منذ أتت الرسالة السماوية لتدعوا الناس لدين الإسلام وإختير نبينا لهذه المهمة العظيمة فهي مهمة ليست باليسيرة بل مهمة ربانية عظيمة فيها من المشقة والعناء مالا يطيقها بشر عادي ولذلك كان سيد البشرية محمد من أعظم الأنبياء والرسل على وجه هذه البسيطة . كان الناس قبل الإسلام في ظلال وتيه وجهل مطبق على الأفئدة وثقافة فيها من الزيف والضلال الشيئ الكثير فأتى نبي الإسلام ليحدث نقلة نوعية في كافة المجالات على جميع المستويات فقد أسس قيم عظيمة وغير الكثير من المفاهيم والأفكار المغلوطة الكثير ليبدأ بقدومة مرحلة وعي وإرتقاء بالعقل الإنساني فنمت المعارف وتغيرت المفاهيم وأستبدلت قيم الضلال والجهل بقيم الهداية والرشاد. ومنذ ذاك العصر الذهبي إنحدرت تلك القيم والمفاهيم نتيجة للعديد من المتغيرات والمؤثرات والقوى الدخيلة على ثقافة الفرد المسلم فصارت ثوابت ينظر إليها بنظرة الوجوب والإلزام لذلك لمسنا إنحدار وتدهور ملحوظ على شتى المجالات وفي كافة نواحي حياة الفرد المسلم . القيم والمفاهيم ذات أهمية في المجتمع المسلم وتنعكس إما سلبا" أو إيجابا" في شتى مجالات الحياة وترجع تلك الأهمية لأنها تؤثر مباشرة في كافة العلاقات الإنسانية بكافة صورها , إذ أنها ضرورة إجتماعية وهي معايير وأهداف لا بد أن نجدها في كل مجتمع منظم سواء كان متأخرا أو متقدما, فهي تتغلغل في النفوس البشرية عل شكل إتجاهات ودوافع وتطلعات , وتظهر في المواقف الصادرة عن الأفراد ولا يمكن فرضها على أحد وإنما تكتسب من خلال المؤثرات البيئية المحيطة كالثقافة والدين واللغة والأسرة والمجتمع والعادات والتقاليد والأعراف والتعليم والسياسة والإقتصاد والتكنولوجيا . تؤثر القيم في بناء المجتمع وبناء الفرد المسلم ووحدة تماسكه, إذ يؤدي إتساقها في نظام قيمي موحد يجمع عليه المجتمع إلى التماسك والقوة والثبات وذلك بسبب قبولها مما يجعلها قيم مشتركة تؤدي إلى قوة البنية الإجتماعية ومنعتها من أي إختراق خارجي قد يحدث . في مجتمعاتنا المسلمه وفي مجتمعنا اليمني لاحظنا إنحسار بعض القيم المثالية وتراجعها وبروز قيم لم تكن مقبولة نتيجة لتعارضها الواضح مع أصول الدين ومفاهيمه العظيمة فنجد أن مفاهيم كاللص أو المختلس أو المحتال تم تحويرها لتكون محسنة بمفاهيم قد تحضى بقبول مجتمعي عام ليحدث ما يريدة أعداء أمة محمد من إختراق لبنية متماسكة يصعب إختراقها من خارجها فتخترق من داخلها بمفاهيم جديدة تؤدي لإنتزاع وإضمحلال قيم مثالية لتحل محلها قيم منحلة ليس لها علاقة بالدين فتضرب الأمة في أعظم ما تمتلكه هي قيمها ومفاهيمها الإسلامية العظيمة فيكون لص أحمر عين , وتكون الرشوة حق بن هادي أو أتعاب وهكذا . ما يدعونا للتأمل هو كيف صارت أمة محمد مخترقة في قيمها ومفاهيمها حتى نجد الحكومات العربية تقوم بتخصيص بند في موازناتها المالية تحت مسمى بند مشروبات روحية مع علمها بأن الخمر محرم ولكن هذا يدل كيف صار واقعنا المخترق من الغرب والصهاينة وكيف جعلوا الدين أجوفا" بالنسبة لنا وصرنا نتهافت لإرضائهم ولو على حساب ديننا ومبادئنا وقيمنا وصار الأمر طبيعي وتعايش , والدين يسر , ويسروا ولا تعسروا وكثير من العبارات التي يطلقها عباد الدينار والدرهم ومن هم علماء السلطة وعباد الصنم اليهودي ويولون وجوههم تلقاء البيت الأبيض الأمريكي . ثورتنا الحقيقية التي نتباها بها هي ثورة القرآن ثورة المفاهيم والقيم لنعيد مجد أمة محمد , مجد أمة تناست مثل وقيم ومبادئ هي من أعظم ما يميزها عن غيرها من الأمم, فأتت مسيرة القرآن لتقتلع مفاهيم مغلوطة وقيم باطلة لنكون بحق أمة قرائنية أمة محمد قولا" وفعلا" لنقول لنبينا لا لن نحيف ولن نميل عن الطريق الذي سلكت فنحن سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير.