خطاب المخلوع اليوم... وحديثه عن القذافي ومصيره إنما كأنه يشير إلى مصيره القريب الذي سيكون مشابها لمصير القذافي، بالتزامن مع وصول تشكيلات المقاومة الشعبية إلى مشارف العاصمة صنعاء. خطاب صالح لم يقل عن خطاب القذافي في باب العزيزية بمدينة طرابلس الممزوج بلهجة التهديد والوعيد، بينما الثوار كانوا على أبواب المدينة. تقمص المخلوع صالح شخصية القذافي في خطابه الليله، فكرر ضرباته باليد على الطاولة كضربات القذافي تلك التي كان يوجهها غاضبا على منصة الخطاب. تحدثه عن ما يزعم أنه بالدفاع عن العروبة والوطنية والقومية شبيها باللهجة التي تحدث بها القذافي باستمرار في خطاباته إبان الثورة الليبية، وتأكيده على ما أسماه بالصمود في وجه العدوان والغزو الأمريكي وتكرار عبارة "الشعب اليمني العظيم" و"لن نركع لن نركع إلا لله"، إنما أثبت فقط استأجره للسان وللهجة القذافية. ما أضحكني هو مطالبته من أسماهم ب"المرتزقة والفارين بجلودهم" بتصحيح أوضاعهم في المملكة داعيا السعودية بتوفير السكن لهم ومتوعدا "عودتهم لأرض الوطن أبعد من عين الشمس"، وكأنه أصبح يعيش حالة هيستيريا غير عادية لم يستطع بسببها تصديق تواجد الرئيس هادي في مدينة عدن منذ أشهر وعودة عدد من الوزراء والمسؤولين والقيادات العسكرية والقبلية لمختلف المحافظات. لم يكتفي بهذا لكنه تحدث وكأنه في ساحة الجهاد ضد أبناء ونساء وأطفال تعز ومأرب والجوف وعدن ولحج والبيضاء، وردد عبارة "النصر أو الشهادة" كما كان يرددها القذافي تماما خلال خطاباته وكأنه في معركة جهاد ضد أبناء ونساء وأطفال بنغازيوطرابلس ومصراته وسرت.