بعد أسبوع من اليوم، وتحديدا في آخر شهر فبراير 2018م سيكون قد مر عام كامل ونصف العام على انقطاع مرتبات معظم الموظفين اليمنيين، كنتيجة من نتائج الحرب التي تدور في اليمن بشقيها الداخلي والخارجي! تخيلوا عام ونصف العام والموظفين مع أسرهم بدون مرتبات، بينما المقربون من صناع القرار في هذا الطرف أو ذاك يعيشون في رغد العيش، ويتسابقون على تملك الأراضي والقصور في الداخل والخارج!! 18 شهرا والموظفين اليمنيين يعيشون بدون مصدر دخل، وهو ما جعلهم مع اسرهم فريسة للمرض لعدم قدرتهم على توفير حق الكشف، وإن وجدوها عجزوا عن توفير قيمة العلاج، أما إن احتاج الامر لعملية فهي تجعل الموظف وأفراد أسرته في مواجهة مصيرهم المحتوم!! 78 أسبوعا والموظفين إما طردوا من منازلهم أو صارو على وشك الطرد بسبب تراكم الإيجارات فوقهم، إلى جانب المطاردات والملاحقات التي يعانونها من قبل أصحاب الديون!! 547 يوما والموظفين يعيشون وهم يتضورون جوعا لعدم امتلاكهم ما يسد رمقهم، وكثير منهم صاروا يعيشون على الصدقات إن وجدت، وبعضهم بمن فيهم أساتذة جامعيين صاروا باعة متجولين في الشوارع، بينما كبار المسؤولين يعانون من التخمة!! حكومة بن دغر تصرف للموظفين الوعود المتكررة التي لا يتم تنفيذها على أرض الواقع، حيث يقتصر صرفها للمرتبات على المناطق الواقعة تحت سيطرتها، رغم أنها تقول عن نفسها بأنها حكومة شرعية لكل اليمن!! أما حكومة بن حبتور فهي تخون كل من يتجرأ من الموظفين التابعين لها على المطالبة بمرتبه، وتعتبر عيش الموظفين البسطاء بدون مرتبات من كمال الوطنية!! بمعنى أن كل طرف اكتفى بتأمين المقربين منه، بينما تركوا الشعب يواجه مصيره مع الموت قتلا وجوعا ومرضا وذلا وهوانا. وذلك يجعلنا نتساءل: أما من نهاية لهذه المعاناة؟ وأول النهاية يعرف الجميع بأنها تتمثل بوقف هذه الحرب العبثية، وهي معاناة لا يدركها إلا الجائعون الذين لا علاقة لهم بكل الأوباش من تجار هذه الحرب!! المعاناة طويلة وتتعدد أطرافها ومظاهرها، لكن انقطاع المرتبات يكاد يشكل مظهرها المأساوي الأبرز الذي يتطلب معالجات عاجلة من كل الأطراف.. فهل يفعلون؟!
