خرج عن صمته، في مرة نادرة، رئيس بعثة الأممالمتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) ورئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار، الفريق أبهيجيت غوها، المحاصر من قبل المليشيات الحوثية والمحددة إقامته وفريقه في حدود السفينة الأممية قبالة الحديدة، وأعرب، الثلاثاء، عن قلقه إزاء الغارات التي استهدفت تحركات لذراع إيران. وقال جوها، الذي فشل في استخلاص إذن من الحوثيين لمغادرة السفينة وزيارة جنوبالحديدة، إنه يعرب "عن بالغ القلق إزاء تصاعد العنف الذي شهدته محافظة الحُديدة والمناطق المحيطة بها في الأيام القليلة الماضية"، من دون أن يشير صراحة إلى التصعيد العسكري الكبير للمليشيات في عموم مناطق ومديريات جنوبالحديدة. جاء ذلك في بيان صادر اليوم الثلاثاء قال فيه، إن "ارتفاع عدد الغارات الجوية التي نُفذت خلال ال 72 ساعة الماضية يتناقض بشكل واضح مع الهدوء النسبي الذي شهدته المنطقة في أعقاب إنشاء نقاط المراقبة". رئيسها يستأذن المليشيات ويهمل البلاغات.. البعثة الأممية قيد الإقامة قبالة الحديدة واتهم متحدث عسكري جوها والبعثة الأممية بإهمال البلاغات المرفوعة إليها من نقاط الارتباط الميدانية والمطالبات المتكررة بالنزول الميداني والتحقق من الاستحداثات الحوثية في مربعات نقاط المراقبة. وأضاف جوها في البيان، إنه "قد أفيد بوقوع خسائر في الأرواح وتفاقم معاناة الشعب اليمني بسبب هذه الهجمات". والمعلومات الوحيدة هي أن عددا من مسلحي ومقاتلي الحوثيين قتلوا الاثنين في غارات ومواجهات، واستهدفت الغارات مواقع عسكرية شمال الحديدة وفي جزيرة كمران حيث اختطف الحوثيون مؤخرا ثلاث سفن منها واحدة سعودية وكوريتان. متحدث يفند "مزاعم" غريفيث حول الحديدة ويؤكد "بعثة جوها محاصرة" ووفقا لمصدر ومتحدث عسكريين، مع نيوزيمن، الاثنين، دأبت البعثة على تجاهل البلاغات بشأن قتلى وجرحى التصعيد الحوثي اليومي في مناطق الحديدة والساحل والضرب العنيف على مدن حيس والتحيتا وقرى الجاح. وقال المصدر إن البعثة تتجاهل حتى الآن بلاغ نقطة المراقبة الأولى في الخامري بمدينة الحديدة حول تصعيد غير مسبوق للمليشيات بما فيها القصف المدفعي واستخدام المدرعات والعربات المصفحة يوم الاثنين. وفي هذا السياق، أعرب الفريق أبهيجيت غوها عن القلق حيال تداعيات الغارات التي قال إنها "تهدد أيضا سلامة أعضاء لجنة تنسيق إعادة الانتشار"، وهي الجهة المسؤولة عن مراقبة وقف إطلاق النار. جدير بالذكر أن البعثة هي قيد الإقامة في السفينة الأممية قبالة الحديدة، وأبلغ مارتن غريفيث مجلس الأمن، الجمعة، أن قيودا متزايدة تفرض على تحرك الموظفين الأمميين ما يهدد ولايةالبعثة برمتها. وفي بيانه حث رئيس بعثة الأممالمتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) جميع الأطراف على "الامتناع عن أي عملٍ قد يتعارض مع أحكام وروح اتفاق استكهولم، وعلى تجنب المزيد من تصعيد الموقف". كما حث أيضا على "استخدام آلية التهدئة التي أنشئت بدعم من بعثة الأممالمتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) لحل الخلافات ودعم الجهود المستمرة للحفاظ على وقف إطلاق النار في الحُديدة". وحدثت اشتباكات بالمدفعية يوم الاثنين بمدينة الحديدة، جنوب وشرقي المدينة، جراء تأخر البعثة الأممية المستمر عن الالتفات للبلاغات وحصر الخروقات والاستحداثات الحوثية. وتواصل التصعيد الحوثي خلال ذلك في كل من الدريهمي وحيس والجاح والتحيتا والفازة والجبلية، وأفشلت القوات المشتركة هجوما كبيرا للمليشيات استهدف حيس، نهار الثلاثاء، بينما تواصل التحشيد ودفع تعزيزات كبيرة. وكان رئيس الفريق الحكومي اللواء محمد عيضة قال يوم الأحد "نحن ما زلنا نحلم بحل سلمي يقوده مبعوث كذاب وجنرال أسير مقيد إلى سفينة الأممالمتحدة في ميناء الحديدة".
