بعد مأساة صافر التي كانت نتيجة واضحة لتقصير من سلاح الهندسة الذي سمح بتكديس الذخائر والآليات والأفرد بحيث أصبحوا فريسة سهلة لصاروخ وحيد، جاءت التفجيرات في عدن أمس الأول بعربات مفخخة لتثير التساؤل التالي : ما هي تكلفة إنشاء مصدات حاجزة للعربات قادرة على إيقافها بضغطة زر؟ وهي متوفرة تنتجها شركات كثيرة في أنحاء العالم ولها وكلاء في كل دول الخليج. ولماذا لم يوص سلاح الهندسة بتركيبها حتى اليوم؟ الثاني:كانت السلطة في عدن قد أعلنت وقف تسيير الدراجات النارية بعد موجة الاغتيالات الشهر الماضي فكيف تمكن راكبو الدراجات تنفيذ 3 اغتيالات لشخصيات هامة اليوم؟ ثالثة الأثافي الخطيرة بشكل خاص هي مقابلة العميد العسيري المتلفزة التي ارجع فيها تفجيرات عدن إلى صواريخ كاتيوشا أطلقتها خلايا نائمة بداخلها، ليتضح بعدها ان التفجيرات تمت بعربات مفخخة وأعلنت داعش مسؤوليتها عنها مدعمة بالصور. العميد العسيري يقوم بمهمة دقيقة للغاية ويتحمل عبء إثبات مصداقية بلاغات التحالف. وهو عندما ينكر قيام التحالف بقصف مواقع مدنية فان الكثيرين كانوا يصدقونه. ولكن بعد فضيحة أمس اخشي أن تكون مصداقيته ستصبح موضع شك عميق. الرابعة قال مصدر في المقاومة الجنوبية أن نقطة تابعة للمقاومة بالضالع ضبطت مساء الخميس سيارة كان على متنها مواد متفجرة تستخدم في صناعة وتجهيز السيارات المفخخة. وقال المصدر لعدن الغد ان السيارة وهي نوع بيجو كانت في طريقها إلى عدن قادمة من صنعاء. وأشار إلى أن السيارة كان على متنها 4 أشخاص وكميات ضخمة من الصواعق والمتفجرات والأحزمة الناسفة. وبحسب المصدر فقد قام خبراء متفجرات بعمليات تفكيك لهذه المتفجرات والتحقيق مع من كانوا على متن السيارة. وهذا يعني أن المتفجرات تصدر من الحوافيش إلى عدن لان داعش لها مصلحة في فشل التحالف لتؤكد عجز الأنظمة العربية عن ردع المعتدين ولتعرض نفسها بديلا فعالا. ومكافحة الإرهاب تتطلب جهدا استخباراتيا وامنيا كبيرا وقويا لم يتوفر حتى الآن. وعلى الأقل يجب إعلان رصد مكافآت مغرية لمن يبلغون عن العمليات الإرهابية أو الشحنات المرسلة إلى عدن. الخامسة هي الفوضى الضاربة أطنابها فيما يتعلق بأدعياء المقاومة الجنوبية المبتزين كالذين وصلوا إلى مطار عدن على عربات حاملة للرشاشات ليطالبوا بمبالغ فورا وذلك قبل وصول الرئيس من الرياض بيومين، أو الذين يحاصرون جامعة عدن وغيرها من المرافق مطالبين بأجور حماية، أو أولئك المشوشين على الاجتماعات التي يدعو إليها التحالف فيتصرفون بسخف حاملين وساطات لمقاولين ومطالبين بالأموال أو يتسولون أرقام الهواتف حد تعبير مقالة في صحيفة عدنية. والسؤال هو أين الرقابة بالكاميرات التلفزيونية التي تغطي كل مكان في مدن الإمارات، ولماذا لا تستخدم في الاجتماعات والمواقع الحساسة للتعرف على الفوضويين المبتزين والتعامل معهم بما يجب؟. تلك أسئلة وملاحظات برسم قيادة التحالف في عدن إنما يراد بها النصيحة والمساعدة.