قالت مصادر رسمية في محافظة عدن، جنوباليمن، اليوم السبت، إن جماعة الحوثيين المتمردة قصفت أحد خزانات النفط الخام في ميناء البريقة، حيث تسعى الجماعة إلى السيطرة على الميناء وتدور اشتباكات عنيفة مع المقاومة الشعبية في المحافظة. وأكدت المصادر في تصريحات ل"العربي الجديد"، أن الحوثيين قصفوا الميناء بنحو 12 صاروخاً من نوع كاتيوشا، وهو ما تسبب في احتراق أجزاء من الميناء النفطي، موضحين أن سحابة ضخمة تغطي مدينة عدن منذ عصر اليوم السبت. ويعد ميناء الزيت في البريقة من الموانئ التي تستقبل جميع النواقل النفطية والمنتجات الأخرى مثل الميثانول والغاز والأمونيا والنافتان واليوريا، ويستقبل السفن التجارية بشتى أنواعها. ومنذ بدء المعارك في عدن تم تخصيص الميناء لاستقبال المساعدات الإنسانية وسفن الغذاء والوقود ضمن الأعمال الإغاثية، وبحسب المصادر، فإن الميناء تعرض للقصف أثناء محاولة سفينة إغاثة تابعة للأمم المتحدة الرسو فيه. وقالت المصادر إن التسرب الحاصل في الخزان ينذر بكارثة بيئية في ظل عدم قدرة الفرق الهندسية على إصلاح الأضرار؛ بسبب استمرار الاشتباكات في محيط الميناء واستمرار الحوثيين في قصف المكان. وتقع في محيط الميناء مصفاة عدن لتكرير النفط الخام، والتي تبلغ طاقتها 150 ألف برميل يومياً، وأعلنت منذ بدء المعارك عن إيقاف عملياتها وعلقت طرح مناقصات استيراد المنتجات النفطية بسبب الأزمة. وتصدر مصفاة عدن في المتوسط نحو 50 ألف طن من النفط شهرياً ووقود الطائرات أحياناً، ويعتمد اليمن على واردات البنزين والديزل التي تبلغ نحو 300 ألف طن شهرياً. ويخضع الميناء النفطي في عدن لسيطرة المقاومة الشعبية والقوات البحرية للتحالف العربي، وحاول الحوثيون أكثر من مرة السيطرة على الميناء، لكن تم التصدي لهم من قبل المقاومة الشعبية في المحافظة. وتدير الميناء شركة مصافي عدن التي تأسست بموجب القانون رقم (15) لعام 1977م لتكون المسؤولة والمشغلة لمصفاة عدن ومنافعها وملحقاتها الواقعة في عدن الصغرى، البريقة وكذلك لإدارة عدن لتموين البواخر بالوقود الواقعة في التواهي، عدن، بعدما آلت ملكية هذه المصفاة بجميع منافعها وملحقاتها للدولة اليمنية في مايو 1977م من مالكها الأول شركة الزيت البريطانية المحدودة (BP) التي أنشأت هذه المصفاة بأكملها في الأعوام 1952م - 1954م. وبدأت بتشغيلها في يوليو 1954م بطاقة تكريرية تصل إلى 150 ألف برميل في اليوم.