مسألة بناء الدولة اليمنية العادلة ليس بالأمر السهل لأن الطريق لتحقيق آمال وطموحات وتطلعات شعبنا في هذا المسار مازال طريقه وعراً ومليئاً بالمنحنيات والمخاطر المتراكمة والجديدة والمعظلات الجسام التي حللتها وازاحت بعضها ثورة ال21 من سبتمبر 2014م، ولعل ابرز القلاع المعيقة لشعبنا لتحقيق هدفه الاستراتيجي هذا يتمثل بعدم قناعة وجدية الخارج المعادي لبناء الدولة اليمنية المنشودة ذات السيادة الوطنية كاملة الاركان وحق ابنائها في استعادة عزتهم وكرامتهم وبناء حاضرهم ومستقبل اجيالهم. ان توجهات اليمنيين لبناء دولة عادلة خالية من الفساد والارهاب في اطار منظومة يمنية سياسية واقتصادية وأمنية موحدة ومستقلة خارجة عن الهيمنة الخارجية حق مشروع لا يستطيع اياً كان ان يثني الارادة اليمنية عن تحقيقها، ولكن مثل هذا التطلع الشعبي يتصدم بادوات الخارج بالداخل اليمني التي ترتبط مصالحها جدلياً بمصالح قوى اقليمية واستعمارية جعلت من اليمن ارضاً وانساناً مرتعاً خصب لأمزجة سياستها الاستبدادية التهميشية لأعظم شعب حضاري عريق على مدى عقود مضت، وفي هذا السياق وبمجرد فقط التوجهات لبناء دولة يمنية سيادية مستقلة نرى اليوم كيف يتم قتل وذبح اليمنيين وسفك دمائهم وبنفس تلك الادوات المستخدمة في سوريا والعراق وليبيا, وعلى ذلك النهج الاجرامي التدميري المشين الذي لا يستهدف فقط خيارات شعبنا وارادة أمتنا فحسب، بل تشويه عقيدتنا الاسلامية السمحاء وكل القيم والتقاليد الحضارية والعادات الاصيلة. لذلك نقول بشفافية كله فان كسر مخطط الخارج التمزيقي الاستعماري الذي لم يعد خافياً على اليمنيين والحاق الهزيمة بادواته ومراميه الخبيثة يتطلب من شعبنا وقواه السياسية الخيرة وكل الشرفاء على امتداد الوطن رص الصفوف والتلاحم والتكاتف ضد عناصر الاجرام والتخريب ومحاربة الفساد والفاسدين وفي مقدمتهم اولئك الذين يتحاوزون بسيادة اليمن ومصالحه العليا مقابل حفنة من المال المدنس، وبالتالي التسلح بالعزيمة والارادة القوية والاتكال على الله في مجابهة قوى الشر والعدوان، والاستعداد الطوعي لتقديم التضحيات تلو التضحيات حتى تحقيق الانتصار لتطلعات اليمنيين في بناء دولتهم المنشودة التي يتطلعون اليها ليعيشوا في ظلها مرفوعي الهامات شامخي الجبين بين الأمم والشعوب. قرار وطني صائب اعادة تسمية عدد من شوارع امانة العاصمة، لتحمل اسماء شخصيات وطنية نضالية وفي مقدمتها الشهيد ابراهيم محمد الحمدي تعتبر خطوة ايجابية هامة، وقرار وطني صائب على طريق تكريم وانصاف كل أعلام اليمن الذين سخروا حياتهم من اجل شعبهم وفي سبيل وطنهم..