يصدر بعد أيام وتحديداً في 10 من كانون الأول المقبل ألبوم أغنيات جديدة وغير مسموعة للمغني الأميركي الراحل مايكل جاكسون وذلك كبداية لعمل طويل حول اصدار أعمال جاكسون لشركة "سوني" بعد أن اشترت هذه الأخيرة حقوق نشر ألبوماته العشرة الموجودة مع ورثته بمبلغ وصل الى 200 مليون دولار. وهذا الاجراء جعل عائلة جاكسون وورثته يشعرون بالارتياح من ناحيتين أولاهما نشر كل ما تركه "ملك البوب" جاكسون بأبهى حلة وبأفضل ما يمكن، ثانياً التأمين على مواعيد وتواريخ هذه الاصدارات التي تقررت بمعدل عشرة ألبومات في السنوات السبع المقبلة. أما البداية مع الألبوم الحالي فهو يتضمن فقط أغنيات جديدة والمشاريع اللاحقة فهي ستشكل خليطاً بين جديد وقديم تعاد صياغته بأسلوب جديد وبأطر مختلفة ومن ضمنها لعبة فيديو تخول مستخدمها التمكن من الرقص على طريقة جاكسون وذلك من ضمن لعبة "وي" الالكترونية الشهيرة، الى جانب "دي.في.دي" يتضمن تسجيلات وكليبات غير معروفة له، كذلك سيعاد اصدار البومه "آوف ذوول" الذي يعود اصداره الأول الى العام 1979. وهذا العقد الذي وقعه الورثة مع "شركة سوني" سيدر على هؤلاء ما يقارب 250 مليون دولار بعد عمليات البيع التي من المتوقع ان تصل الى رقم قياسي، فقد بيع من فيلم "هذه هي النهاية" الصادر في العام الماضي حوالي خمسة ملايين نسخة، أما ال "سي.دي" الحالي فقد أطلق منه في الأسواق 31 مليون نسخة. أما فضولية عشاق موسيقى جاكسون فهم يتلهفون لسماع أي جديد يتعلق به بعد رحيله المفاجئ الذي شكل لغزاً كبيراً في معرفة وتحديد سبب موته الذي لم يكن بعيداً عن شبهات القتل المتعمد لأن نجم ألبوب العالمي كان في أفضل حالاته الجسدية والصحية والنفسية حين تعرض لأزمة صحية أودت بحياته ويشار الى مسؤولية كبيرة تتعلق بأطبائه الذين كانوا يشرفون بشكل مباشر على صحة إذ كان في تلك المرحلة التي غاب فيها يتحضر لجولة عالمية مع أغنيات جديدة واطلالة مغايرة كانت لتحدث انقلاباً في حياته التي عرفت الركود الفني في السنوات الأخيرة بعد جملة الاتهامات التي تعرض لها وكانت بمعظمها في حدود الشائعات "القاتلة والمدمرة". ماذا يحمل هذا الألبوم الجديد؟ لم يتمكن أحد من معرفة الإجابة عن هذا السؤال إذ كان هناك سرية تامة حول المادة الموسيقية والغنائية المعلن عنها، لكن كل ما تمكنت الصحافة من معرفته هو أنه هناك 70 أغنية ستصدر في السنوات السبع المقبلة، وقد علقت شركة "سوني" اليابانية ان "المستقبل لمايكل من دون حدود" وذلك في مقابلة لأحد المدراء السؤولين جون برانكا الى صحيفة "وول ستريت". ومن التفاصيل الدقيقة المتعلقة بشؤون إرث جاكسون المالي أيضاً أنه كان مديوناً بحوالي 125 مليون دولار لبعض شركات الإنتاج بسبب الاهمال الذي دخل حياته المهنية في السنوات الأخيرة، غير ان المبلغ قد سدد بعد شراء "سوني" لحقوق نشر الأغنيات الجديدة، ام ثروته المادية فهي لا تقدر بثمن لأنها مرهونة لمشاريع منها مشروعه الضخم "نيفرلند" الذي يستمر مع تعديلات جديدة والحقوق الخاصة بأغنيات فريق "البيتلز" التي اشتراها جاكسون عام 1985 من خلال شركة "آ.بي.في: بابليشينغ" بمبلغ وصل الى 47،5 مليون دولار وبعد أن تخلت شركة "آ.تي.في" عن 50% من حقها في متابعة اعمال "البيتلز" عام 1995، أعلن ان النصف الثاني تبلغ قيمته حوالي مليار دولار. وفي هذا الاطار، ترتبط فكرة نشر أعمال جاكسون الأخيرة بالمبالغ والأرقام الهائلة التي تسجل معها، لكن كل هذا لا يلغي أهمية الأغنيات المنتظرة من الناحية الفنية أيضاً والتي قد تسجل لمايكل جاكسون سابقة لا مثيل لها في البقاء على عرش "البوب" لسنوات طويلة بعد رحيله، فهو الغائب الحاضر، والمبدع والمغاير الذي حفر خطواته عميقة في لوحة ما زجت الرقص بالغناء كما مازجت اداءه بحركة تواترت وتتواتر في كل أقطاب العالم وكأنها كانت ولا تزال صورة موحية وسرية لعلاقة فريدة بين الانسان والأرض.