أكد شباب الثورة في ساحة التغيير بصنعاء رفضهم القاطع للمبادرة الخليجية، معلنين أن أحزاب اللقاء المشترك بموافقتها عليها لا تمثل إلا نفسها، وأنهم ماضون في تصعيد الاحتجاجات والاعتصامات المطالبة بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح. وأوضح عضو اللجنة الإعلامية لشباب الثورة، فهد المنيفي، أن اعتراض الشباب على المبادرة الخليجية جاء لعدة أسباب، هي أنها لم تنص على التنحي الفوري لعلي صالح ولم تتطرق لوضع عائلة الرئيس وأقاربه، إضافة إلى أن هذه المبادرة أتاحت وقتا طويلا لصالح لكي يناور، وهي أيضا تُعفي النظام من مسؤوليته القانونية عما سمتها الجرائم التي ارتكبها بحق المعتصمين. وتساءل المنيفي عن الضمانات التي تضمن التزام صالح بهذا الاتفاق، مشيرا إلى أنه لا توجد لدى شباب الثورة أي ثقة بصالح ونظامه وأنهم اعتادوا منه على الكذب والمراوغة. وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن الحل البديل هو رحيل فوري وغير مشروط لصالح وأبنائه وأسرته، مشيرا إلى أن كل الشباب مصرون على هذا المطلب ومن بينهم الشباب المنظمون لأحزاب المعارضة، مؤكدا أن الجميع متفق على أن الحلول السياسية التي تؤدي إلى إفلات النظام من العقاب لن تقبل. واعتبر عضو اللجنة الإعلامية لشباب الثورة أن موافقة اللقاء المشترك على المبادرة تعطي النظام مزيدا من الوقت للمناورة كما أنها تقيّد تحركات الثوار، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن الشباب سيكونون حريصين على إنجاح أي مبادرة تلتزم بمطالبهم. ولم يصرح المنيفي بشأن ما إذا كان شباب الثورة سيلتزمون بتهدئة الأجواء لإنجاح المبادرة الخليجية، لكنه أكد أن الشباب ليسوا طرفا في الصراع السياسي بين صالح واللقاء المشترك وأن الضمانة الأساسية لرحيل صالح هي بقاؤهم في الساحات حتى تتحقق مطالبهم . موافقة المعارضة ومن جهتها، قالت أحزاب اللقاء المشترك إن موافقتها على المبادرة الخليجية جاءت استجابة للجهود الخليجية والأوروبية والأميركية الرامية لإيجاد حل للأزمة بصورة تُسهل انتقال السلطة بشكل سلمي. وأفاد عضو الهيئة التنفيذية للقاء المشترك، محمد الأشول، بأنهم مستعدون للتوقيع على المبادرة في أي وقت، آملا في نجاحها، معتبرا أن الخيارات الأخرى ستكون أسوأ، وأن الحل السياسي للأزمة إذا تحقق فسيكون أفضل للجميع. وأكد للجزيرة نت أنه لا يوجد خلاف مع شباب الثورة على الأهداف والمطالب، فاللقاء المشترك وشركاؤه لن يقبلوا بغير تنحي صالح ورحيل النظام، ولكن الخلاف مع الشباب يكمن في آلية تحقيق هذه الأهداف، مؤكدا أن اللقاء يعتقد أن المبادرة الخليجية ستحقق شرط رحيل صالح وهو ما يتوافق عليه الجميع. وبخصوص الضمانات التي تلقاها اللقاء المشترك ودفعت به إلى الموافقة على المبادرة، أكد الأشول أن الخليجيين والأوروبيين والولايات المتحدة لن يكونوا شهودا على المبادرة فقط، وإنما سيكونون ضامنين لتنفيذ الاتفاق وأن الجهات الراعية ضمنت لهم تنحي صالح ورحيله من البلاد. وأضاف الأشول "دماء الشهداء لن تضيع وبها ترسو دعائم الديمقراطية، وسيحققون آمال الشعب برحيل صالح" مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه تم الاتفاق مع الخليجيين على أن ضمانات عدم الملاحقة ستقدم لمن يرحل خارج البلاد، أما من سيبقى في اليمن فلا ضمانات له. من جهة أخرى، اعتبر عضو الهيئة التنفيذية للقاء المشترك أن استمرار الاعتصام والمسيرات لا تخرق المبادرة، فهي حق دستوري وقانوني، وأن من حق الشباب التأكد من تحقق مطالبهم، فهم قدموا مئات الشهداء. وأضاف الأشول أن المبادرة نصت على نزع فتيل الأزمة الأمنية والسياسية، مؤكدا أن تفسير المشترك لهذه النقطة هو توقف النظام عن الاعتداء على المعتصمين وإطلاق سراح المعتقلين. وأوضح أن المعارضة ستسعى بالمقابل إلى تسويق المبادرة لدى الشباب، وستحرص على أن تكون المسيرات غير مستفزة وأن تعمل بالإطار السلمي. من جهة أخرى، قالت أحزاب اللقاء المشترك إنها ستسعى إلى التواصل مع جميع شركائها بكل القوى والتكتلات بالخارج والداخل لتنسيق الجهود وتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة المعارضة، كما تنص المبادرة.