قالت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الصادرة من لندن نقلاً عن مصادر مطلعة في محافظة الحديدة، في غرب البلاد، أن الحوثيين شنوا، أمس، عمليات اعتقالات واسعة النطاق، واستهدفت مشايخ في التيار السلفي، وغيرهم من القوى خلال عمليات ملاحقة ومداهمة للمنازل في مدينة الحديدة، بعد يوم من الهجوم الانتحاري الذي استهدف المقر الرئيس للجماعة على ساحل البحر الأحمر، الذي أدى إلى مقتل نحو 9 من مسلحي اللجان الشعبية أو ميليشيا الحوثيين في هذه المحافظة الساحلية. وأكدت مصادر خاصة ل«الشرق الأوسط» أن الحوثيين ينفذون حملة اعتقالات واسعة ومداهمات وملاحقة لبعض الأشخاص والدعاة السلفيين في مدينة الحديدة، غرب العاصمة صنعاء، وذلك بعد انفجار السيارة المفخخة الذي استهدف مقرا للحوثيين «أنصار الله»، وقُتل فيها جميع المهاجمين وعشرات من القتلى والجرحى الحوثيين، وأن من بين المعتقلين أحد مشايخ الدعوة السلفية الشيخ أمين عبد الله جعفر، عضو هيئة علماء اليمن وإمام وخطيب مسجد الرحمة بالحديدة، بالإضافة إلى اعتقال أخيه عبد الرحمن جعفر ومداهمة منزل الشيخ عبده جحرة الأهدل واعتقاله، الذي يُحسب انتماؤهم جميعا للدعوة السلفية. وقال أحد المقربين للشيخ جعفر في تصريح خاص ل«الشرق الأوسط» إن «الحوثيين داهموا منزل الشيخ أمين جعفر في الحديدة بعد منتصف ليلة (الجمعة)، وقاموا بتفتيش منزله وأخذوه وأخاه إلى منطقة مجهولة، كما داهم الحوثيون منزل الشيخ عبده جحرة الأهدل، وقاموا بتفتيشه تحت حجة بحثهم عن الأسلحة، ومن ثم اعتقلوه، وأن اعتقال الشيخ جعفر بسبب إزالة شعار الحوثيين من مسجد الرحمة». وأضاف: «في فجر يوم الأربعاء كان هناك اثنان من جماعة الحوثي بعد صلاة الفجر، وكان أحدهم مسلحا، وقاموا بتعليق شعار الصرخة الخاص فيهم في محراب مسجد الرحمة بعد الصلاة مستفزين بذلك الشيخ أمين جعفر إمام وخطيب المسجد، مما دفعه إلى إزالة الشعار وتمزيقه أمامهم، وقال لهم: «هذه مكايدات سياسية والمسجد ليس مكانا للمكايدات»، ومن بعدها وقعت مشادة كلامية بين الحوثيين والشيخ، وبعد ذلك ذهبوا وعادوا بطقم وعليه 10 مسلحين وحاولوا أخذه إلى الطقم، وهو ما لم يسمح به رواد المسجد وأهل الحي، مشيرا إلى أنه أثناء المشادة الكلامية بين الحوثيين والشيخ جعفر اتهم الحوثيين الشيخ بأنه يتبع أميركا غير أن الشيخ قال لهم: «معروف مَن مع أميركا ومَن العميل الذي يمثل أجندة أميركية»، وأن حادثة اقتحام مكتب «الحوثيين» في اليوم الثاني، وقد يكون الحوثيون ربطوا العملية أيضا بتمزيقه للشعار.