في إطار سعيهما لاقتناص قمة الدوري الإسباني، يصطدم برشلونة، حامل لقب آخر ثلاث نسخ للبطولة، باختبار صعب مع العملاق الأندلسي إشبيلية في كامب نو، فيما يغادر غريمه ريال مدريد الى الجنوب لملاقاة مالاجا المستأسد دائما على أراضيه. ويخوض قطبا الكرة الإسبانية الجولة التاسعة من الليجا بمعنويات مرتفعة، فكلاهما وضع قدما في ثمن نهائي بطولة دوري الأبطال الأوروبي، حيث أكد الريال تخلصه من عقدته القديمة ليون الفرنسي واكتسحه برباعية نظيفة، في حين اكتفى البرسا بهدفين في شباك فيكتوريا بلزن التشيكي في مباراة من جانب واحد. وحصل الفريق الملكي على العلامة الكاملة في مجموعته بدوري الأبطال بثلاثة انتصارات متتالية، بينما تقاسم الفريق الكتالوني الصدارة مع إيه سي ميلان الإيطالي بسبع نقاط. وبالنظر الى المواجهتين المقبلتين في الليجا، فإن برشلونة سيواجه ثالث أصعب اختبار في البطولة حتى الآن امام إشبيلية، حيث اجتاز أتلتيكو مدريد بسهولة بعد أن أمطر شباكه بخماسية، ولكنه سقط في فخ فالنسيا وتعادل معه 2-2. وعلى الرغم من وباء الإصابات الذي تفشى في كتيبة المدرب بيب جوارديولا منذ بدء الموسم، الا أن الفريق بلغ قمة مستواه في الفترة الاخيرة حتى إن شباكه لم تهتز في آخر خمس مباريات لعبها، كما يعتلي صدارة الليجا ب17 نقطة وبفارق الأهداف عن ليفانتي مفاجأة البطولة. ويبعد برشلونة نقطتين فقط عن إشبيلية صاحب المركز الرابع، والذي يمني نفسه مفاجأة العملاق الكتالوني على ملعبه ووسط جماهيره بعد تحسن أدائه ونتائجه في الآونة الاخيرة. وبعيدا عن حسابات اللقاء، فإن الأجواء يشوبها بعض التوتر بعد تصريحات رئيس إقليم كتالونيا الساخرة من سكان إشبيلية والأندلس، حيث قرر نادي إشبيلية طبع قمصان مكتوب عليها شعار "فخورون بالأندلس" لخوض المباراة بها بمعقل الفريق الكتالوني رغم الحساسية السياسية للأمر، لاسيما أن كتالونيا يطالب بالاستقلال عن إسبانيا. وعلى الجهة المقابلة، فإن ريال مدريد يعيش أزهى فتراته في الموسم الثاني لمدربه البرتغالي جوزيه مورينيو، ولكن رحلته الى مالاجا محفوفة بالمخاطر نظرا لقوة الفريق الأندلسي على ملعبه لا روساليدا الذي لم يخسر عليه طوال الموسم الجاري. وسيلتقي مدرب مالاجا التشيلي مانويل بيليجريني مجددا بفريقه السابق الذي دربه قبل أن تطرده إدارة فلورنتينو بيريز لإفساح المجال امام مجيء مورينيو، رافعا شعار "اثبات الذات"، في حين يترقب المهاجم الهولندي المخضرم رود فان نيستلروي أول مواجهة له ضد فريقه القديم الذي كان أحد أعظم هدافيه قبل الرحيل الى ألمانيا. ويأمل الميرينجي في تعثر غريمه الأزلي للقفز الى الصدارة، حيث يسعى لترك المركز الثالث الذي يفصله عن القمة بنقطة واحدة. ويعيش الثنائي الهجومي المكون من الفرنسي كريم بنزيمة والأرجنتيني جونزالو إيجواين نشوة التألق والتهديف في المباريات الاخيرة، فعلى الرغم من اعتماد مورينيو في خططه على رأس حربه وحيد، الا أنه قد يفكر في الدفع بهما سويا كما صرح مؤخرا. ويملك البرتغالي المحنك خيارات متعددة في خط الوسط في ظل تألق الرباعي كريستيانو رونالدو وريكاردو كاكا ومسعود أوزيل وأنخل دي ماريا، بجانب تمتعه بقائمة بدلاء قوية. ويملك مالاجا في جعبته 13 نقطة جعلته في المركز السادس بالبطولة، وقد قدم الفريق تحت إدارته القطرية وبفضل صفقاته المليونية أداءا مميزا منذ مطلع الموسم. ويواجه ليفانتي الوصيف مباراة من العيار الثقيل بملعب فياريال الجريح، فالأول يريد مواصلة مغامرته بالليجا والتمسك بمزاحمة الكبار من خلال الفوز بالنقاط الثلاث، وفي المقابل فإن النتائج المخيبة لفريق "الغواصة الصفراء" في دوري الأبطال والدوري المحلي تشفع له للانتقام بملعبه وعدم قبول أي نتيجة غير الفوز بعد أن ترنح الى المركز ال14. وتشهد الجولة قمة نارية بين فالنسيا وأثلتيك بلباو على ملعب الأول مستايا، ففريق "الخفافيش" يريد العودة للمربع الذهبي بعد أن تقهقر للمركز الخامس ب13 نقطة، بينما يود الفريق الباسكي مواصلة صحوته وإعادة الاتزان بعد أن قبع في المركز ال11. ويأمل أتلتيكو مدريد في العودة للمسار الصحيح الذي حاد عنه في آخر ثلاث مباريات في الليجا، حيث خسر بخماسية من برشلونة وتعادل مرتين مع إشبيلية وغرناطة سلبيا، كما أنه لم يحرز أي هدف خلال تلك المواجهات. وقد تتهيأ الفرصة لفريق العاصمة لاستعادة ذاكرة الانتصارات حين يستقبل على ملعبه فيسنتي كالديرون ضيفه ريال مايوركا على أمل ترك مركزه الثامن. وفي باقي مباريات الجولة يلتقي راسينج سانتاندير مع إسبانيول وسبورتنج خيخون مع غرناطة وريال بيتيس مع رايو فايكانو وريال سوسييداد مع خيتافي وأوساسونا مع ريال ساراجوسا.
