حذرت العديد من المنظمات الدولية العاملة في مجال الإغاثة ، من تدهور الأوضاع الإنسانية في مناطق القتال بشمال اليمن . وقالت منظمة اوكسفام إن اليمن " قد يشهد قريبا أزمة إنسانية خطيرة بسبب استمرار الحرب بين القوات الحكومية والحوثيين في شمال البلاد ". ونقلت مصادر صحفية عن لور شدراوي ، المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين الأربعاء ، قولها إن عشرات الالاف من اللاجئين النازحين في شمال اليمن ، ينقصهم الغذاء.وذكرت شدراوي ان " المواد الغذائية استنفدت لدى عشرات الاف النازحين المتجمعين في أربعة مخيمات في صعدة ومحيطها، ولدى ستة الاف لاجئ اخرين في باقم ضمن محافظة صعدة بالقرب من الحدود السعودية، ولدى سبعة الاف لاجئ في محافظة الجوف المجاورة ". وتعتقد بعض المنظمات الاغاثية العاملة في اليمن بان عدد المتضررين من الحرب ، يصل إلى 150 الف مدني ، في محافظتي صعدة وعمران ، منذ اندلاع الحرب الأولى في صيف العام 2004م ، غير أن العدد تزايد في الحرب الأخيرة بصورة كبيرة . في هذه الأثناء أكد مصدر في اللجنة الوزارية المشرفة على أعمال وجهود الإغاثة الإنسانية للنازحين الذين شردوا من منازلهم وأجبروا على ترك مناطقهم جراء جرائم العدوان التي تقوم بها عناصر التمرد والتخريب في محافظة صعدة- أن أعمال وجهود الإغاثة والإيواء والرعاية التي تقوم بها السلطات الرسمية والمحلية والمنظمات الدولية والإنسانية المشاركة تتحسن في كافة المخيمات والمراكز القائمة. وأوضح المصدر لوكالة الأنباء اليمنية ( سبأ) بأن اللجنة الوزارية، واللجنة الفنية التابعة لها والمشكلة من كافة الجهات الحكومية، والمنظمات المعنية بالإغاثة الإنسانية تقوم بالإشراف على أعمال الإغاثة الإنسانية للنازحين الذي بلغ عددهم أكثر من ستين ألف نازح, حيث تمكنت خلال المرحلة القليلة الماضية من إنشاء عدد من المخيمات في كل من المزراق بمحافظة حجة، وخيوان بمحافظة عمران.. مبينا أنه تم من خلال تلك المخيمات تقديم كافة المتطلبات العاجلة للنازحين من مواد إيواء وأغذية ومساعدات ومواد طبية، كما تم توفير المياه والكهرباء لتلك المخيمات، وما زالت الجهود متواصلة لتقديم المساعدات الأمر الذي أنعكس ايجابيا في تحسين الوضع الإنساني للنازحين في تلك المراكز والمخيمات. وقال المصدر :"إن المساعدات وأعمال الإغاثة مستمرة للنازحين في مدينة صعدة وما حولها وتقوم السلطة المحلية في المحافظة برئاسة محافظ المحافظة بالإشراف على تقديم تلك المساعدات التي يتم توفيرها من قبل الحكومة وبعض المنظمات الدولية بالاضافة إلى قوافل الدعم الشعبي التي تمكنت من الوصول إلى صعدة خاصة من محافظة مأرب وذلك إلى مخيم الاحصاء للنازحين الكائن في مركز محافظة صعدة ومخيم سام الكائن في منطقة آل عقاب في ضواحي مدينة صعدة وكذا النازحين لدى الأسر في مدينة صعدة". وأعرب المصدر عن الشكر والتقدير للمنظمات الدولية وبرنامج الأممالمتحدة على المساعدات التي قدمتها، وعززت جهود الحكومة التي قدمت الجزء الأكبر من المساعدات للنازحين من خلال اللجنة الوزارية وبإشرافها .. مؤكدا أن هذه الجهود قد أدت إلى تحسن الوضع الإنساني وتمكنت اللجان الميدانية المشكلة من السلطة المحلية والهلال الأحمر اليمني من تقديم المساعدات ومواد الإغاثة المختلفة للنازحين المقدمة من الحكومة ومنظمات الإغاثة الدولية. ولفت المصدر إلى أن جزءاً مما أعلنته ما تسمى "منظمة أوكسفام " حول احتمال تطور الوضع الإنساني للنازحين بصورة سلبية تنقصه المعلومات الصحيحة . ودعا المنظمة إلى أن تأتي لميدان العمل الإنساني وتمارس دورها في الميدان في محافظة صعدة أو بقية مناطق النازحين، خاصة وأنها حتى الآن لم تقدم أية مساعدة إنسانية على الإطلاق في إطار التنسيق الذي تقوم به اللجنة الوزارية بين الحكومة ومنظمات الإغاثة الدولية. ونوه المصدر إلى أنه كلما تمكنت القوات المسلحة والأمن ومعها المواطنون الشرفاء من دحر المتمردين والعمل على فتح الطرق العامة وتطهير الألغام منها وفتحها أمام حركة المرور, يمكن إيصال الإعانات إلى بعض النازحين في بعض المناطق في محافظة صعدة.. مبينا أن عناصر التمرد والإرهاب مازالت تستمر في ارتكاب جرائم التقطع على الطرق وتلغيم الطرق الأخرى السالكة والتي يتم تطهير الألغام منها في حقد مكشوف ومتواصل على المواطنين والوطن والأمن والاستقرار ووضع كل العوائق أمام عودة السلام والأمن بمحافظة صعدة.
