في الزمن البعيد كنا نسمع عن المنفى وهو ذلك المكان البعيد الذي يُهجر اليه من حكم علية بعقوبة ما او من يفر من حكم ما ليس بعادل.. لكن وطننا العربي بشكل عام واليمني خاصة يعيش في هذه الفترة منفى داخلي فنحن نُهجر، وننفى من حياة إلى حياة، ومن حزن إلى حزن، ومن حي إلى حي، ومن ألم إلى ألم، وكم هي قاسية الظروف التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن.. كبار وأطفال يعانون، تفجير هنا وقتيل هناك، أجسادنا تسير بخوف وهي لا تعلم هل ستعود أم لا!!.. ننام بعين واحدة والأخرى ترقب ما قد يحدث ونحن نائمون " نحن بحاجة ماسه للحب "- نعم الحب- يكفي ما قد ذقناه من ألم، وحسرة، ودموع، ويُتم، وترمل، في الفترة الماضية والحالية كنا حقل تجارب لكل شيء.. للظلام، والظلم، والحقد، والطائفية، والحزبية، والموت البطيء، حتى والسريع، للمشيخة، للفساد، للاستقواء، للجهل، للتخلف، للأحقاد.. إلى هنا يكفي، نحن نرجوكم الآن أن تجعلونا حقل تجارب، للحب، للسلام، للأمان، للحلم، للأمنيات، للحياة، للنور، للطفولة.. رحم الله الشاعر عبدالله البردوني عندما قال في قصيدته " رهين المحبسين": تعطي القياد وزيرا و هو متّجر بجوعها.. فهو فيها البائع الشاري.. أكاد أسخر منهم ثمّ تضحكني دعواهم أنّهم أصحاب أفكار الآكلون جراح الشعب.. تخبرنا ثيابهم أنّهم آلات أشرار.. ثيابهم رشوة تنبي مظاهرها.. بأنّها دمع أكباد و أبصار.. يشرون بالذلّ ألقابا تستّرهم.. لكنّهم يسترون العار بالعار.. تحسّهم في يد المستعمرين كما تحسّ مسبحة في كفّ سحّار.. ويل وويل لأعداء البلاد إذا ضجّ السكون وهبّت غضبة الثأر.. فليغنم الجور إقبال الزمان له.. فإنّ إقباله إنذار إدبار.. وأضيع الناس شعب بات يحرسه لصّ تستره أثواب أحبار.. في ثغره لغة الحاني بأمّته.. و في يديه لها سكّين جزّار حقد الشعوب براكين مسمّمة.. وقودها كلّ خوّان و غدّار فكيف نذكر أشخاصا مبادئهم مبادئ الذئب في إقدامه الضاري ؟ ! يبدون للشعب أحبابا و بينهم والشعب ما بين طبع الهرّ و الفار.. لقد تعبنا جميعاً؛ ألم تتعبون أنتم أيضاً.. ارحموا من في الأرض ليرحمكم من في السماء.. نحن بشر من لحم ودم وشعور، لسنا أحجار محشوة أخشاب.. نريد الحياة نريد أن نعيش...