لقد برز حميد الأحمر، اليوم، وكان ذكيا وأختفى خلال الفترة الماضية ولمدة طويلة حتى جعل الإعلام الذي يهاجمه بشدة أن ينسى شيء اسمه حميد ليعود اليوم ويظهر بقوة تحسينا لصورته إعلاميا. كما أنه من الواضح من تصريحاته أن حالة الانتقام من هادي بدأت وذلك لسماحه للحوثيين بالدخول إلى مسقط رأسه "محافظة عمران" وبعدها العاصمة صنعاء مما تسبب في تهجيره ونهب جميع أمواله. وأبرز خلال حديثه أنه له دور كبير وبارز في حزب الإصلاح وفي إنعاش الحزب وإخراجه من حالة الجمود، وبعد ذلك الدور الكبير للإصلاح في قيام ثورة فبراير. كما يتضح من خلال كلامه، أن حميد الأحمر وحزب الإصلاح سيكون هدفهم الأول بالمعنى الصحيح تأديب المخلوع صالح والحوثي والدنبوع هادي بسبب تآمرهم المشترك على حميد وعلي محسن وحزب الإصلاح. بعيدا عن التراهات التي حاول الغفوري أن يقودها ك "أن حميد الأحمر طلب منه اللقاء بدون سابق إنذار وتنسيق مسبق وبإتصال هاتفي غير متوقع إضافة إلى أنه لم يسبق أن التقى بحميد الأحمر من قبل وكان بينهم هاتف وحيد قبل دخول الحوثيين الجوف". أراد حميد الأحمر عن طريق الغفوري إيصال رسائل مهمة ويحتاج لها قراءة ثاقبة لمعرفة ما تخفيه هذه الكلمات " أنا الآن في غرفتي، لي ربع ساعة أدور القبلة، شصلي وشنزل، أنت قد صليت؟ - كان يحمل بيده ملفاً طبياً صغيراً، وفي الأخرى هدية صغيرة "طبق حلوى تركية" - قدنا الليلة "قالها بالإنجليزية". قلت:لنسأل الريسبشن عن أفضل طريقة للوصول إلى شارع الملك بوسط المدينة. راح حميد يتحدث إليهم بالإنجليزية - كان حميد يمتدح التنظيم الناصري ليس كحزب وحسب، بل كحزب وإيديولوجيا. قال إن الإصلاح بشكل عام يجد الأنس إلى جوار التنظيم الناصري - وأنه شخصيا ومن خلال تجربته في اللجنة التحضيرية اقترب من الناصريين كثيراً وارتبط بهم عبر علاقات عميقة - اعتاد صالح على حزب مملوء بالحسابات ويقوده كهول طيبون لا يحبون المغامرة، إلى أن جاء الجيل الجديد، أنا وحميد شحرة وآخرون وحركنا الحزب وسحبنا شيوخنا إلى الأمام. وعندما تحرك الإصلاح بكل حجمه اهتز صالح واهتز الكرسي" أجاب حميد - ابتسم محاولاً الهرب من شيء ما بداخله - إذا كانت رغبة الجنوبيين في الانفصال على عيني وراسي - أجاب وهو يحاول أن يضع رجلا على رجل: نحن لا نقاتل ضد رغبات الناس - شوف، أنت كتبت ضدي عدة مقالات، وكنت أرفض قراءتها. لأني متأكد أن الأيام ستجمعنا بمناسبة أو أخرى ومن الأفضل أن لا يكون في قلبي شيء. أما أنت فمن متابعتي لأغلب ما تكتبه رأيت أنك شخص يكتب فقط قناعاته، وفي أحيان كثيرة كانت تخونك معلوماتك - لواء هاشم الأحمر يتألف من سبعة آلاف مقاتل مزودون بأفصل السلاح وسيقتحمون إقليم آزال عندما يعطون الإشارة - أنتم ظلمتم القبيلة وتعاليتم عليها كما فعل النعمان ورفاقه. تعالوا عليها وهي قاتلت معهم - قريبا جداً سنعود إلى صنعاء - سأقول للقبائل: الآن بيننا دولة، علينا كلنا، لم تحموا أموالي ولا حافظتم على أرواحكم، ليس لكم أي فضل علينا، ولم تعودوا تحرسوننا، ف، فأنتم لم تفعلوا ذلك وتفرجتم على أموالنا وهي تنهب. الآن ستكون هناك دولة فوقنا جميعا ولا فضل لأحد على أحد - رحت له وعمران محاصرة وكنت أعرف إنه متواطئ مع الحوثيين. قالت لي السفيرة البريطانية الناس يسيئون تقدير الحوثيين، لن يتوقفوا سوى في صنعاء،لديهم أجندة خاصة وسيخلقون الذرائع لأجلها. رحت لهادي وجلست على ركبتي قدامه، وهو فوق الكرسي. قال لي قوم قلت له: لا والله لن أكلمك إلا هكذا، أتوسل إليك، افعل شيئاً. سأغادر اليمن إذا شئت وأعلن اعتزالي العمل السياسي لخمس سنوات. سنخرج أنا وإخواني من اليمن إذا شئت. إذا كنت تريد الخلاص من عيال الأحمر أرجوك لا تجعل هذه الرغبة سبباً في تدمير اليمن، والحوثيون لا يريدون عيال الأحمر بل هذ الكرسي . أرجوك افعل شيئاً. وبقي هو صامتاً - المعركة الأخيرة ضد صالح والحوثي أظهرت قوتنا ووجودنا وشاهد كل الناس حقيقتنا في الجنوب. نحن حزب موجود في كل قرية.وبدت عليه ملامح ثقة عالية وهي يلفظ تلك الكلمة." أخيرا من الواضح أن حميد الأحمر سيبرز كثير خلال الأيام القادمة، تحضيرا لدوره السياسي القادم والذي ربما لن يكون متوقعا.