على قلق أقرأ الصحف ينتابني استثناء غريب وأشعر أنني أغبط الأميين الذين لا يقرأون الصحف.. فقراءة الصحف في بلادنا تضيف إلى رصيد همومك بعد جرعة الهموم التي تلاحقك وأقول مخاطباً نفسي «هنيئاً لمن لا يقرأ». قرأت في زمن سابق قبل فترة طويلة أن صحفياً فرنسياً انتقد أحد الرؤساء الفرنسيين إن لم تخني الذاكرة «فرانسوا ميتران» كتب هذا الصحفي: «أن الرئيس الفرنسي يقضي نهار عمله في قصر الشانزلزيه وفي الليل يخدع إلى عشيقته في شقة في ضاحية من ضواحي باريس». ماذا كان رد فعل رئيس دولة بحجم فرنسا؟ لم يرسل الدبابات أو قوة مكافحة الشغب أو كتيبة من الأمن القومي لمحاصرة الحارة ومداهمته وترويع أطفاله. لم يتفنن في تلفيق التهم بأنه عميل لجهة أجنبية أو يحرض على اغتياله .. كل ما فعله الرئيس الفرنسي أنه طالب الصحيفة بحق الرد في نفس العمود وأرسل عبارة واحدة قال فيها: «أن الرئيس الفرنسي بشر ومن حقه أن يمارس حياته كأي مواطن فرنسي». مشكلة (الحاكم العربي) أنه لا يزال يحكم شعبه على الطريقة (الفرعونية) وأن نفسيته لا تزال تحمل ذلك (الوهم الفرعوني) أو على مبدأ ديمقراطية فرعون (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)، فالاستبداد والاستعباد في نظره ديمقراطية والغواية هداية .. والجوع والتجريع رخاء وتنمية هذه نفسية المستبد التي يراها لشعبه. أما الشعوب وإن كانت في بعض المواقف مغلوبة على أمرها إلا أنها للأسف شعوب تعشق جزاريها.. بين الديمقراطية الغربية والعربية نقطة هذه النقطة هي الفاصلة في حياة الشعوب .. فبإمكان الشعوب الغربية أن تغيّر حاكمها ببصمة أصبع. لكن الشعوب العربية تعقد صفقة خاسرة فشعبنا اليمني مثلاً رغم التجويع والتجريع المستمر إلا أنه في يوم الانتخابات يبيع هذا اليوم بحق تخزينة(!!) ويستمر في دفع الثمن لمدة سنوات .. ألم أقل لكم إنها صفقة خاسرة. همسات .. الطبول: المتابع للفضائية اليمنية وما تبثه من أهازيج وأغاني ورقصات يظن أننا أسعد شعوب العالم ولو أن فضائيتنا الموقرة كلفت نفسها ونقلت حال المواطن اليمني ورحلة المعاناة اليومية التي يرحل فيها لو عالجت هكذا مواضيع لما سار حالنا إلى ما سار عليه .. لكن يظهر أن لديها قاعدة إعلامية ونظرية مختلفة تقوم على أساس «غني لشعبك يتبعك»!! عتاب إلى قناة (سهيل) «هذه الإكرامية ليست دعاية انتخابية وإنما سنستمر بصرفها في الأعوام القادمة». عبارة من لقاء الأخ الرئيس مع الأخ أحمد منصور في الجزيرة في انتخابات عام 2003م .. كنت أتمنى من قناة سهيل أن تبث هذه العبارة فقط على ماجرى في شهر رمضان الماضي في ظل المعركة التي استمرت بين نقابة المعلمين ودار الرئاسة على الأقل من باب التذكير فقط. وما نيل المطالب بالتمني: «لا جرع ليس هناك جرع إلا في خيال المشترك» عبارة لازالت ترن في أذني قال الأخ الرئيس في أحد المهرجانات الانتخابية وقد همس لي أحد الجياع ذات مرة قائلاً: «نريد أسعار عام 2003م» فقلت له: هناك مثل مصري يقول: «موت ياحمار»! التاجر المفلس: الدولة في الوقت الحالي مثل التاجر المفلس يفتش دفاتره القديمة لذلك أقترح أن يكون النشيد الوطني القادم «خرّبوها .. خرّبوها أرضنا ذات الجرع». إلى الزميل عبدالله حيدر: «قد تلسع الحشرة جواداً أصيلاً لكن الحشرة تظل حشرة والجواد يبقى جواداً». الامتحان والابتلاء هو مقياس الرجال فاصبر فلابد لليل من فجر يبدده وإن طال وإن طال وإن طال. * رسالة إنسانية إلى الأخ محافظ الحديدة .. وإلى نقيب المعلمين كان قراراً شجاعاً وإنسانياً الذي اتخذتموه في العام الماضي ووافق صرف رواتب شهر 11/2009م لعيد الأضحى المبارك بعدم خصم الأقساط ارتفعت أيادي المدرسين وأطفالهم وعائلاتهم إلى السماء بالدعاء لكم.. سيادة المحافظ: هناك من المدرسين يذهب راتبه كله إلى شركات التقسيط بل إني أعرف مدرسين من يأتي ليستلم من راتبه مائة ريال فقط. نرجو منكم أن تنظروا أيضاً وتصدروا القرار بعدم خصم الأقسام خاصة مع الحالة الاقتصادية الصعبة لتدخلوا الفرحة على أسر التربويين فالعيد متطلباته كثيرة، وماذا يضير الشركات بتأخير شهر في سبيل إدخال السعادة والسرور على أسر تحرم منها السنة كاملة .. وهذا النداء أوجهه أيضاً إلى الأخ فؤاد دحابة –نقيب المعلمين اليمنيين.