يقيم المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن مارتن غريفيث هذه الأيام في العاصمة اليمنيةصنعاء، حيث يجري لقاءاته التي رُتبت له بالتنسيق مع حكومة الأمر الواقع في صنعاء. وكان حظ جامعة صنعاء واحد من تلك اللقاءات، حيث زار المبعوث غريفيث صحبة فريقه جامعة صنعاء عصر يوم أمس الثلاثاء، وتم اللقاء مع عشرة من دكاترة الجامعة اختارهم (كما عرفنا) رئيس جامعة صنعاء مع رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراجية في الجامعة. وحتى اللحظة الأخيرة للقاء لم يكن أساتذة جامعة صنعاء يعرفون من هم العشرة المبشرون بذلك اللقاء، حيث ظللنا في حيرة من أمرنا لذلك التكتم غير المبرر. لكن معرفتنا للأسماء التي حضرت ذلك اللقاء بعد الانتهاء منه وضح لنا سر ذلك التكتم، فقد تم اختيار العشرة الأعضاء جميعهم من الموالين لحكومة الأمر الواقع في صنعاء، وكثير منهم لا يعرف زملاءهم لهم أي حضور فيما يخص قضايا الجامعة وحقوق منتسبيها، إلى جانب تمثيلهم لوجهة نظر واحدة. ولكي يتضح الأمر أكثر دعونا نقول بأن الدعوة الخاصة باللقاء مع المبعوث الأممي لم توجه لرئيس نقابة أعضاء هيئة التدريس في جامعة صنعاء أو لأي عضو في هيئتها الإدارية، وكذلك لم توجه الدعوة لأي من ممثلي أعضاء هيئة التدريس في مجلس جامعة صنعاء، وهم أعضاء منتخبون من قبل فئات هيئة التدريس في الجامعة (أساتذة "بروفيسورات"، أساتذة مشاركون، أساتذة مساعدون). وكما يقال إذا عرف السبب بطل العجب، فقد انكشف سر التكتم على من تم اختيارهم للقاء المبعوث الأممي في جامعة صنعاء، لأنهم أرادوا له أن لا يقابل الممثلين الحقيقيين لأعضاء هيئة التدريس في الجامعة، المنتخبين من قبل زملائهم. وذلك يجعلنا نستغرب من إيكال مكتب غريفيث مهمة تنسيق لقاءاته لجهات رسمية في الجامعة، وعدم تواصله مع نقابة هيئة التدريس لتكون طرفاً من الأطراف التي تعد لهذا اللقاء.. وسبب استغرابنا أننا كنا وما زلنا نعتقد بأن غريفيث حضر إلى اليمن ليعرف الحقيقة كما هي لا كما يريد هذا الطرف أو ذاك إيصالها إليه. والشيء الطبيعي كان يتمثل بأن تختار رئاسة الجامعة خمسة من الوفد المجهز لمقابلة غريفيث، بينما تختار النقابة الخمسة الآخرين، بحيث يتمكن المبعوث الأممي من معرفة مختلف وجهات النظر لأساتذة الجامعات اليمنية، وبالتالي يستطيع أن يبني عليها مفاهيمه بشكل سليم. وذلك ما يجعلنا نتمنى على غريفيث ومكتب تنسيق لقاءاته بأن يتجنب مثل تلك الهفوات في لقاءاته القادمة، سواء التي ستتم في صنعاء أ عدن أو الرياض أو في أي مكان ٱخر. ولا شك بأن المبعوث الأممي قد أدرك حقيقة أن جميع من قابلهم يوم أمس في جامعة صنعاء (على أنهم ممثلين لهيئتها التدريسية) إنما كانوا يمثلون طرفا واحداً، وذلك عندما وجدهم يرددون نفس الاسطوانة التي اتفقوا على قولها سلفا. وعلمنا من الهيئة الإدارية لنقابة هيئة التدريس في جامعة صنعاء بأنها قد تواصلت مع الجهات التي تم تكليفها بالتنسيق لذلك اللقاء طالبة إشراكها في عملية التنسيق، أو على الأقل في التمثيل في ذلك اللقاء ولو بحده الأدني، لكن الجهات المنسقة تجاهلت ذلك الطلب مع الأسف الشديد. ولذلك فقد تواصلت النقابة مع مكتب غريفيث عقب اللقاء الذي تم اختطافه ولم يتم إخراجه بالطريقة التي أرادها المبعوث الأممي، ووضحت له حقيقة الأمر، وطلبت منه تحديد موعد لقاء آخر للنقابة مع المبعوث الأممي، وقالوا لنا في النقابة بأن مكتب المبعوث قد وعدهم خيرا.
ونحن هنا نأمل أن يفي غريفيث بالوعد الذي قطعه مكتبه للنقابة، وأن يقتطع جزءً من وقته للقاء الهيئة الإدارية للنقابة ومن تختارهم معها، ونرجو أن لا نتفاجأ بخبر مغادر المبعوث الأممي لمطار صنعاء قبل أن يفي للنقابة بوعده. توضيح لإزالة لبس: كنت قد أعلنت أنا البروف عبدالله أبوالغيث عبر مقالٍ صحفي سابق استقالتي من موقعي (ممثلا منتخبا للأساتذة "البروفيسورات" في جامعة صنعاء)، وطلبت من النقابة تنظيم انتخابات لاختيار البديل كونها تعد الجهة المخولة لتنظيم انتخابات ممثلي أعضاء هيئة التدريس في الجامعة بالتنسيق مع الشؤون الأكاديمية في رئاسة الجامعة. ومع الأسف لم تتم الدعوة لأي انتخابات حتى اللحظة، لذلك أعلن بأني سوف أعلق استقالتي وأستمر بأداء مهامي بصفتي ممثلا منتخبا للأساتذة في جامعة صنعاء إلى أن يتم انتخاب البديل، وفقا للقوانين واللوائح التي تقول بأن الموقع الذي يتم شغره عن طريق الانتخاب لا ينتهي من الناحية القانونية إلا بانتخاب البديل، لأنه لا يجوز من الناحية القانونية أن يبقى أساتذة جامعة صنعاء (الروفيسورات) دون وجود من يمثلهم، مثلهم مثل بقية الفئات. ومع ذلك أقول بأني سوف استمر بمقاطعة اجتماعات مجلس جامعة صنعاء بسبب الخروقات القانونية التي صارت تتصف بها كثير من قراراته طالما لم يتراجع عنها ويخضعها لقانون الجامعات اليمنية واللوائح المرتبطة به، وكان أكبرها كارثية تعيينه في جلسة غير قانونية للمئات في كادر الجامعة الأكاديمي، رغم أن جميعهم لم يستوفوا الشروط القانونية للتعيين، وأغلبهم لا تنطبق عليهم تلك الشروط ولا تحتاجهم الجامعة من الأصل. * (ممثل الأساتذة في جامعة صنعاء). .... لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet