الترحيب الكبير من كافة مكونات الدولة والمجتمع رسمية وسياسية ومجتمعية بتعيين الفريق اركان حرب علي محسن الأحمر نائبا لرئيس الجمهورية ونائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة يعبر عن رغبة الناس بحسم الوضع اليمني واستعادة الدولة ومؤسساتها التي أصبحت حاجة ملحة وضرورية ، القرار بالدرجة الأولى جاء لاصلاح الترهل والارتباك الذي أصيبت به مؤسسة الرئاسة خلال الفترة الماضية ، كان الارتباك وضاحا نتيجة الازدواج الذي حدث في مؤسسة الرئاسة بتوزيع الولاء بين الرياضوابوظبي وانعكس سلبا على كل الملفات الهامة واهمها تحرير تعز ومناطق أخرى .. ثقة قيادات الجيش والدولة والقبيلة بالفريق علي محسن الأحمر ليس لانه قائد عسكري كبير فقط بل كونه سياسي مخضرم وصاحب حضور ونفوذ وسط القبيلة اليمنية كاملة ، يمني سبتمبري الهوية من اهم القيادات على مستوى المنطقة التي ترفض وتواجه المشروع الفارسي فكرا وسلوكا وممارسة وتعيينه لم يكون ضربة في خاصرة الانقلابيين ومشروع ايران في اليمن بل ضربة موجعة للمخططات التوسعية الإيرانية التي استهدفت اليمن والمنطقة ، علاقته المتشابكة والقوية مع القبيلة وكبار رجالها يعتبر صمام امان للدولة وضامن قوي لحماية الشرعية ، الدولة التي انهارت وسلمت للمليشيا الانقلابية كانت هفوة خاطئة من القيادة السياسية التي سلمت القرار للخارج واستهدفت الجيش الوطني والقبيلة تحت ذرائع واهية ، الاحداث اثبتت ان القبيلة هي روح اليمن وبدون القبيلة وتلاحمها لن تقوم الدولة ولن تعود الشرعية .. تعيين الفريق علي محسن في هذا الوقت تحديدا هو رسالة للسلام بالدرجة الأولى ، رسالة للحوثي وصالح معناها ان اردتم السلام فطريق السلام واضحة المعالم وان أرادوا الحرب فالشرعية جاهزة لحسم المعركة ، والفريق الأحمر جاهز لكل الخيارات مسنودا بالشرعية والتحالف العربي ، القرار بالتأكيد كان صادما للحوثي وصالح لان وجود بحاح نائبا للرئيس ورئيسا للحكومة كان يمثل وجوده الطريق لما يعملون من ترتيبات تتوج بمؤتمر الكويت منتصف هذا الشهر .. صدور قرار تعيين الفريق الأحمر بالتزامن مع وجود ممثلي الحوثيين بالرياض هو رسالة للحوثي بالدرجة الأولى ، حيث يعتبر الفريق الأحمر الخصم الأول والقوي لجماعة الحوثي وتعيينه هو تحصين لمفاوضات الكويت التي كان يضع الحوثي آماله عليها لاختراقها لصالحه من خلال طلبهم بنقل صلاحيات الرئيس هادي الى نائبه بحاح الذي هو رئيس حكومة سلطة الامر الواقع ، وانتقال الصلاحيات لبحاح كان يعد انتصارا للحوثي بكل المقاييس ، لكن القرار جاء لقطع الطريق عليهم ووضعهم امام واقع القبول بالشرعية كاملة وليس وفق مايخططون له .. ليس خافيا على احد ان الامر كان الامر ضبابيا منذ خروج هادي من صنعاء والانتقال الى عدن قبل انطلاق #عاصفة_الحزم ، وكانت الأمور تدور في حلقة مفرغة ، وكانت مؤسسة الرئاسة والحكومة تسير بتخبط وعشوائية ، كان التباين والخلاف مسيطر عليها والقرار موزع بين الرياض وأبو ظبي ، وهذا اضعف أدائها كثيرا وانعكس هذا التوزيع على الأرض ، بقرار تعيين الفريق الأحمر نائبا للرئيس وتعيين بن دغر رئيسا للحكومة تم القضاء على ذلك الازدواج والتباين .. الكل متفق على أهمية ودور الفريق علي محسن الأحمر في هذه المرحلة الهامة ، فالرجل يمتلك خبرة تراكمية كبيرة بتفاصيل الواقع اليمني ويمتلك شبكة كبيرة من العلاقات والنفوذ الواسع على صعيد المؤسسة العسكرية والأمنية وعلى الصعيد القبلي والسياسي على مستوى الخارطة اليمنية كاملة ، كثير من قيادات الجيش والامن تدين له بالولاء وهذا يمثل أهمية لاستغلال هذا الولاء والنفوذ في هذه المرحلة ، هو اكثر القيادات اليمنية الماما بتفاصيل المؤسسة العسكرية والأمنية نظرا لعمله الطويل في السلك العسكري و يعتبر من اهم مرجعيات الجيش اليمني ، وهذا يؤهله للقيام بمهمات تفكيك منظومة علي صالح العسكرية والأمنية والقبلية أيضا .. كاريزما الفريق الأحمر العسكرية والسياسية والقبلية ونفوذه الواسع يجب ان توظف في هذه المرحلة لصالح استعادة الدولة ومؤسساتها ، فهو قيادي مخضرم تلتقي عنده كل التقاطعات ، ووجوده على هرم القيادة يعتبر دافعا قويا لخلخلة منظومة صالح والحوثي العسكرية والقبلية والسياسية نظرا لثقة الناس به خاصة داخل الجيش والامن والقبيلة وقد عبرت كل القطاعات عن ترحيبها الكبير بتعيينه وهذا دليل على أهمية مكانة هذا القائد الذي يمثل وجوده سد الفجوة التي كانت تتوسع كل يوم نتيجة الفراغ الموجود داخل مؤسسة الرئاسة .. صحيح ان قرار تعيينه كان صادما للحوثي وصالح وان بنسب متفاوته ، لاحظنا شدة الصدمة اكثر عند جماعة الحوثي الذي عبر بعض قياداتها عن مواقفهم المفاجئة بهذا القرار وعبروا عن قرار التعيين ووصفوه بالصادم ، نعلم ذلك انه صادم وانه كان غير متوقع لانه جاء معاكسا لآمالهم التي كانوا يسعون لتحقيقها من خلال لقاء الكويت ، قرار تعيين الفريق الأحمر انهى أحلام الحوثي بالتفوق على الشرعية من خلال تصعيد رجلهم بحاح وتسليمه صلاحيات الرئيس .. لايمكن تجاهل قرار تعيين الفريق الأحمر انه بإيعاز من قيادة التحالف العربي ( المملكة العربية #السعودية ) التي تشرف على انجاز مهمة إعادة الشرعية والدولة الى اليمن واسقاط الانقلاب بكل الوسائل ، وقيادة المملكة تعرف جيدا حجم ودور الفريق الأحمر واهميته وحجم تأثيره ونفوذه الواسع ، صحيح ان القرار تأخر وهذا يرجع الى مدى التخبط الذي كانت تعاني منه قيادة الشرعية ممثلة بهادي بالدرجة الأولى ، الذي لم يستطيع كسر الموانع التي تدفع بعملية الحسم .. ليست مبالغة حين نقول ان الفريق علي محسن الأحمر هو سيف السلم والحسم ، هو فعلا رجل السلام ورجل الحسم العسكري وتحديد نوعية اختيار الحسم سلميا او عسكريا يتوقف على طرفي الانقلاب ، قيادة التحالف العربي اشهرت سيف السلم والحرب معا ومن يحدد الاختيار هم المتمردين طرفي الانقلاب ( الحوثي وصالح ) ، ايهما سيتغلب على الاخر ، السلم او الحرب ، هذا ماستحدده الأيام القادمة وان كنت اميل الى ان السحم سلما هو الأكثر لعدد من الشواهد واهمها ان طرفي الانقلاب اصبحا غير قادرين على مواصلة التعنت والاستمرار بخوض المعركة امام التحالف لفقدانهم مفاصل القوة وعوامل التوازن العسكري على الأرض ، إضافة الى ضعف الجبهة الداخلية التي تسندهم ، وتهاوي اوراقهم التي كانوا يراهنون عليها ، وانهيار الخزينة العامة وانهيار الأوضاع الاقتصادية بشكل كامل وتنامي حالة الرفض والسخط الشعبي العام ضد الانقلابيين .. الفترة الحالية فترة حساسة وهامة بالنسبة للشرعية وقيادتها بشقيها الرئاسي والحكومي ، أهميتها تنبع من مدى استغلال الحالة الداخلية الرافضة للانقلاب ، وصمود الانقلابيين في الفترة السابقة كان بسبب ضعف أداء قيادة الشرعية والتوقف عند مستوى الحاجات الكمالية والكسب تحت غطاء مواجهة الانقلاب ، اعتقد ومن خلال القرارات الأخيرة ان هناك توجه جاد للحسم ، هكذا نسجل تفاؤلنا ، وان بداية النجاح من عدمه يتمثل في حسم الوضع بجبهة تعز أولا والبيضاء ثانيا فهذه المحافظتين هي بالون اختبار جدية قيادة الشرعية .. الفريق الأحمر لديه قدرة عالية للإنتاج ولديه رؤية شاملة للحسم وهذا يحتاج الى تسليمه الملفات المعقدة والشائكة ومنها تعز والبيضاء ، صحيح ان احد دوافع تعيين الفريق الأحمر نائبا للرئيس هو بمثابة انقاذ لهادي وقطع الطريق على الحوثيين وصالح وسعيهم بنقل صلاحياته الى نائبه وبتعيين الفريق الأحمر في منصب النائب يعتبر تحصين لهادي من هذا الطلب الذي كان منتظرا في لقاء الكويت ، لكن لايجب ان تتوقف نظرة هادي عندي هذا المستوى رغم يقيني ان تعيين الفريق الأحمر كان بإشارة من قيادة التحالف ، يجب الانطلاق للوصول الى تحقيق الهدف كاملا وإعادة الشرعية والدولة ومؤسساتها ، تعودنا ان هادي له اجندته الخاصة وحساباته الضيقة وهذا كان سببا مباشرا لدخول اليمن في فوضى الانقلاب والصراعات ، لكننا سنعتبر ان هادي قرر التكفير عن سيئاته والانتقال الى مرحلة الجدية والعمل بشكل مخالف للاسلوب الذي سار عليه خلال الفترة الماضية .. صحيح ان كل الأطراف تسعى للسلام بما في ذلك الانقلابيين لكن يجب ان يتم استحضار سلوك جماعة الحوثي وتعاملها مع أي اتفاقية سلام ، يجب ان يكون حاضرا لدى قيادة الشرعية انقلاباتهم على كل اتفاقات السلام بما في ذلك اتفاق السلم والشراكة الذي فرضوه بقوة السلاح وكانوا اول من اخترقه وخرج على نصوصه ، طموح الانقلابيين وخياراتهم باتت محدودة جدا واصبحوا امام امرين اما القبول بالسلام وفقا للمرجعيات التي ينتظر منهم الالتزام بها او فرض خيار الوصول الى السلام بالطريقة اليمنية بواسطة سيف السلم والحسم الفريق علي محسن الأحمر الذي يعرف تفاصيل تفكيرهم ومخططاتهم ويعرف كيف يفكرون وكيف يتحركون .. تعز أصبحت واحدة من نقاط المراهنة بالمسبة لطرفي الانقلاب ، وبقاء تعز محاصرة يعتبر عامل مساند لهم في لقاء الكويت ، بإستطاعة الشرعية وقيادة التحالف سحب هذا الرهان من الانقلابيين خلال أيام محدودة وحتى قبل سريان وقف اطلاق النار ، قرار تعيين الفريق الأحمر نائبا للرئيس وازاحة بحاح يمثل قطع الطريق على الامارات التي تقف خلف قرار عدم تحرير تعز وهذا وفقا لاعتراف هادي بلقائه مع احدى الصحف السعودية ، القرار الرئاسي الان موحد ولايوجد موانع تقف امام تحرير تعز ، تحرير تعز هو مقياس اختبار للقرارات الجديدة وبالذات لهادي الذي تعودنا على مراوغاته كثيرا .. أتوقع ان تلجأ الامارات بدفع الحوثيين وصالح للتمرد على مؤتمر الكويت اما كليا او جزئيا والبحث عن خيارات أخرى ردا على قرار إزاحة رجل الامارات الأول خالد بحاح ، قد نرى بعض المواقف التصادمية على الأرض وخاصة بالجنوب واستخدام الامارات لقضية الانفصال كورقة ضغط على قيادة الشرعية وقيادة التحالف ، الامارات فقدت حليفها القوي داخل قيادة الشرعية واتوقع بحدوث ردة فعل تصدر منها على ما تعتبره قيادة ابوظبي ان قرار إزاحة بحاح يستهدفها مباشرة ، هذا اذا كانت ابوظبي لازالت تؤمن بسياسة منافسة السعودية على نفوذها ، اعتقد ان السعودية بهذا القرار رفعت الكرت الأحمر بوجه قيادة ابوظبي وكان الكرت الأحمر السعودي هو الفريق الأحمر .. الامارات عبرت عن موقفها بصورة غير مباشرة عن طريق الفريق ضاحي خلفان الذي يعتبر من اهم المسؤلين الاماراتيين ويعتبر اهم قيادي امني في الدولة وتغريداته التي كتبها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر عقب صدور قرار تعيين الفريق علي محسن الأحمر نائبا للرئيس وتعيين الدكتور احمد عبيد بن دغر رئيسا للحكومة وهما المنصبان اللذان كان يتولاهما خالد بحاح ، تغريدات الفريق خلفان التي قال فيها (الذي قتل الحمدي قد يغتاله ، تعين الأحمر ولكن ليأخذ حذره الشديد فقد يتعرض لألف محاولة اغتيال فالذي اغتال الحمدي قد يغتاله. ) من وجهة نظري هذه التغريدتان التي غرد بها خلفان في وقت غير الوقت الذي يغرد فيه بشكل دائم تعتبر رسائل للسعودية بالدرجة الأولى كما تعتبر من وجهة نظري عرض من الامارات لعلي صالح بتقديم الدعم الكافي له لتصفية الفريق الأحمر ، وادراج اسم الحمدي كمثال يذكر بأن الحمدي كان على توافق مع سياسة المملكة ودول الخليج ، انا شخصيا اعتبر كلام خلفان رسالة للسعودية مضمونها انه سيتم تصفية رجلكم الأول ( الفريق الأحمر ) وهذا مايجب الانتباه له ، تغريدة خلفان رغم انها لاتمثل رسميا الموقف الاماراتي لكن يجب ان لاننسى مكانة الفريق خلفان الرسمية ضمن دوائر صنع القرار وعلاقته القوية بقيادة ابوظبي وان كلامه يعتبر تعبير عن موقف قيادة ابوظبي وان كان غير رسمي .. قرار إزاحة بحاح كنائب للرئيس ورئيس الحكومة قرار قوي وان تأخر كثيرا لكن القرار لن يقضي على الأداء الضعيف للحكومة لان الضعف لم يكون سببه بحاح فقط ، السبب المباشر لفشل الحكومة هي تركيبتها بالدرجة الأولى وعدم انسجامها وثانيا تأثير أبناء الرئيس هادي على اغلب الوزراء وفرض اجندتهم على الوزراء ، سبب اخر هو عدم جدية هادي بتحسين الأداء ، بتعيين الدكتور بن دغر الذي يعتبر اكثر نضوجا من سلفه بحاح واكثر خبرة وقبول سيكون له دور بتحسين الأداء وانه سيقوم بتغيير الوزراء الذي ثبت فشلهم في المرحلة السابقة .. أخيرا .. الميدان والمنجزات على الواقع هي المحك وبدون الإنجازات فلا معنى لأي قرارات .. لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet