قد لا يعرف البعض من الشباب أو ما يعرف بجيل الوحدة دور وقدرات ومكانة العميد محمد طربوش – رحمه الله -حيث كان يمتلك صفات وقدرات سياسية وعسكرية نادرة مقارنة بزملائه الأخرين. كان رجل دولة من الطراز الأول يتحلى بصفات اخلاقية رائعة والبسمة لا تفارقه عند تعامله مع الآخرين ولهذا فان من تعرف عليه كان لا يريد مفارقته ابدا. لقد كان كريما وعاطفيا ويعطي جل اهتمامه لكل القضايا التي كانت تعرض عليه لما كان يتمتع به من كفاءة ادارية، وعقلية سياسية عسكرية، واجتماعية لا يختلف فيه أحد من رفاقه وزملائه. وقد لاحظت مدى الاهتمام الذي كان يوليه الشهيد جارالله عمر برفيق دربه الفقيد محمد طربوش اذ كان يحيل اليه أهم القضايا لتقديره الامور حق قدرها فضلا عن نزاهته وتفانيه وإخلاصه وبساطته وتواضعه مع الجميع والذي أكسبه حب الآخرين. ان رحيل الفقيد محمد طربوش سلام يمثل خسارة كبيرة للوطن ولمن عرفه وعايشه عن قرب، وعرف مواقفَه الشجاعة، وهناك الكثير من الشرفاء ممن عاصروا هذا الرجل الوطني الوحدوي طوال الفترة النضالية والكفاحية في اليمن شماله وجنوبه في سبيل الدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة الى ان رحل عنا تاركا مآثر خالدة لا تنسى. إنه سجل لا امتلك القدرة على حصره ورصد كل مواقفه الوطنية ولكني أشير الى جزء بسيط مما لمسته انا وعايشته. وانا على يقين اننا لن نفي او ننصف هذه الهامة الشامخة، الفقيد محمد طربوش سلام.. كنا نلتقي كثيرا في بيت جارالله عمر ،اذ كنت اسكن مع جار الله اثناء الدراسة وبعد تخرجي من كلية الشرطة في عدن التحقنا بالعمل وكنا نعايش الفقيد ونشأت بيننا علاقة وثيقة رغم فارق السن والمسؤولية، فانا برتبة ملازم ثان وهو عضو قيادي كبير بالحزب وبالجناح العسكري. ومن الذكريات الخاصة في احدى المرات اننا ذهبنا انا والمرحوم أحمد حزام الرياشي -رحمة الله عليه - الى أبين واشترينا ثور لذبحه في العيد وقبل التوزيع اتصل بِنا جار الله عمر وقال ضعوا في حسابكم سهم لمحمد طربوش فقلنا له من باب المزاح، وطربوش عزيز علينا الاثنين "لكن ما فيش سهم"، فرد علينا جار الله اذا فأعطوه سهمي.. الرحمة والمغفرة للقائد الوطني العميد محمد طربوش سلام الشرجبي.. لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet
