من دعوة لا يستجاب لها)) .

10. البخل عن الإنفاق في سبيل الله سواء بمنع الزكاة لمن وجبت عليه أو إخراجها وتوزيعها بصورة غير صحيحة أو منع و الامتناع عن الإنفا على الفقراء والمساكين وأوجه البر والخير المتنوعة ، وقد وردت الاستعاذة بالله من البخل في الدعاء إليه ومما يُخلص الإنسان من شر البخل تذكر فضل الله عليه ،وتذكر ما أعده الله للمنفقين من الزيادة والبركة في الدنيا والثواب الجزيل في الآخرة ((مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (262))) سورة البقرة .

تذكرة على الطريق:
علينا أن لا نغفل عن قول الله تعالى: ((وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )) و قول الحبيب المحبوب(( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرؤ ما نوى )) ،فلذا علينا ان نستحضر الإخلاص والنية الخالصة فنقصد بكل عملنا إرضاء الله والفوز بالأجر والمثوبة .

علينا ان لا نغفل عن شكر الله لكل توفيق يوفقنا إياه ونحن في موسمالطاعات رمضان المبارك بشكل عام والعشر الأواخر بشكل خاص فالشكر مدخل للمزيد و للثبات على الخير الذي أقامنا الله فيه و وفقنا إليه سبحانه قال تعالى: ((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )) فلنشكر الله المنعم المتفضل على توفيقه باللسان وبالجوارح والجنان وليكن لقولنا ((ربنا و لك الحمد )) معنى ولذة في قلوبنا باستشعار توفيقه جل جلاله يدفعنا للزيادة بالقول : ((" اللهم ربنا لك الحمد مِلْءَ السماوات ومِلْءَ الأر ض، ومِلْءَ ما شئت من شيء بعدُ، أهلَ الثناء والمجد، أحقُّ ما قال العبد، وكلّنا لك عَبْدٌ ، لا مانعَ لما أعطيتَ ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجَد منك الجَدُّ ".))

(( من لمح له فجر الأجر هان عليه ظلام التكليف ))،هكذا قال احد المربين وحين نتذكر ثواب العمل الصالح يزيد اجتهادنا فيه ويزيد اجتهادنا على أداءه على الوجه الأكمل والصورة الأنصع والمضمون الأكثر إشراقاً و وقعاً
على الروح والقلب والجوارح. ركائز لنيل الغنائم:

1 حدد لك هدف في هذه العشر ، ألا وهو الظفر بغنيمتها الهائلة ، حتى تسدد نحوه تماما ، ما لم فان جهودك ستذهب هباء ووقتك سيذهب سُدى ، دون أن تبلغ المقصود و دون ان تنال المأمول.
2 ثق بالنجاح في تحقيق الهدف الذي رسمته ولا تنشغل ببُنيّات أهداف الطريق الصادة والمقعدة عن بلوغ الهدف المقصود عند ابتدائها .
3 استعداد لدفع التضحيات اللازمة للنجاح في تحقيق الهدف سواءً كانت التضحية بتعب أو مال أو وقت أو عرق أو مثابرة أو انتهاء عن الملهيات التي ترتاح لها النفس وتعوّق الوصول إلى الهدف.
4 عزيمة صادقة لا تقبل الحل ولا الطي إلا ببلوغ الهدف .
5 الاستعانة بالله تعالى ،القدير العزيز الوهاب ، مسبب الأسباب ، خفي الألطاف . و أعظم ما تطلبه من مولاك هو ما هو طالبه منك كما قال الإمام ابن عطاء الله السكندري في احد حكمه البالغة .
6 توكل على الله ، فلا يغتر الإنسان بسابق أو سوابق نجاحه ، ولا بذكائه ، ولا سعة عقله وتفكيره .
7 قال احد الصالحين : (( كن لله كما يريد يكن لك فوق ما تريد )) .
8 تنظيم الوقت وتخصيص وقت للعمل الموصل إلى ذلك الهدف لا أن تجعل لبلوغ ذلك الهدف فائض الوقت أو تنتظر أن يصفو مزاجك فان المزاج لا يصفو غالباً إلا لما لا تكلفة فيه ولا جهد ، والهدف الحقيقي هو الهدف الذي لابد لبلوغه من جهد ، بل انه كلما عظم ذلك الهدف كلما عظم الجهد اللازم لبلوغه
9 حلم جميل بتحقيق الهدف ، والحلم هنا مهم ولكن بعد الالتزام بكل ما سبق ، احلم بهدفك في العشر وقد تحقق ، تخيّل هدفك يتحقق ، توهم أمنيتك تتحقق ، حدّث نفسك بقدر سعادتك حين تحقق ذلك النجاح وهذا الهدف ، توهم أنّ هدفك قد تحقق فكيف ستكون مشاعرك ، وهذا الحلم أمر مهم جداً فهو دافع قوي لك لتواصل مسعاك نحو الهدف أو تبتدئه ، خصوصاً إذا فترت الهمة ، ووهنت العزيمة ، أو توعّرت المسالك وبدأت نفسك تغزل خيوط اليأس ، أو زادت العراقيل والمنغصات والمكدرات والملهيات عن الهدف الذي رسمته وآمنت به وعزمت على اجتراحه . وفي المقابل توهم انّك فشلت في بلوغ الهدف وتحقيق النجاح فكيف سيكون حالك وكم ستكون ندامتك وحسرتك ، وقد ألف الحارث المحاسبي كتاب كامل باسم ( التوهم ) خاص بتوهم دخول الجنة و توهم دخول النار .
10 مطالعة لحال السلف في هذه الأيام والليالي ففيهما دافعية لك نحوهدفك بل ولو انك لم ترسم لنفسك هدف تنجح في تحقيقه فان تلك المطالعة ستجعلك ترسم لنفسك هدف أو أهداف تسعى للنجاح في بلوغها ، ومن ثم الالتذاذ بلذة النجاح ، وقد قال الناظم : تشبهوا بالكرام إن لم تكونوا مثلهم إنّ التشبه بالكرام فلاح

الغنيمة الغنيمة:
يُمكن تصنيف المسلمين ذكوراً وإناثاً وهم بصدد العشر الأواخر من رمضان وموسمها العبقري إلى: مغتنم لما مضى من وقته الرمضاني في ما هو أهله و متكاسل ومُفرّط ..وادعوا الكل إلى إعلان حالة الاستنفار القصوى خلال هذه العشر الأواخر، فنعلنها لله ونعقد العزم و التصميم على أننجعلها بمثابة دورة إيمانية مكثفة تتضمن ما يلي مع مراعاة أنّ الممكن للرجال فيها أوسع من الممكن للنساء ،أعان الله نساء المسلمين على أعمالهن ومشاغلهن في كل الوقت وفي رمضان خصوصاً ولتسدد إحداهنّ ولتقارب وليزد منها سؤال الله ان ييسر لها أمر استغلال وقت العشر وعونه ،وكلمة هنا للرجال أن يعلموا ويدركوا أنّ للنساء حقهن في الازدياد من العبادة خلال هذه العشر وأعان الله من أعان زوجته أو ابنته أو قريبته ويسر لها هذاالأمر :
أولاً : الحرص على قضاء أطول وقت صحو ممكن في المسجد عبر الاعتكاف ولغير المعتكف عقد الاستعداد للصلاة من قبل الأذان وتوجه إلى المسجد مع الأذان أو قبله وعقد نية الاعتكاف(نويت الاعتكاف في هذا المسجد مدة إقامتي فيه) والنية محلها القلب .
ثانياً : صلاة تحية المسجد و صلاة السُنة الراتبة وخاصة رغيبة الفجر التي هي خير من الدنيا وما فيها كما ورد في الحديث و في الحديث المتفق عليه :
عن عائشة رضي الله عنها قالت : ((لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم علىشيء من النوافل أشد تعاهدا منه على ركعتي الفجر)).
ثالثاً : تلاوة وتدبر في القرآن الكريم إلى الصلاة ضمن حزبه في القراءة و التدبر،ومن فرط في ما مضى فهذه فرصته الأخيرة ،ومن أحسن في ما مضى فهذا وقت المزيد ،و لكن من المهم بمكان التدبر والتأمل مع التلاوة و جميل لو اغتنم بعض وقته في قراءة في تفسير أو استماع إلى تفسير .و قد كان الرسولالكريم يتدارس القرآن في رمضان مع جبريل عليه السلام .

رابعاً : مواظبة على الصف الأول و الأولى ان يكون المصلي على يمين الإمام .
خامساً : مكوث في المسجد أطول مدة ممكنة لغير المعتكف مع مراعاة الوقت اللازم للنوم نهاراً بنية التقوّي على قيام الليل.
سادساً :ترطيب اللسان بذكر الله على كل حال وخاصة خارج المسجد وأن لا ينسى نصيبه من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ،فيجعل من العشر مدرسة يعود لسانه فيها على ذكر الله فيسهل له هذا بعد رمضان مع تذكر فضل ذكر الله وفضل الصلاة على النبي أو القراءة عنهما .
سابعاً : الحرص على ان يشغل وقت صحوه نهاراً كاملاً بتلاوة وتدبر كتاب الله مع الاستعجال في قضاء حوائجه الضرورية واللازمة خارج السوق.
ثامناً : الحرص على قيام الليل وان يتخذ الأسباب المساعدة على ذلك مثل عدم إجهاد النفس نهاراً بالسير الكثير أو العمل الكثير مثلاً وتجنب الأكل الزائد و البطنة و النوم اللازم فقط ونعلم أنّ نوم الليل لا يماثله نوم و من أفضل أوقات التعويض وقت ما بعد صلاة الفجر مباشرة مع ساعة أو ساعة ونصف من وقت القيلولة فهي مما يعين على السهر ليلاً ،ولمن لم تكفه هذه الأوقات حقاً ان يستعين بنوم أول الليل بعد صلاة التراويح ساعة أو ساعتين، كما لا نغفل قبل هذا عن الاستعانة بالله تعالى على هذا الأمر وشكره من أعماقنا على توفيقنا ،و جميل لمن تعود على أن لا ينام ليل رمضان إلا بعد صلاة الفجر أن يوجه ما اعتاده ألوجهة الصحيحة فيجعل كامل ليله في القيام ، وهذه أهم أعمال القيام:
1. صلاة يطيل في قراءتها ولو منفرداً في بيته ومن المصحف ان لم يكن حافظاً ويحرص فيها على إحضار قلبه ويجاهد نفسه وهواه و خواطره لتحقيق هذا و سيجد الله يعينه ويوفقه ،و ليستشعر مكر الشيطان به ليضيع عليه خشوعه و حضوره مع مولاه وانسه به جل جلاله ،و ليستعن المصلي ولتستعن المُصلية بالله فيسأله ،و تسأله رزق الخشوع في وقت وحالة دعائه ، مع الاجتهاد في دعاء الله أثناء السجود من خير الدنيا والآخرة مع الإكثار من الاستغفار والتوبة وسؤال الله (( اللهم إني أسألك العزيمة على الرشد والغنيمة من كل بر و السلامة من كل إثم ،والفوز بالجنة والنجاة من النار)) .
2. تلاوة في كتاب الله مع التدبر ومما يعين على هذا الاستعاذة الخاشعة والبسملة التي يستحضر فيها صاحبها رحمة الله به فيوفقه إلى التلاوةىوالتدبر ، وليتفرغ المسلم والمسلمة قلبه وخاطره لكتاب ربه الكريم يتأمله ويعيش أجواء الخطاب الإلهي و يستشعر خطاب الله المباشر و يدعو الله في مواطن النعيم والتوفيق من فضله ويستعيذ بالله في مواطن العذاب ومن أحوال أهل الظلال والغواية .

3. ذكر الله بالقلب واللسان تسبيحاً وتحميداً وتكبيراً وتهليلاً مع مأثور صيغ الذكر وجوامعه ومنها: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ، يا ربي لك الحمد حتى ترضى و لك الحمد إذا رضيت و لك الحمد بعد الرضا ، ونحوها..
4. الدعاء وقد علم سيد البريات أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها حين قالت : يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها .. فقال : قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ، ولا توجد في نص الحديث بهذه المناسبة كلمة (كريم) كما أشار الإمام الألباني ،و لنهتم بجوامع الدعاء مثل : ((اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله و آجله ما علمت منه و ما لم أعلم و أعوذ بك من الشر كله عاجله و آجله ما علمت منه و ما لم أعلم اللهم إني أسألك من خير ما سألك به عبدك و نبيك و أعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك و نبيك اللهم إني أسألك الجنة و ما قرب إليها من قول أو عمل و أعوذ بك من النار و ما قرب إليها من قول أو عمل و أسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا )) وقد صحح الإمام الألباني الحديث الوارد فيه هذا الدعاء عن النبي صلى الله عليه وسلم .
تاسعاً : ان لا تخلو ليلته من التي تبدأ بغروب شمس ذلك اليوم من صدقة يتصدق بها بسر أو علانية ،وكلما كانت أكثر كان هذا أعظم في الأجر وفي الأثر التربوي على النفس ،و لو استطاع السعي في حاجة مسكين أو فقير أو سبيل من سُبل الخير و البر كان هذا أجود .

ملاحظات ختامية:
الأولى : ينسحب بعض المصلين من صلاة الوتر مع إمام التراويح والأولى عدم الانسحاب وإضافة ركعة بعد تسليمة الإمام وذلك حتى نحصل على الأجر الكبير لمن صلى مع الإمام حتى ينصرف والإمام هنا هو إمام الصلاة بغض النظر عن اسمه و إمامته للمسجد بصفة عامة ، والله اعلم .
الثانية : يمتنع البعض عن الاعتكاف بحجة الأعمال الوظيفية والعائلية المطلوب منه انجازها و في هذه الحالة فان على الأخ المسلم ان ينوي الاعتكاف مع استثناء الوقت اللازم والضروري لقضاء تلك الأعمال .
الثالثة : بإمكان الأخ المسلم ان سُدت في وجهه فرصة الاعتكاف الكامل أو شبه الكامل ان يحرص على الاعتكاف ليلاً .
الرابعة : يجتهد بعض الحريصين على الاجتهاد في الطاعة في ليال الوتر من العشر الأواخر فقط والأولى به ان يغتنمها كلها فانه لا يدري على وجه

اليقين ايها وتراً وأيها شفعاً في ظل عدم الاستهلال المستمر لميلاد القمر (الشهر الهجري) مع استمرار في عدم اعتماد نتائج المراصد الفلكية،ولا يد بأي من ليال العشر تكون ليلة العشر ،و إنّ من حكمة الشارع الحكيم في إخفاء ليلة القدر ان يزيد اجتهاد العباد في الطاعة فلكل طاعة أجرها ومكانتها عند الله تعالى .

و ختاماً للثوار في الساحات والميادين..
الثورة .. ميادينها رباط و ساحتها اعتكاف على تحصيل الخيرات للأمة ودفع عنها الشرور وهو أعظم عمل ممكن ان ينهض به إنسان ويقصد به رضاء الله ، وحين يمر بها رمضان الثوري فانه يصبغ عليها المزيد من المهابة والوقا ويدفع بأصحابها إلى المزيد من الثبات والصبر والاصطبار ..المئات وربما الآلاف من الملتحقين بركب الثورة المبارك الميمون كانوا قبلها لا يُفرطون في اغتنام العشر الأواخر من رمضان بالاعتكاف في بيوت الرحمن وهاهم يحبسهم العذر عن رحابها التي يغمرهم الشوق إلى جنباتها و واحاتها ، وهم إنما يقومون بواجب الوقت الثوري الذي تُسخر فيه كل الطاقات لتغيير كامل في أداة الحكم بما يجعلها راشدة مُعلية مصلحة الأمة حريصة كل الحرص على ما ينفع الأمة في أمور الدنيا و الآخرة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.