أصدر رئيس جامعة صنعاء تعميما بتاريخ (14 مارس 2018) يقضي بإيقاف كل التفرغات العلمية براتب والإجازات بدون راتب لجميع أعضاء هيئة التدريس في الجامعة واعتبار المتفرغين والمجازين بحكم المنقطعين في حال عدم عودتهم لعملهم! علما بأن إجازة التفرغ العلمي براتب، وكذلك الإجازة بدون راتب تحكمها القوانين واللوائح التي جرى ويجري تطبيقها منذ نشوء جامعة صنعاء في مطلع سبعينات القرن المنصرم، وعلى رأسها قانون الجامعات اليمنية ولائحتة التنفيذية واللوائح الداخلية لجامعة صنعاء. ومن يفهم أبجديات القانون يعلم بأن النص القانوني أو اللائحي لا يجوز بأي حال من الأحول تعليقه أو تعطيله أو توقيف العمل به لكائن من كان ومهما كانت الحجج والذرائع. فالقوانين واللوائح لا تعطل أو تعدل إلا بقوانين ولوائح جديدة، ومن قبل الجهات التي أصدرت تلك القوانين واللوائح ، ولا يجوز حتى لمجلس الجامعة أو للمجالس الأعلى منه تعطيل العمل بأي قانون أو لائحة باستثناء اللوائح التي صدرت عنه. والتعميمات تصدر عادة بغرض إلزام الجهات بتنفيذ القوانين واللوائح والتأكيد على تطبيقها، وليس لتعطيلها وإيقاف العمل بها. لكن يبدو بأننا قد قررنا ركن كل القوانين جانبا، وصار كل مسؤول يصيغ القرارات والتعميمات التي يراها، من غير أن يسأل نفسه هل يحق له إصدار مثل تلك القرارات والتعميمات أم لا، فكل مسؤول يظل محكوما بقوانين ولوائح وضوابط تنظم عمله، ولا يحق له تجاوزها بأي حال من الأحوال، سواء كان في الجامعة أو خارجها. وعلى نقابة هيئة التدريس ومساعديهم في جامعة صنعاء إصدار تعميم مقابل يوضح عدم شرعية هذا التعميم وأمثاله، والتوضيح بأن التفرغ والإجازة حقوق تحكمها القوانين واللوائح وليست هبات تخضع لمزاج هذا المسؤول أو ذاك. وفي حال إصرار رئاسة الجامعة والجهات المشرفة عليها في حكومة صنعاء على إيقاف التفرغات والإجازات فعلى النقابة التحرك السريع لرفع قضية مستعجلة أمام القضاء لإبطال هذا الإجراء، وسيحكم أي قاضي نزيه ببطلانه من أول جلسة، وسيتحمل من أصدره أو من سيعمل على تنفيذه تبعات أي أضرار تلحق بأصحاب هذا الحق الذي قرروا منعه عنهم. أخيرا نسأل: كيف يتم قطع مرتبات أعضاء هيئة التدريس في جامعة صنعا وغيرها من الجامعات ومؤسسات الدولة، ومنع أي مساعدات تقدم لهم، وعدم الالتفات لكل المصائب والمآسي التي يتعرضون لها في معيشتهم ومساكنهم، ثم نمنعهم بعد ذلك من أخذ حقهم بالتفرغ العلمي والإجازة بدون راتب بجرة قلم! (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دخلت إمرأة النار في هرة حبستها، فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض). فإما أن توفروا للناس ما يسد رمقهم هم ومن يعولون ويحفظ لهم أبسط حقوق العيش الكريم، أو فلتدعوهم يطلبون الله على أنفسهم، ولا تمنعوا عنهم حتى الفرص التي ضمنتها لهم القوانين واللوائح المنظمة للعمل في جهات عملهم. .......... لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet