نفذ حوالي خمسين مجنداً تابعين للشرطة المدنية بزنجبار عاصمة محافظة أبين وقفة احتجاجية الأسبوع الفائت للمطالبة بترتيب وضعهم وصرف مرتباتهم المتوقفة منذ 16 شهراً كما يفيدون. وقال المجندون بأنهم ظلوا ينفذون مهامهم العسكرية بإخلاص وانتظام طوال هذه المدة على أمل أن يتم معالجة وضعهم وترقيمهم أسوة بزملائهم السابقين إلا أن صبرهم بدأ ينفذ حينما تقاذفتهم السلطات دون حل مشكلتهم، مشيرين إلى أنهم واجهوا الاحتجاجات والشغب الذي ساد أبين ووقفوا في وجه الفوضى الأمنية حين انفجرت المظاهرات وأعمال الشغب في أبين في الفترة الماضية مخاطرين بأنفسهم حين أحجمت القوى العسكرية الأخرى عن المواجهة بل وتعرضوا للاستهداف من قبل العناصر المسلحة الخارجة عن القانون حين تم ضرب مركز الشرطة في زنجبار بالقنابل ليلا أواخر العام الماضي وقتل فيها نجل مدير الشرطة وأصيب آخرين، لكن كل ذلك لم يشفع لهم أمام السلطة المحلية التي تجاهلت وضعهم المعيشي الصعب وتاهت قضيتهم بين قيادة الشرطة وقيادة السلطة عبر خطابات متبادلة لم تصل إلى نتيجة حتى الآن، مؤكدين أن هذا الوضع لا يؤهلهم لأداء واجبهم في حماية الأمن والاستقرار في المدينة. وللوقوف على وضعهم ومعرفة مطالبهم عن كثب تحدثنا إلى بعضهم فقال الجندي "أحمد صالح محمد": نحن نعيش وضعاً صعباً منذ 16 شهراً ولك أن تتخيل كيف أننا نعيش عالة على أسرنا في المعيشة ونحن جنود والأحرى أننا نحن من نعيل أسرنا لا العكس. أما الجندي عبدالفتاح الخضر فقال: إن الظروف الصعبة هي من دفعتنا للصبر كل هذه المدة لعل وعسى أن تحل مشاكلنا ونشعر أننا جنوداً بحق ولكن يبدو أن لا أحد يستمع لشكوانا وهذا يدفعنا للخروج إلى الشارع للتظاهر والشغب بدلا من أن نكون نحن من يمنع الشغب والفوضى الأمنية. من جهته قال الجندي صدام سالم: نحن جنود في خدمة الوطن وجئنا إلى الجندية لهذا الغرض ولكنهم يحسسونا كما لو كنا مجرد مليشيات وظفت لأعراض محددة ثم تلاشت هذه الحاجة لوجودنا. وأضاف: لا أحد يرضى بهذا الوضع غير السوي ولولا ظروفنا الصعبة لما صبرنا كل هذه المدة على هذا الوضع غير القانوني. واختتم تصريحه قائلاً: ما زال لدينا بصيص أمل في إصلاح وضعنا وحل مشكلتنا من قبل السلطة المحلية في المحافظة ممثلة بالأخ المحافظ المسيري خاصة وأن المدير قد رفع خطاب إلى المحافظ يطالبه في بضرورة اتخاذ ما يلزم لحل مشكلتنا وما زلنا في الانتظار.