حدث هام تم يوم الخميس 13/اكتوبر/2016م باختيار أمين عام جديد للامم المتحدة وهو انطونيو غوتيريش ليخلف الامين العام بان كي مون الذي تنتهي ولايته في 31/ديسمبر كانون الاول/2016م . وذلك لفتره خمس سنوات تنتهي في 31/ ديسمبر كانون الاول /2021م. المميز في الاختيار انه تم بالتزكيه ودون أي منافس اخر مما يجعل منه محل اجماع عالمي بتزكية مجلس الامن له كمرشح وحيد ثم اجماع الجمعية العامة للامم المتحدة على تزكيته ممايعطية دفعه كبيرة من الثقة والصلاحيات لاحداث تغييرات ايجابية واسعة في العالم وفي منظومة الاممالمتحدة التي هي بحاجة الى اعادة تقييم جاد لاصلاح اختلالات عملها خلال الفترة الماضية لاعادة ثقة العالم فيها كمنظومة دولية محايده تصنع السلام . المييز ايضاً في الامين العام الجديد هو خلفيته السياسية الممزوجه بالانسانية حيث شغل غوتيريش البالغ من العمر 67 عام منصب رئيس وزراء البرتغال بين عامي 1995 و2002م دخل السلطة بانتخابات حره وخرج منها بانتخابات حره ثم التحاقه بالعمل الانساني في الاممالمتحدة بشغله منصب المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الفترة من حزيران يونيو 2005 الى كانون الاول ديسمبر 2015. والذي اصبح العالم بحاجة الى تلك الخبرات السياسية المشبعه بالجانب الانساني خاصة وان اول تصريحاته هو تأكيد التزامه باحداث طفره في الدبلوماسية من اجل السلام . خبرة غويتريش في الجانب السياسي سيكون دفعة كبيرة للامم المتحدة لتفعيل دورها الدبلوماسي في الاروقة الدوليه وخبرته في المجال الانساني وبالخصوص في مجال اللاجئين ستكون ايجابيه لتحقيق دبلوماسية انسانية تحقق السلام وتحد من معاناة الانسان في العالم حيث يعتبر في مقدمة من يتعرضون للمعاناة الانسانية هم اللاجئين الذي فقدو الحق في العيش في وطنهم نتيجه الحروب والكوارث وملامسته لتلك الشريحه ستجعله دافع كبير لايقاف الحروب للحد من تفاقم واتساع حالات اللجوء. وهذا مانأمل ان تقوم منظومة الاممالمتحدة بتحقيقه في العالم وفي اليمن . لأن الشعب اليمني فقد ثقته في منظومة الاممالمتحدة بسبب انه علق امال كبيره عليها لتقوم بالتزاماتها المنصوص عليها في ميثاق تأسيسها وهو صناعة السلام وايقاف الحروب والحد من انتهاكات حقوق الانسان والقانون الدولي الانساني . وهذا ما اخفقت فيه الاممالمتحدة . بالرغم من فقدان ثقة غالبية الشعب اليمني في منظومة الاممالمتحدة لكن مازال هناك القليل وانا واحد منهم الذي مازال لديهم بصيص أمل ان تستعيد الاممالمتحدة ثقة شعوب العالم ومنها الشعب اليمني . الشعب اليمني يعاني من حرب طاحنه أكلت الاخضر واليابس وفاقمت من الوضع الانساني السيء حتى اصبحنا على مشارف كارثه انسانية بشعه يفقد الكثير من ابناء وطني الحبيب حياتهم بالجوع والمرض والاممالمتحدة تقف عاجزة عن القيام باي دور ايجابي. بالرغم من ان اليمن عضو في منظومة الاممالمتحدة ولكن للاسف الشديد لايتم التعامل مع الوضع في اليمن بشكل جدي وبمايوازي المعاناه الانسانية. قد يبرر البعض بشكل خاطيء بان اخفاق الاممالمتحدة هو بسبب الضغوطات التي تقع عليها من قبل الاطراف الوطنية والاقليمية والعالمية الفاعله في اليمن . ولكن هذا مبرر غير منطقي وخاطيء لانه لايوجد أي مصلحة لاي طرف في عرقله جهود الاممالمتحدة لايقاف الحرب في اليمن او عرقله جهود الاغاثة الانسانية حتى وان كان لدى البعض قناعة خاطئة ان استمرار الحرب في اليمن وعرقلة جهود الاغاثة الانسانية سيحقق لهم طموحهم واهدافهم فمن المفترض من الاممالمتحدة ان توضح خطأ تلك القناعة للجميع وان ترصد أي عرقلة لجهودها الانسانية وتتخذ اجراءات عاجلة للحد منها وايقافها وان تقوم بنشر جميع المعلومات للعالم أولاً بأول لتتوقف جهود العرقلة ولتعريه أي طرف يعرقل جهود الاممالمتحدة لاحلال السلام في اليمن واغاثته. . بالاضافة الى ان دور الاممالمتحدة من المفترض ان يكون اكثر فعاليه ونشاط في المناطق التي هي بحاجة الىها واليمن بحاجة الى جهود الاممالمتحدة . ونطالب ان تبدء من الان جهود احلال السلام الحقيقي والمستدام في اليمن وتنفيذ اغاثة انسانية عاجلة وواسعة في اليمن قبل تفاقم الكارثة الانسانية وان تقوم بخطوات ايجابية واسعة لتفعيل دور الاممالمتحدة في ملف اليمن لكي تكون نهاية فترة الامين العام بان كي مون ايجابية وتمهيداً لبداية عهد جديد للامم المتحدة مع الامين العام الجديد تتلافي الاخفاقات وتحقق الاهداف الانسانية دون تلكوء او مماطله. باعتباري احد افراد الشعب اليمني البسيط الذي يقيم في جنوب الجزيرة العربية والذي يربو عدد سكانه عن خمسة وعشرين مليون نسمة ويقع في موقع هام للعالم اتقدم برفع تطلعات وآمال الشعب اليمني الى الامين العام للامم المتحدة التي مازال لدينا بصيص أمل فيها وأهمها: 1- فصل مسار الجانب الانساني عن مسار الجانب السياسي في اليمن والعمل في كليهما بشكل متوازي دون أي خلط او اشتراطات وبما يؤدي الى دفع عجله الجانب الانساني بشكل واسع وكبير كونها محل اجماع جميع الاطراف ومسؤلية الاممالمتحدة تقع في دفع العملية الانسانية وايقاف أي عرقله لجهودها بادخال كميات كبيرة من مواد الاغاثة الانسانية في جميع المجالات الغذائية والصحية وغيرها عبر ممرات امنه لتصل لجميع ابناء الشعب اليمني دون تمييزكون التقدم في المسار الانساني هو قاطرة لتسريع مسار الجانب السياسي. 2- ايقاف الحرب في جميع مناطق اليمن دون استثناء او تمييز والشروع في صناعة وتحقيق السلام المستدام وانخراط الجميع في تسوية سياسية تحافظ على ماتبقى في اليمن وتوقف عجلة الدمار . 3- اعادة تفعيل دور الاممالمتحدة في الملف الاقتصادي بايقاف التدهور الاقتصادي الحاصل في اليمن نتيجة التصرفات احادية الجانب في ملف البنك المركزي والايرادات والمصروفات العامة وتحويلها الى محل اجماع جميع الاطراف ليكون الملف الاقتصادي جسر لاعادة الثقه المفقودة بين الاطراف كون الاضرار الناتجة من تعطيل الملف الاقتصادي سيكتوي بنارها الجميع دون استثناء وفي مقدمتها ماحصل مؤخراً من ايقاف رواتب جميع موظفي الدولة في جميع مناطق اليمن الذي يزيد عددهم عن مليون وثلاثمائة الف موظف في المجال المدني والامني والعسكري والذي يعيلون نصف الشعب اليمني والذي تنصل الجميع من مسؤليتهم وكل طرف يلقي باللائمة على الطرف الاخر ومن المفترض من الاممالمتحدة ان تعيد الجميع الى تحمل مسؤليتهم الوطنية بتحييد الاقتصاد اليمني ايراد ومصروف ومرتبات وغيرها من أي صراع وجعله محل اجماع لتحقيق مصلحة الشعب اليمني وان يوفي الجميع بالتزاماتهم دون تلكوء او تسويف او مماطله . 4- اعادة تفعيل دور الاممالمتحدة في مجال حماية حقوق الانسان من أي انتهاك في اليمن وذلك بسرعة تشكيل لجان تحقيق مستقله للتحقيق في جميع وقائع انتهاكات القانون الدولي الانساني لتحقيق العدالة والانصاف. 5- تفعيل دور الاممالمتحدة في ملف العدالة الانتقالية الذي تم اغلاقه في اليمن والذي يعتبر هو المخرج الوحيد من الحرب الى واحة السلام في اليمن وبما يؤدي الى الانتقال من الحرب الى السلام العادل الذي ينصف الضحايا ويوقف أي انتهاك ومنع تكرارها لان العدالة هي ماكينه تحقيق السلام للجميع دون تمييز. 6- شروع الاممالمتحدة بجديه لتنفيذ برنامج اعادة اعمار اليمن بشكل مستقل وبمشاركة واسعة من المجتمع الدولي دون شروط مسبقة وخالية من الفساد وبما يؤدي الى اعادة اعمار ما دمرته الحرب على اليمن . 7- قيام الاممالمتحدة في اتخاذ الاجراءات الكفيله بعدم تكرار الحرب على اليمن بايقاف واطفاء اسباب اشتعالها وفي مقدمتها تعزيز العملية الديمقراطية السلمية كالية تغيير ايجابي وتدوال سلمي للسلطة لتحقيق جميع الاطراف في اليمن تطلعات الشعب اليمني وفقاً لالية ديمقراطية نزيهه وشفافه تحقق الشراكة الوطنية والمشاركة الشعبية في اختيار الشعب من يدير شؤونه بحريه كامله باعتبارها من اهم حقوق الانسان . 8- تحقيق اجندة التنمية المستدامة في اليمن وفقاً لمصفوفة مزمنه تقوم الاممالمتحدة بتقديم الدعم الفني لدخول اليمن المنظومة العالمية التي مازالت اليمن تغرد خارج تلك الاجنده ووجوب ضم اليمن لمسار التنمية المستدامة التي تنفذها الاممالمتحدة بمشاركة العالم باعتبار تحقيق التنمية المستدامة من اهم اساسيات تحقيق بيئة ملائمة ومحفزة للسلام المستدام . وفي الأخير : نأمل أن تقوم الاممالمتحدة بتنفيذ خطوات ايجابية سريعه على ارض الواقع في اليمن دون أي تباطيء كون أي تأخير سيرفع عدد الضحايا وسيفاقم من الوضع الانساني الذي يخشى ان ينفجر ويسبب كارثة انسانية ليس فقط على اليمن بل سيمتد اثارها الى الاقليم والعالم وسيصعب معالجتها حيث مازال هناك بصيص أمل لمعالجتها بايقاف فوري وكامل للحرب على اليمن واتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لتحقيق سلام مستدام وتنفيذ اغاثة سريعه وعاجلة للشعب اليمني وهذه هي رسالة الشعب اليمني الى امين عام الاممالمتحدة انطونيو غوتيريش. عضو الهيئة الاستشارية لوزارة حقوق الانسان + النيابة العامة [email protected] لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet