قال، أمس، مسؤول في لجنة التنظيم النووي (إن آر سي) الفيدرالية، التي تشرف على المفاعلات النووية للطاقة الكهربائية، إن شريف موبلي، الأميركي المعتقل في اليمن بتهمة الإرهاب، عمل «لفترة من الزمن» في مفاعلين نوويين: أحدهما في ولاية بنسلفانيا، والثاني في ولاية نيوجيرسي. لكن المسؤول قال إن موبلي لم يعمل في مكان «يجعله قريبا من مواد نووية». وأمس، قال متحدث باسم شركة «بابليك سيرفس»، التي تملك وتدير المفاعلات النووية، إن موبلي كان يعمل في قسم الصيانة والإمدادات. لكنه لم يكن قريبا من أي مواد نووية. وقال متحدث باسم حاكم ولاية نيوجيرسي إن موبلي لم يكن قريبا من أي مواد نووية. لكن، أضاف المتحدث أن التحقيقات «تستمر حول حصول موبلي على معلومات حساسة». وكان تلفزيون «إي بي سي» قال، أول من أمس، إن موبلي ربما حصل على مواد نووية من المفاعلات التي عمل بها قبل أن يسافر إلى اليمن. وقالت مواقع في الإنترنت إنه ربما نقل مواد نووية إلىاليمن «لتحقيق حلم الإرهابيين» في الحصول على أسلحة نووية. وقالت وكالة «أسوشيتدبرس» إن موبلي عمل في ستة مفاعلات نووية. وأشارت إلى مفاعل في ولاية ماريلاند، بالإضافة إلى مفاعلات ولايتي نيوجيرسي وبنسلفانيا. لكنها قالت إنه كان «يحمل سلالم وأدوات بناء». ولم تشر إلى أنه كان يعمل في مجال تحويل مواد نووية إلى طاقة كهربائية. وقالت، حسب تصريحات مسؤولين في بعض هذه المفاعلات: «نسيطر سيطرة كاملة على المناطق التي فيها مواد نووية». وقالت الوكالة إن موبلي اجتاز اختبارات أمنية قبل أن يلتحق بهذه المفاعلات النووية. وأن هذه الاختبارات شملت: جرائم، وأمراض نفسية، ومخدرات، وإثبات شخصية. غير أن أدوين ليمان، متحدث باسم اتحاد علماء نوويين، قال إن الموضوع خطير. ولا بد من إجراء تحقيقات شاملة حول إمكانية تهريب مواد نووية من هذه المفاعلات، وسأل: «هل كانت هناك معلومات يمكن أن تمنعه من العمل في هذه المفاعلات؟»، وعلى الرغم من أنه لم يشر إلى أنه مسلم، أضافت ذلك وكالة «أسوشيتدبرس». وقال كيرت جينكنز، رئيس نقابة العمال التي كان ينتمي إليها موبلي: «يعمل عمال النقابة داخل المصنع أشياء كثيرة. لكنهم لا يعملون في أشياء تكنولوجية. وأن حرسا يمنع (العمال العاديين) من دخول (المناطق الحساسة)». وقال أيضا: «يخضع كل عامل يدخل المصنع إلى تفتيش أمني ونووي، أي إذا كانت معه أي مواد أو إشعاعات نووية». ونفى النقابي جينكنز أنه لاحظ أي شيء غير عادي من موبلي عندما كان يعمل في المفاعل. وقال إن الإجراءات الأمنية في المفاعل زادت بعد هجوم 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001. وأمس، قالت صحيفة «واشنطن بوست» إن مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) ظل يراقب شريف موبلي منذ فترة طويلة. لكن لم تشر الصحيفة إلى احتمال أنه حصل على مواد نووية، أو أنه نقلها إلى اليمن. وكانت الشرطة في اليمن اعتقلت موبلي مرة أخرى يوم الأربعاء، بعد أن حاول الهروب من مستشفى كان نقل إليه. هجم موبلي على الشرطي الذي كان يحرسه في المستشفى، وأخذ مسدسه، وقتل واحدا، وجرح آخرين حتى قبض عليه. قبل ذلك بشهور، كان موبلي في سجن في اليمن بعد أن اعتقل بتهمة الانتماء إلى منظمة القاعدة الإرهابية. ويبلغ عمر موبلي ستا وعشرين سنة. وولد في بيونا (ولاية نيوجيرسي). وعمل في مفاعلات نووية للطاقة الكهربائية. وأمس، اتصلت وكالة «أسوشيتدبرس» بوالد موبلي. وقال إن ابنه بريء، ولم يحصل على مواد نووية، ولم يعمل في مكان داخل المفاعل يسمح له بالحصول على مواد نووية. والد شريف موبلي أميركي، ووالدته صومالية. وولد وتربى في ولاية نيوجيرسي، قريبا من مدينة نيويورك. وقال صوماليون يعرفونه في الولاية إنه كان «عاديا». غير أن «إف بي آي» كان بدأ يراقبه مع آخرين منذ أكثر من سنة. وذلك بعد أخبار بأن شبابا أميركيين من أصل صومالي بدأوا يسافرون إلى الصومال للتطوع في الحرب هناك. وقال رومان كاسترو، من أصل كوبي، وكان زميل موبلي في المدرسة، وحارب مع القوات الأميركية في العراق، إن موبلي صار «راديكاليا» في وقت لاحق. وأنه عندما قابله بعد أن عاد من العراق، قال له في غضب: «ابتعد عني يا قاتل المسلمين». وقال مراقبون وصحافيون في واشنطن إن موضوع الإرهاب في الولاياتالمتحدة زاد إثارة خلال الشهور القليلة الماضية، خاصة بعد سلسلة اعتقالات مواطنين أميركيين اتهموا بالإرهاب، ففي الأسبوع الماضي، أعلن «إف بي آي» اعتقال الأميركية كولين لاروز، التي سمت نفسها «جين الجهاد» (إشارة إلى الممثلة السينمائية جين فوندا التي عارضت، قبل أربعين سنة، حرب فيتنام، وسافرت إلى هانوي عاصمة فيتنام الشمالية، وسميت جين هانوي). وفي نوفمبر (تشرين الثاني) اعتقلت الشرطة العسكرية نضال حسين، أميركي فلسطيني كان يعمل طبيب أمراض نفسية في القوات الأميركية المسلحة، بعد أن قتل 23 عسكريا في قاعدة فورت هود (ولاية تكساس). وقال هؤلاء المراقبون والصحافيون في واشنطن إن إثارة ضخمة في الإعلام الأميركي تصحب اعتقال كل أميركي: وصف نضال بأنه «نضال الله أكبر»، لأن أخبارا قالت إنه كان يهتف «الله أكبر»، وهو يطلق النار على زملائه العسكريين. ووصفت «جين الجهاد» بأنها «الإرهابية الشقراء». والآن، يبدو أن اسم شريف موبلي سيرتبط باسم مثل «الإرهابي النووي» بسبب أخبار أنه كان يعمل في مفاعلات نووية أميركية. وأمس، نقلت أخبار بأن اسم موبلي يرتبط بالأميركي اليمني أنور العولقي، الذي ولد وتربى في الولاياتالمتحدة، ثم انتقل إلى اليمن حيث يدير موقعا في الإنترنت ضد الحكومة الأميركية. وكان اسم النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب، الذي حاول، يوم الكرسماس الماضي، تفجير طائرة أميركية كانت في طريقها من أمستردام إلى ديترويت، أيضا ارتبط باسم العولقي. وسألت كارين دي يونغ، مراسلة صحيفة «واشنطن بوست» مسؤولا في «إف بي آي» إذا كانت هناك علاقة بين موبلي والعولقي. وأجاب: «كل واحد له صلة» بالعولقي. وقال إن ارتباط العولقي بشباب أميركيين من أصل صومالي يعتبر حلقة جديدة في سلسلة نشاطات العولقي. وأن ارتباطات العولقي كانت مع عرب، وخاصة يمنيون، ومع الطبيب الأميركي الفلسطيني نضال حسن، ومع النيجيري عبد المطلب، ومع آخرين عن طريق موقع الإنترنت الذي يديره. وأشار المسؤول إلى أن موبلي لم يسافر إلى الصومال، ومن هناك إلى اليمن. لكنه سافر من نيوجيرسي إلى اليمن «لدراسة اللغة العربية». وأن تأشيرة الدخول التي حصل عليها من سفارة اليمن في واشنطن تدل على ذلك. وأضاف المسؤول: «لكن صار واضحا أن موبلي كان يريد الاتصال بمنظمة القاعدة في اليمن». ويوم الجمعة، قال بي جي كرولي، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، إن السفارة الأميركية في اليمن تجري اتصالات مع حكومة اليمن لجمع مزيد من المعلومات عن موبلي. وبينما رفض المتحدث الإشارة إلى معلومات معينة، قال مسؤول في الخارجية الأميركية لصحيفة «لوس أنجليس تايمز» إن السفارة الأميركية في اليمن حصلت على نص استجواب شرطة اليمن لشريف موبلي. ونشرت الصحيفة نفسها أن حكومة اليمن غير راضية عن التغطية الإعلامية الأميركية لموضوع موبلي ومواضيع إرهابيين غيره في اليمن. وقالت: «في البداية، فرح الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالتغطية الإعلامية العالمية وتصويرها قيادة الحرب ضد الإرهاب، لكن بدا اليمنيون يتضايقون عندما كتب الإعلام عن الفساد في الحكومة، وعن المعارضة في جنوباليمن».