لا يوجد نظام عربي، احتكر السلطة لقرون إلا الهضبويون الزيديون، في اليمن. في المجمل، مراكز قوى الهضبة الزيدية، سرطان اليمن. مالم تُسَلِّمُوا بهذه الحقيقة اليوم، ستعظون يوماً أصابعكم ندماً. ما يزال النظام السابق، حاضراً بكامل امكاناته المهولة، وتحالفاته مع القوى السياسية - التدميرية - في الساحة، ناهيك عن تحالفه " السيء الصيت " مع دولة الإمارات، التي تتصدر المرتبة الأولى ، في دعم مشاريع استعادة سلطته من جديد، وسط تحريكها آلات إعلامية قبيحة، مُولت على نحو واسع من الإفلاس السياسي ، والتوغل اللاقيمي، لتصدير ( النظام العفاشي )، كأنه الحامل الحصري راية الانتصار لأحلام وتطلعات اليمنيين. حرب شعواء على امتداد الوطن اليمني، للنيل من " الشرعية " ورمزها الأول، عبد ربه منصور هادي ، لم يسلم منها. فما من يوم إلا ويكون الرئيس، في مرمى الاستهداف القاسي، الذي لا يمت بصلة إلى النقد السياسي البنَّاء. حيث أن أغلب الكتاب، والسياسيين، ينبرون لتحميله كل ماحلّ بالبلد من مآسي، مذ توليه السلطة، وكأنه هو من أودى باليمن إلى هذا النفق، ويمرون مرور الكرام ، على كل جرائم السعودية، التي أصبح الرجل الأول، أشبه بمختطف سياسي لديها، يقبع كأسير، لاحول له ولا قوة. غريب أمر هؤلاء " الكتبة " يحملونه كل هذا " الدمار الهائل" ولا يكلِّفون أنفسهم المرور على ما يدور من خلف ما أعتقد كواليس هذا " السجين". أصوات، تطالبه بغباء مركب تجاوز المستحيل، من خلف القضبان الفولاذية، كمن يطالب أسيراً مصفداً بالأغلال، من دون أن تنتقد جرائم السجَّان!. ليس هناك ما يؤكد أن الرئيس ، إذا ما أراد تجاوز " القيود" سيكون من وجهة نظري، محل ترحيب ومباركة مستضيفيه السيئين، ذلك أنه وفقاً للوقائع، يتجلى أن " هادي" قد خُدع ب"التحالف العربي " حين لجأ إليه لإنقاذ الشرعية. ولنفترض أنه ضمن المتآمرين على بلاده ، فعلى الشعب أن ينتفض ضد أعدائه الأصليين، قبل أي وقت مضى، وليس على شخص، قد يكون ، وقد لايكون مخلصاً لشرعية وطن. التنازل عن الدفاع عن مخرجات الحوار الوطني الشامل" يعني القبول ب" انقلابييّ الداخل" الذين تمردوا أصلا على هذه المخرجات، قبل أن يلجأ الرئيس للتحالف، في حماية اليمن، وشعبه، الذي لايزال يتعرض لشتى أنواع الجرائم من قبل قوى الانقلاب، وبعض الفصائل المحسوبة على الشرعية للأسف. أعمال النهب التي حدثت مؤخراً ، في تعز، فضلاً عن تعرض مواطنين أبرياء للقتل، يندرج في إطار سيناريو ممنهج لتشويه صورتها، عبر فصائل ومليشيات، وفي مقدمها جماعة " أبو العباس" التي تقاتل باسم الشرعية، فتسقط الكثير من المواطنين الأبرياء قتلاً. أكرر: الهدف صورة تعز، التي ظلت نوراً، ونور، ولاتزال، وستظل، كما عرفت ب"مدينة النور "، رغماً عن مؤامرات مراكز قوى الهضبة الزيدية، وعبيدها. الشرعية، شرعية رئيس جمهورية، ووزير دفاع، وسلطة محلية، وليست شرعية أحزاب، تشوه صورة المدينة المسالمة التي جسدت كل قيم الثقافة، والمدنية، عبر تاريخها الحافل بالانتماء لتربة الوطن، أرضاً وإنساناً. واهم من يعتقد أن هذه الأطراف، المدعومة سعوديا، وإماراتياً، ستنتصر لحق الشعب اليمني العظيم ،في بناء دولة " المواطنة المتساوية"، وحتى إذا ما سُحق الانقلاب، فلن تجد "مخرجات الحوار الوطني"، طريقها إلى النور، لسبب بسيط، أن القوى الانقلابية، هي من أشعلت الحرب ضد وثيقة الإجماع الوطني، وليس مستبعداً أن تجتمع هذه الأطراف على رؤوس اليمنيين، في نهاية الحرب، لفرض أمر واقع من جديد ، في تقاسم السلطة ، وبرعاية إقليمية.
"قرن الشيطان" السعودي ، يقتلنا، وإمارات " الشر "، تقتلنا! نظامان، لا يمكنهما أن يتأقلما مع أي قوى في المستقبل، غير" النظام السابق"، نظام، تمَّكن من فرض" الانتقالي"، في الجنوب، ليكون شبحاً، وفزاعة للقوى المعارضة إعادته للحكم. وإذ لطالما نجح في صناعة (جماعة الحوثي) قبل سنوات، فقد استطاع اختراق الذهنية الجمعية للجنوبيين، وحقق نجاحاً آخر، بصناعة ما يسمى " المجلس الانتقالي الجنوبي". مجلس، لم يسع سوى بسخف سياسي ل" فك الارتباط " بوحدة 22مايو 1990م. وهو لم يكن إلا جسماً استبدادياً، ينفذ أجندة قوى الهضبة الزيدية ، بدعم إماراتي. مايقود إلى أن زوبعات الانفصال، هذه " مؤقتة "، وهي موجهة بالأساس لشباب 11 فبراير، الذين اسقطوا المخلوع، وكل المناهضين لعودة سلطة " آل عفاش" كسياسة، تُنفذ بواجهة إماراتية، وتقارب المثل الشعبي اليمني " بشِّرهُ بالموت، يقبل بالحُمَّى"، أي أن عودة النظام السابق ، أهوّن من الانفصال. لكن ذلك لن يتحقق ، ولن يقبل اليمنيون الأحرار بتشظي الوطن، ولابعودة ماضي عفاش الأسود، وسيدافعون عن مبادئهم ، ومكتسبات الحادي عشر من فبراير العظيم، كل من موقعه، وبكل الوسائل المتاحة. لايمكن لأحد أن يتماهى مع أدوار دولة الإمارات، المضادة للشرعية اليمنية، دون أن يكون ذلك عشقاً في أجنحة النظام السابق. يقول الراحل نيلسون مانديلا " لايدافع عن الفاسد إلا فاسد. ولايدافع عن الساقط إلا ساقط. ولايدافع عن الحرية إلا الأحرار. ولايدافع عن الثورة إلا الأبطال. وكل شخص فينا يعلم عن ماذا يدافع".