"الزعيم يدعو الدول الراعية للمبادرة أن تضغط على الأطراف المعرقلة للمبادرة" هذا نص خبر محشور باهتمام في وول نشط يتحرك أسفل شاشة تلفزيون كل البقايا؛ قناة "اليمن اليوم".. إنه خبر مضاد على الأرجح، ويأتي ربما رداً على خبر يحمل ذات الفكرة الداعية لرفع الضغط من قبل أحد الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية، أو أن الخبر الذي تداولته في الأيام القليلة الماضية وسائل إعلامية تتبع أولاد صالح، هو في الأصل رداً على تصريح لرئيس الحكومة أو لتوكل كرمان.. وحشر أيضاً، في وول نشط يتحرك أسفل شاشة قناة سهيل أو يمن شباب.. لم أتأكد صراحةً، مما إذا كان هذا هو الخبر المضاد الذي يحمل رقم المائة بعد الألف من أي من الأطراف المختلفة، منذ بدء الاحتجاجات الشبابية والشعبية في اليمن.. ولست متأكد أيضاً، مما إذا كان قد بدأته جهة معينة، لأنني لا يجب أن أقول "واحدة بواحدة والباديء أظلم". منذ توقيع المبادرة الخليجية وبدء تطبيق بعض بنود آليتها التنفيذية، بدأت تطفوا على السطح مصطلحات من قبيل "الضغط"، ليس المصطلح الطبي المتعارف والذي يعانيه منه بعض اليمنيين، ولكنه "ضغط" كمطلب يمني مكرور للمجتمع الدولي الذي كان ولايزال يحضر بقوة غريبة في المشهد اليمني، إذ كثيراً ما تداولت وسائل إعلامية رسائل تهديد مبنية على مطالب برفع الضغط الدولي على طرف معين داخل اليمن للمضي بخطى التسوية جميعها، كما أراد لها مشرفوها من المجتمعين الدولي والإقليمي.. ولا أعتقد أن هناك من لايزال يعترض على تكرار ذكر حضور المجتمع الدولي في أزماتنا اليمنية، ويتعامل مع فكرتها الموضوعية والواقعية، على طريقة الأطرش الذي لم يعد يعي ما يحدث حوله من أحداث جعلت المجتمعات والدول كلها تدور في فلك مصلحي واحد سياسياً واقتصادياً وأمنياً قبل كل مصلحة حياتية. غير مرة، بدا المبعوث الدولي لحل الأزمة اليمنية جمال بن عمر، سديداً في رأيه وواضحاً في تصريحاته التي عكست جلها حقيقة ممارسات المجتمع الدولي لضغوطات مزدوجة سرية وعلنية على مختلف الأطراف اليمنية بما يوحي أنه كان ولايزال اللاعب الأهم بعد الشعب طبعاً، في واقعنا الثوري الذي رسمناه على طريقتنا الخاصة والخاصة جدا. اليوم ودون أدنى شك، ثمة مخاطر عديدة تحدق بمسار ثورتنا الشعبية بمختلف صورها الدامية منها والوردية السلمية، ويفتعلها بالسر والعلن أطراف دائماً تشير أصابع الإتهام فيها إلى بقايا عائلة صالح، وذلك بحجة عرقلة مسيرة التسوية وعرقلة عمل الحكومة والرئيس الجديدين شكلاً على الأقل. إننا اليوم فعلاً أمام مخاطر متعددة تخيط لنا الكيد جميعاً في اليمن، فهي إما من أطراف النظام السابق وتستهدف في مجملها، ليس محاولة العودة للواجهة، وإنما إثبات ما كان صالح يحذر منه فيما بات يعتقده اليوم أمر ضروري للإنتقام مما حدث بإسهام من قبل القوى ذاتها التي كانت برفقته إبان حكمه البائس لليمن.. إنه لم يعد يدرك أن صحو الشعب أكبر من أي وهم يعتقد معه أن ثمة مامرة حيكت له ولشخصه. هنا بالضرورة، سيتوقف الحديث عن المخاطر التي يولدها بقاء صالح وشغلاته التي توعد بها ذات حديث متلفز، ذلك أنه بات محصور بين سندان شعب يقظ ومطرقة مجتمع دولي يتابع باستمرار تنفيذ بنود التسوية وتحويلها إلى واقع خطط له اليمنيون أنفسهم وسيساندهم في تحقيق ذلك كله طموحهم النبيل وتعاون دول العالم والإقليم في حجر كائنات الخطر داخل بوتقة معزولة من كل شيء سياسي يهدد مستقبل اليمن. وأخيراً، ثمة من هو مختص برفع الضغط لنا الآن.. طبعاً، إلى جانب المجتمع الدولي الذي يتمنى جميعنا، منه أن يرفع من وتيرة الضغط على مكامن الخطر اليمني من الطرفين، قبل ان يكبر وينفجر بالجميع.. هناك من انضم إلى ركب صالح الآن من القوى التي كانت شكلاً، في صفوف ثورة الشباب السلمية، وتمثل اليوم، تهديد حقيقي في ظل تنامي أيادي العطاء والبذل من قبل بعض الدول الإقليمية التي لا تتمنى أن ترى يمناً مستقراً وأهله مبتسمون.. وجميعنا في الفريق الوطني صاحي الضمير والعقل، حتماً، سنتصدى لهؤلاء المختصون الجدد برفع ضغطنا وإيذاء جسدنا اليمني الواحد.. [email protected]