كم أدمتنّا فلسطين وضاعت فلسطين وما حول فلسطين؟ وكم أدمتنّا أفغانستان وتمزَّقت أفغانستان؟ وكم أدمتنَّا الحرب في بلدنا ما الت اليه الاوضاع هنا، وأعطيناها انفعالاتنا وعواطفنا، ونحن أمَّة تعوَّدت على التّشاؤم، أدمنّا ذلك والقوم يخطّطون، ونحن نهتف والقوم يحتلّون ونحن نتنازع، في هذا الجوّ، لا أريد أن أسجِّل تشاؤماً أو يأساً، ولكنّني أريد أن أسجّل مشكلةً حقيقيَّةً تحفر في داخلنا، تعني أنّنا لا نزال متخلّفين نملك منهجاً دينياً،متخلّفين نملك علماً، متخلّفين نملك أبحاثاً،ولكن كأننا لانملك شئ، لماذا لا نتحدَّث بموضوعيَّة؟! لماذا تتحوَّل الاختلافات إلى عداواتٍ وأحقاد، ولا تتحوَّل إلى حواراتٍ موضوعيّة، ترتكز على تقوى الله في الحوار، وعلى الموضوعيَّة والعقلانيَّة في التّفكير والأسلوب، لماذا لانتقى الله في اليمن ويكون لديناتقوى الكلمة والموقف والالتزام. لنعترف أنَّنا متعصّبون ولسنا ملتزمين، ولذلك نحن نشارك في هذا الحوار في أن نبقي اليمن ونجنبه هول المصائب التي حلت به ، افتحوا قلوبكم للحوار وتفهموا ما تمر به اليمن من مؤامرات ودسائس تدار في الخلف،أن الّذين لا يفتحون قلوبهم للحوار هم ضعفاء وجبناء، لأنهم يخافون من الحقيقة أن تهزم أوهامهم، لذلك، لن ينطلق السلام في الواقع إذا لم نجعله يتحرك.. لا تخافوا فاذا وحدتوا رايكم وكان همكم اليمن في المقدمة ، فاليمن يعيش في ساحة الصّراع، واليمن بما يملك من عناصر القوَّة، يستطيع أن يحمي نفسه وشرائعه عندما تتحدون، هل جرَّبتم أن تدرسوا آليَّة لمسقبل اليمن في الواقع لتنطلق في الخطِّ الواقعيّ، ما قيمة أن نطلق الشِّعار ات لكل طرف ونأتي إلى الواقع، فنجد كلَّ الحواجز الّتي تمنعه من أن يتحوَّل إلى حالة واقعيَّة؟! نحن الّذين ننطلق ونحضر مؤتمرات وحوارات عن السلام أو الحرب، هل نزلتم إلى الأرض؟ لكلٍّ منّكم جمهوره، لكلٍّ منَّكم جماعته، لكلٍّ منَّكم حزبه، لكلٍّ منَّكم حركته، أين اليمن والمواطن ،والطائفيَّة تنطلق كشعار، والمذهبيَّة تتحرّك كواقع، لماذا تتردد الأحزاب التي تملك الحركة في الواقع لوضع حد لما يحدث لا تتكلم بشكل شامل انما تتناول الظاهرة كأنها ظاهرة كونيه-لماذا تزداد الجزبية والطائفية ؟ لماذا لا نطمع بالتعاون وبقلب مفتوح وتتعاون القيادات ويحافظ الجميع على اليمن ومصالحة ،لماذا لاينزل الجميع على الارض ؟ إنّنا في الواقع، لا نجد هناك تداخلاً وتفاعلاً وتكاملاً بين الاحزاب فيما بينها وبين القيادات وبعضها،أم المطلوب هو أن يبقى الجميع في الواجهة، لكن دون أن ينزلوا إلى الأرض. اليمن الان يواجه تحديات يجب مواجهتها وحلها، المسألة هي أنَّ كلَّ واحدٍ منّا يخاف من المناطق الخفيّة في الآخر، والمناطق الخفيّة في واقعنا الدينيّ والسياسيّ والاجتماعيّ هي التي تعقِّد واقعنا المُعاش، إذا لم نجرح الواقع، فإنّنا لن نستطيع أن نصلحه، إنَّ مجاملة الواقع تخلق تراكماتٍ قد تدفن الواقع إذا ما كان يمتلك بعض الأصالة. والانتماء لوطن الاصالة، لذلك، إذا كنّا نؤمن باليمن ، وإذا كنّا نصدّق، أو نريد للآخرين أن يصدّقوا أنّنا مخلصون،يجب أن نجعل اليمن اولا؟! * محامية ومستشارة قانونية [email protected]