"الحركة الجماهيرية يخطط لها رجال الكلمة، ويظهرها المتطرفون الى حيز الوجود، ويحافظ على وجودها الرجال العمليون" ايريك هوفر. العدميون هم المتطرفون الذين لا يعرفون متى يركنون الى الهدوء، ومهما تحقق للحركة من إنجازات فانهم يوقعونها في قبضة الخلاف والشقاق، ويتحول نهجهم الى خوض صراع مميت على شكل أجنحة داخل الحركة، وينسجون المؤامرات وينفذون الاغتيالات، ويتيحون للعدو المتربص وخلاياه النائمة فرصا ثمينة للتحرك والضرب في ظل أجواء الفوضى، فتتفرق الدماء المهدرة بين القبائل ولا يعرف الحابل من النابل. انهم يعملون على تدمير كل ما هو قائم، فقد وجدوا في العدمية، دون ان يشعروا، عقيدتهم النهائية. اغتيل محافظ عدن السابق وتعرض المحافظ اللاحق ومدير الامن ومحافظ لحج المعين لمحاولة اغتيال كادت تنجح، لولا السيارة المصفحة التي كانوا يستقلونها، وهم جميعا من القادة البارزين في الحراك الجنوبي. ولا شك بان كثيرا من العمليات ينفذها اتباع عفاش باسم القاعدة او داعش، مستغلين جو الفوضى الذي ينشره العدميون في الحراك. واضطرت أجهزة الامن لخوض قتال في المعلا والتواهي لمنع المتطرفين العدميين،المتلفعين برداء المقاومة، من استعادة السيطرة على ميناء المعلا والمرافق الحكومية التي سبق لهم تسليمها في اليوم السابق. وكذلك في مطار عدن الذي توقفت حركته بسبب فرضهم سيطرتهم عليه، وعند ذهاب مدير الأمن إليهم لإقناعهم بالخروج من المطار، اتضح طبقا لمصادر في صفوفهم، ان قائدهم المدعو وائل منصور، وهو من تعز، كان قد جهز كمينا لاغتياله. ولا يزالون مسيطرين على المنصورة ودار سعد ويفرضون فيها ارهابهم، وأصبحوا بذلك حلفاء موضوعيين لعفاش وخلاياه النائمة وإرهابييه. وقد أخبر عميد كلية الهندسة،الذي كانوا قد اجبروه الى الذهاب معهم الى ميناء الحاويات، عقب اقتحامهم للكلية وإطلاق الرصاص الكثيف بداخلها، ان الميناء مليء بالمدرعات وقطع المدفعية وصنوف الأسلحة الرشاشة. ولا يمكن إيقاف هذه الفوضى ومحاربة عملاء عفاش بنجاعة الا بمحاصرة العدميين وضربهم بيد من حديد بكل سلاح إذا لزم الامر، واستعادة الأسلحة الى يد الدولة. ان القادة العدميين لهذه المجاميع يخوفون اتباعهم المحبطين بأنهم سينبذون من قبل الدولة وكأن المقاوم مرتزق يبحث عن الجزاء المالي لدفاعه عن ارضه وعرضه، ومع ذلك فان سرعة ضمهم الى الجيش الوطني وقوى الامن امر مهم لان ذلك كفيل بتحويل ولائهم الى الدولة بصورة تامة، لان المحبطين اكثر الناس قدرة على ان يكونوا اتباعا مخلصين، وما تمسكهم برداء المقاومة بعد انتفاء أسبابها الا بسبب خشيتهم العميقة من تحمل المسؤولية عن انفسهم، وهو عبء لا يستطيعون تحمله، ولذلك يتمسكون باي عصبة او جماعة او كيان يصبحون جزءا منه ويتحمل عنهم مسؤولية اتخاذ القرارات التي تخص اشخاصهم ومستقبلهم الشخصي. فذلك هو المهم بالنسبة لهم بغض النظر عن طبيعة الكيان الذي ينضمون إليه، ويقعون فريسة سهلة للعدميين الفوضويين. انهم في منتهى الخطورة إذا لم يتم احتواؤهم.