الحوثية تبذل جهدها لتنقية صورتها وتمرير مشروعها الطائفي بالتحالف والتعاون مع القوى الوطنية وتوظيفها في معارك السيطرة الكلية، تريدها واجهة لدولة الميليشيات، وتسعى ايضا لكسب الرموز الوطنية وتشغيلها في تسويق انفتاحها، تريدهم خرق لتنظيف الخراب الذي تنتجه. تعمل بشكل محموم لبناء قوتها الضعيفة بالعنف والاستيلاء على مداخل القوة ومراكز السيطرة وتشرعن لأيديولوجيتها الهشة عبر خطاب سياسي مرن لتغطية طبيعتها ومآلاتها ولحجب تناقضاتها مع الحركة الوطنية، وتبذل جهدها لتعمير عصبيتها المهووسة بالحكم باستخدم القوة القهرية وشراء الولاءات وارهاب كل معارض وفي الوقت نفسه توسع من دائرة الحلفاء الأقوياء وتقدم تنازلات المرحلية وتقدم ادعاءات ثورية وتغري المهزومين ولا هدف لها الا شرعنت سلاحها وتوسيع نطاق هيمنتها وكلما زادت قوتها تخلصت من حلفائها الضعفاء وأجبرتهم على الرضوخ لها. وفي كل مرحلة تحدد مسار حركتها وطبيعة ضحاياها وتنتقيهم حسب المرحلة والانجاز المطلوب وتدفعهم كأدوات تبدو انها فاعلة وشريكه وهي ليست الا إضافات لتمرير الأهداف الحوثية وتوظفهم في معركتها حسب حاجتها ثم تحولهم الى ضحية لتنظيف صورتها وشرعنت وجودها. يمثل المؤتمر الشعبي العام عينة بارزة فقد وقع في مخالب الحوثية بعد ان أفقدته الاحتجاجات حيويته وهزت شرعيته والتي استغلها الحوثة في حسنة للخروج من الحصار والتحول الى فاعل ثوري وانقلبت على كل المكونات التي خاصمت المؤتمر ووظفته في معركتها لتصبح هي وحدها الثَّوْرَة كما تدعي والباقي خونة ودواعش وجذور للفساد وعملاء. ومازال المؤتمر واقع في فخاخ الحوثة ومعركة تحريره من براثن المخالب الحوثية التي نصبت له من تيار داخله ومن الحوثة أصبحت صعبة ولن يتم ذلك في ظل هذا الشتات الذي تعاني منه مختلف القوى الفاعلة والتي تدير معاركها ضد بعضها تحت ظلال الحوثي الذي يستغلها لتنمية هيمنته تنمو يوميا وبالتدريج حتى اصبح هو الطرف الاقوى والآخرين أطراف يسعى لاستخدامها لإتمام أهدافه. استمرار المؤتمر في إدارة السياسة بالحيلة وبالانفعالات التي أنتجتها صراعاته مع المشترك وكتل الشباب الحالم بالتغيير اصبح غير مجدي ومدخل الحوثي لإنهاء وجودة وقد يصل الامر الى انشقاقات وحرب داخلية بين اجنحته وقد تمكن الجناح الحوثي في المؤتمر من إغراقه في صراع التناقضات واغرقه في مشاكل كثيرة وجعلته يبدو كمخلب طائفي انتهازي انتقامي بلا مشروع ولا رؤية. من الواضح ان يبدو ضعيفا رغم الادعاء بانه يدير معاركه بذكاء، المؤتمر لم يعد قادرًا على تحرير قواعدة من الاختراق الحوثي وكثير من رموزه الانتهازية أصبحت آلة متحركة في مسيرة الحوثة دون ان يملكوا اي قرار في صناعة خياراتها ولا حتى تأثير فاعل يحدّ من الاندفاع الحوثي في تخريب الدولة وتشتيت الهوية الوطنية، يبدون ككتل مضافة لتنفيذ مشروع مناهض لتاريخ المؤتمر ومغاير لمشروعه الوطني ومهدد لوجوده كتيار قوي فاعل في صناعة المستقبل. الفيروس الحوثي يدمر المؤتمر وهذه مهمة بدأت بالاحتواء وستنتهي بتحويله الى كبش فداء لإثبات وطنية الحوثة وأنهم القوة الصلبة القادرة على تحرير اليمن من الفساد الذي مثله المؤتمر. المؤتمر ليس الا قنطرة للحوثة ويبدو كتابع لتمرد مراوغ ولا يوجد حتى اللحظة مضادات حيوية للمقاومة وكلما تأخر العلاج زاد إنهاك الجسد وسيخلق الحوثة لاحقا تيار سياسي حزبي سيكون ذراعهم القادمة، وهذا التيار سيعتمد على قواعد المؤتمر وسيغدو المؤتمر بعد حين ان لم ينتفض بقرة نافقة تموت في زريبة غبائها. مازال امام المؤتمر القدرة على مناهضة هذا التدمير الممنهج لوجوده، ويبدو ان انتفاضة المؤتمر بحاجة الى انتفاضة اخرى في الأحزاب الاخرى وليس الثَّوْرَة على قيادات احزاب المشترك من قبل الشباب الا شرارة التحدي والبداية للمراهنة على المصالح الوطنية التي تسهم في تدميرها النخب الحزبية في دوائر القيادات العليا والتي تبدو كخلايا تالفة لم تعد قادرة على تحمل عبأ المسؤولية ولم تعد قادرة على ابداع مواجهات تحمي اليمن وتنتج مشروع وطني جامع، يتحولون في كل مرحلة الى ارجوات متحكم فيها من قبل القوى المناهضة للشعب، ومن منظومة متمردة تنخرها من داخلها وليست الميليشيات الا رأس حربة منظومة تقود بلادنا الى فوضى مدمرة. المؤتمر وأحزاب المشترك والقبيلة بكافة تكويناتها والقطاعات المدنية والمؤسسة الأمنية والعسكري ومختلف قوى الشعب امام خيارين اما المراهنة بالمطلق على الوطن وتحرير البلاد من دولة الميليشيات او ضياع اليمن وانتشار حروب أهلية لن تنتهي، وسيخسرون اكثر كلما استسلموا للحوثة .. هي معركة اما ان يكون الوطن او لا يكون ولا يمكنه ان يكون ودولة الميليشيات هي من تحكمهم وتخدعهم وأتجرهم ورائها كالنعاج النافقة!!!! اعتقد ان المؤتمر بأجنحته وتركيبته المعقدة وتحالفاته المتشعبة مع القوى الاجتماعية وخبرته مازال قادرًا على التأثير والخروج من متاهة الحوثي التي اصبح داخلها وهذا الامر يحتاج تضحيات وتحفز وحسم وتضحيات والبداية ان تتعقلن احزاب المشترك والقوى المدنية وتناهض هذا الانهيار المريع وتحدد العدو الذي يدمر وطننا. اذا كانت بعض القوى ترى ان المؤتمر شر فعليهم ان يراجعوا أنفسهم فالسياسة اليوم مختلفة لابد ان تفقه واقع اليمن وتراهن على المستقبل ولدى الجميع عدو متوحش ومراوغ ولديه طموح في استعباد الجميع عبر توافق وشراكة تجعلهم عبيد لدولة لا وظيفة لها الا خدمة دولة الميليشيات المحكومة من طهران. امام الجميع خيارات واضحة اما دولة مواطنة او دولة خديج، دولة للشعب وأما دولة مليشيات، دولة عربية او دولة خمينية يحكمها مراهق خميني ومافيا لا ترى في اليمن إلا غنيمة لسلطة مستغلة وترى الشعب غبي بالإمكان توظيفه في حروب ايران والامريكان لابتزاز الخليج.