استشهد مواطن مساء اليوم وأصيب اثنين آخرين جراء القصف المتواصل لقوات صالح على قرى ومناطق أرحب وبني جرموز شمال العاصمة صنعاء، ليرتفع بذلك ضحايا اعتداء قوات صالح خلال اليوميين الماضيين إلى شهيدين و7 جرحى. يأتي هذا في حين كشفت إحصائية حديثة حول جرائم الحرس العائلي في عزلة بني جرموز عن استشهاد 27 مواطنا بينهم 3 نساء وإصابة 109 آخرين بينهم 17 معاقا, وكذا تدمير أكثر من 198 منزل وتشريد 487 أسرة بالإضافة إلى تضرر أكثر من 1200 أسرة وتدمير عشرات الآبار الارتوازية وعشرات الناقلات والسيارات المملوكة للمواطنين. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده المركز الإعلامي ببني جرموز صباح اليوم في ساحة التغيير لإطلاع وسائل الإعلام بحقيقة الأوضاع الإنسانية. وفي المؤتمر قال عبد الله النوبي الناطق الرسمي بإسم أهالي بني جرموز إن نكبة هذه القرى لا تزال مستمرة جراء استمرار جرائم معسكرات الحرس العائلي المحيطة بعزلة بني جرموز من أكثر من اتجاه. وأضاف بأن قرى بني جرموز دفعت ثمن وقوعها بين ألوية الحرس العائلي (اللواء 63 في بيت دهرة واللواء 62 في الفريجة واللواء 83 حرس والثالث مشاة في جبل الصمع) ، وأنها استهدفت ظلماً وعدواناً بمختلف أنواع الأسلحة منذ أشهر. وكشف النوبي أن الخطر الكبير الآن يتمثل في الألغام التي زرعتها قوات الحرس في المزارع والطرقات والتي أودت بحياة عدة أشخاص بالإضافة إلى تعرض عدد آخر لإعاقة دائمة بسبب الألغام الفردية التي زرعت في كل مكان. وأوضح بأن قوات صالح قصفت قرى بني جرموز بالطيران العمودي والحربي حيث كانت القنابل الإنشطارية تسقط على القرى والمزارع مخلفةً وراءها دماراً هائلاً ودوياً مرعباً كان كافياً لإدخال الرعب والخوف إلى قلوب الأطفال والنساء,مشيرا إلى استخدام صواريخ الكاتيوشا والتي سقط منها على قرية واحدة وفي يوم واحد أكثر من 52 صاروخ ، بالإضافة إلى استخدام مدافع الهاون ال160 وال180 و120 والدبابات والرشاشات الثقيلة وقذائف عربات البي إم والبي تي آر. كما أوضح النوبي بأن كل المنازل في كل القرى تعرضت إما للدمار الكامل أو لأضرار جزئية ، وأن أغلب السكان اضطروا للنزوح بحثاً عن مكان آمن يلجؤون إليه . وأكد الناطق الرسمي بإسم بني جرموز أن عمليات القنص والقصف لا تزال مستمرة ليلاً ونهاراً حيث لا يستطيع الأهالي الوصول إلى مزارعهم أو حتى الظهور خشية أن يتعرضوا للقنص من قبل جنود الحرس في بيت دهرة. وطالب النوبي في ختام كلمته الرئيس بالنيابة والحكومة واللجنة العسكرية بضرورة رفع هذه المعسكرات من المنطقة كونها مثلت ضرراً على السكان ، وناشد المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام بضرورة الوقوف مع أهالي قرى بني جرموز من خلال الضغط لإخراج المعسكرات من هذه المناطق. من جانبه أوضح المحامي والناشط الحقوقي صالح المريسي الذي كان ضمن الوفد الصحفي الذي زار بني جرموز الأسبوع الماضي أن منطقة بني جرموز تعد منطقة منكوبة ، وأن وجود المعسكرات بالقرب من القرى كما في بني جرموز يُعد أمراً مخالفاً للقانون اليمني وخاصةً المادة 36 التي نصت على أن مهمة الجيش هو حماية الأراضي اليمنية. وقال إن المعسكرات ينبغي أن تُقام في الحدود وفي المناطق البعيدة من المدن لا أن تكون بالقرب من المناطق المأهولة بالسكان ، بالإضافة إلى عدم تسخير الجيش لمصلحة شخص أو جهة بينما تقوم هذه المعسكرات بقتل الأبرياء وتدمير المنازل والمزارع من أجل بقاء شخص على كرسي الحكم. وأضاف المريسي أن وضع المعسكرات في بني جرموز يعتبر أيضاً خرقاً لاتفاقية جنيف ووفقاً للتصنيف القانوني الدولي تعتبر جرائم الحرس في بني جرموز جرائم حرب ، وقال بأن زرع الألغام وضرب المدارس والمساجد وغيرها تعتبر جرائم تستوجب محاكمة مرتكبيها. وطالب المريسي اللجنة العسكرية المكلفة بإزالة التوترات وإحلال الأمن بضرورة تسليم خرائط الألغام لتحديد المناطق الخطرة والشروع في نزع تلك الألغام. بدوره أوضح الحاج علوان دهرة أحد أهالي قرية بيت دهرة أن منزله تعرض للدمار الكامل بسبب قربه من معسكر اللواء 63 حرس. وقال " لقد شردونا من بيوتنا بعدما خربوها ، وأصبحنا الآن نازحين لا ماء ولا مرعى ، وبلادنا كلها الآن أصبحت مخربة وملغمة لا نستطيع حتى إشعال المصباح في الليل حتى لا يقتلونا ، أكلوا مزارعنا وقاتنا وعنبنا".. وطالب الحاج دهرة بسرعة نزع الألغام من المنطقة وكذا رفع المعسكرات من بني جرموز. ظافر شاب لا يتجاوز عمره ال21 سنة بترت قدمه بعد أن انفجر لغم به أثناء تسلله إلى مزرعته ، تحدث بمراره وهو يعرض على وسائل الإعلام في المؤتمر الصحفي قدمه المبتورة محملاً الرئيس المخلوع الذي دمر حياته كامل المسئولية ، وطالب ظافر بسرعة نزع الألغام حتى لا يتضرر آخرين . طفل آخر اسمه حسين حصن بُترت قدمه بينما لا يزال يعاني من حروق في أجزاء واسعة من جسدة ، قال وهو يحدث وسائل الإعلام ، لقد دمر علي صالح وجنوده حياتي بعد أن قتلوا جدي أمام بيتنا، حسين طالب كمن سبقه بضرورة نزع الألغام وإخراج المعسكرات. وكان المركز الإعلامي لبني جرموز قد أعلن عن الإعداد لزيارة مندوبي وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى منطقة بني جرموز يوم غد صباحاً لإطلاعها عن كثب على حقيقة الوضع الإنساني المؤلم هناك.
