فشل مجلس النواب في عقد جلسته اليوم الأحد بسبب عدم اكتمال النصاب المقرر وهو 151 عضوا. وأكد محمد الشدادي رئيس الجلسة نائب رئيس مجلس النواب أن الحاضرين المسجلين اليوم هم 137 عضوا وهذا العدد غير كاف لعقد الجلسة بحسب اللوائح الداخلية للمجلس. ويأتي فشل عقد الجلسة اليوم أثناء ترأس محمد الشدادي نائب رئيس المجلس لأعمال الجلسة نظرا لغياب رئيس المجلس يحيى الراعي ونائبه الأول حمير الأحمر، وتعد هذه هي الجلسة الأولى التي يديرها الشدادي منذ مطلع العام الحالي. وفي الوقت الذي أشاد فيه النواب بقرار رئيس الجلسة بعدم عقدها، اعتبروا في تعليقات ل "الصحوة نت" أن ذلك دليلا فاضحا على أن الجلسات التي انعقدت سابقا كانت تعقد دون اكتمال النصاب رغم حضور النواب الذي كان يبدو كافيا اليوم لعقد الجلسة.
إلزام الكتل
وقال النائب زيد الشامي نائب رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح إن "الإجراء الذي قام به الشدادي اليوم هو الإجراء الصحيح فاللائحة تنص على عدم فتح الجلسة إلا باكتمال النصاب، وتبين اليوم أن النصاب لم يكتمل". وطالب الشامي الكتل البرلمانية "وخاصة كتلة الأغلبية أن تلزم أعضائها بالحضور من أجل القيام بواجباتهم واختصاصاتهم الدستورية والقانونية، مثلما يكون الحماس شديدا عند أية انتخابات برلمانية". وقال النائب عبدالعزيز جباري "إن رئيس الجلسة محمد الشدادي كان محقا بدرجة كبيرة عندما أعلن عدم عقد ا لجلسة"، مؤكدا أن هذا "يدل دلالة قاطعة أن معظم الجلسات السابقة كانت غير قانونية وما صدر عنها كان غير قانوني".
إعادة النظر
وطالب جباري في تعليق ل "الصحوة نت" بإعادة النظر في قرارات المجلس السابقة وجلساته، مؤكدا أن الشدادي أرسل رسالة واضحة لرئيس المجلس ونائبه الأول مفادها أنهم يخالفون الدستور في عقد الجلسات دون اكتمال النصاب. وأكد النائب محمد الحزمي أنه رغم التواجد للنواب اليوم إلا أنه اتضح أن الجلسات التي كانت تتم خلال ما يقارب سنة كاملة يتم عقدها خارج نطاق الدستور. واعتبر في تعليق ل"الصحوة نت" أن ذلك يشكك في شرعية القرارات الصادرة عن المجلس خلال الفترة الماضية، معبرا عن شكره لرئيس الجلسة محمد الشدادي. وقال النائب عبدالباري دغيش إن ما حصل اليوم يكشف أن الجلسات كانت تعقد ربما دون اكتمال العدد، مؤكدا على أهمية اكتمال النصاب وأهمية حضور النواب كونهم يمثلون الشعب. واعتبر أن ما قام به الشدادي هو التزام منه بالمواد الدستورية والقانونية، متمنيا أن يرتقي المجلس في ممارساته إلى مستوى الدستور والقانون.
انتخابات مبكرة
من جهته قال النائب نبيل صادق باشا ل "الصحوة نت": إن "عدم عقد الجلسة اليوم لعدم اكتمال النصاب هي صحوة متأخرة للمجلس، ومع ذلك أنا شخصيا مع أن تلتزم رئاسة المجلس بالدستور والقانون في إدارة المجلس". وأضاف "إن عدم معارضتنا للجلسات السابقة هو بحكم أن هيئة رئاسة المجلس لا تعلن بشكل يومي الحاضرين في الجلسة رغم أنني الشهر السابق أثرت موضوع التوقيع بالحضور عن غائبين هم في خارج البلاد، وطالبت بتشكيل لجنة برلمانية لهذا الغرض لكن دون جدوى". واستطرد: "إن حالة المجلس هذه هي انعكاس للوضع بشكل عام ولا حل لهذا الوضع إلا بإجراء إنتخابات مبكرة".
عالة على الشعب
وقال النائب عبدالكريم شيبان إن "محمد الشدادي رئيس الجلسة نائب رئيس مجلس النواب أراد أن يوصل رسالة مفادها أنه يجب أن يعاد النظر في آلية سير أعمال المجلس لأنه أصبح ينفق جهدا ووقتا ومالا بدون أية فائدة تذكر وأصبح المجلس عالة على هذا الشعب بما يصرف عليه من المليارات". وأضاف: "أنا أرى أن المجلس بواقعه الحالي يدل بوضوح أنه موظف لدى الحكومة ويوجه من الحكومة ويناقش ما يأتي من الحكومة من مشاريع قوانين فقط، وهو ما يوضحه جدول الأعمال الذي يأتي في بداية كل دورة انعقاد بالعشرات من مشاريع القوانين، ويتجنب كل القضايا الرقابية التي لها في جدول الأعمال سنوات طويلة بل أن أغلبها منذ بداية الفصل التشريعي أي من عام 2004 وحتى اليوم مثل تقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وغيره من القضايا الرقابية. واستطرد: ولذلك يجب أن يعرف الناس جميعا أن أغلبية قرارات المجلس غير شرعية لأنها اتخذت بعدم وجود أغلبية بصورة مستمرة. واعتبر شيبان في تعليق ل"الصحوة نت" أن الغياب لأعضاء مجلس النواب ناتج عن الشعور بعدم تنفيذ أي قرار من قرارات المجلس بصورة متعمدة، مضيفا: من المفروض في بداية كل دورة انعقاد أن تقدم هيئة رئاسة المجلس تقرير عن مستوى تنفيذ التوصيات للدورة السابقة وهذا من صميم اختصاص الرئاسة لكن إلى اليوم لم يقدم أي تقرير مثل هذا إلى المجلس إلا مرة واحدة من قبل الدكتور عبدالوهاب محمود النائب الأسبق لرئيس مجلس النواب، ولذلك شعر النواب جميعا أن هناك توجها أن يصبح المجلس عبارة عن دسكون ومتطلب من متطلبات الدستور والقانون. وواصل قائلا: نحن في كتلة المشترك من أكثر الأعضاء دواما والتزاما بالحضور إلى قاعة المجلس بما تمليه عليه ضمائرنا وعهدنا الذي قطعناه لناخبينا. وأكد شيبان أن ما يعانيه المجلس اليوم هو نتيجة لعدم وجود التوازن السياسي داخل المجلس بسبب الإنتخابات المزورة والغير شفافة التي تتم عادة في دول العالم الثالث ومنها اليمن خوفا من محاسبة الفاسدين وخاطفي أقوات الشعوب، فالحاكم يبذل أقصى ما يستطيع من أجل عدم حصول إنتخابات شفافة وواضحة لأنها ستصل بناس لايرغب الحاكم فيهم. وحذر شيبان من أن هذا الوضع سيفاقم الأزمات وسيزيد من الإحتقان السياسي وسيؤدي إلى ما لايحمد عقباه.
