اليوم الأحد، أول أيام عيد الأضحى المبارك الذى يعتبر أول عيد أضحى فى عمر الربيع العربى، وبالطبع ستختلف مراسم استقبال العيد المبارك فى البلاد العربية التى قامت بها ثورات، ونجحت عن البلاد التى مازالت ثوراتها قائمة مثل اليمن الذى يستقبل عيد الأضحى، هذا العام بفتور وحماس أقل، مع تفاقم الأزمة السياسية التى يعيشها بلدهم منذ شهور، وألقت بظلالها على مناحى الحياة كافة وارتفاع الأسعار بما فى ذلك أسعار الأضاحى. الشعب اليمنى كأى شعب عربى إسلامى يضحون سنويا كتقليد دينى بذبح الماشية، إلا أن الأزمة القائمة فى البلاد، خففت من نسبة الاستيراد ورفعت الأسعار، هذا الموسم وبشكل جنونى. وارتفع سعر الأضحية (رأس غنم) لهذا العام إلى ما يقرب من 150 دولارا (الدولار يساوى 240 ريالا تقريبا)، مقارنة بالأعوام السابقة والتى لم تتجاوز 70 دولارا. وقال مأرب برس، أن عددا من المواطنين يشكون من ضيق المعيشة، وعدم استعدادهم لذبح الأضاحى فى العيد فى ظل ما يمرون به من ظروف صعبة. وبرزت فكرة التكافل لدى عدد من الجمعيات الخيرية، ومن ميسورى الحال لتخفيف معاناة بعض الأسر الفقيرة وتوزيع الأضاحى لهذا العام. وقالت إحصائية لوزارة الشئون الاجتماعية والعمل اليمنية، إن ما يقرب من 15 جمعية خيرية ستعمل هذا العام على برنامج توزيع الأضاحى فى ظل تردى الأوضاع المعيشية للمواطنين وفى عموم محافظات الجمهورية. وتراجعت نسبة الاستيراد للماشية (الأضاحى) لهذا العام مقارنة بالأعوام السابقة مع عزوف عدد من التجار عن مزاولة النشاط بسبب الأحداث. وأفادت إحصائية النشاط الملاحى لميناء عدن بداية نوفمبر الحالى، أن رؤوس الماشية التى وصلت إلى اليمن من الموانئ الصومالية، تقدر ب 456 ألف رأس فقط، وذلك تلبية لاحتياجات المواطنين من اللحوم بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك. ويرى خبراء اقتصاد، أن ارتفاع أسعار الأضاحى بسبب الأحداث المضطربة تقف وراء عزوف اليمنيين على ذبح الأضاحى لهذا الموسم. ويقول الخبير الاقتصادى الدكتور طه الفسيل: "هناك إشكالية كبيرة هذا العام، تتمثل فى أن الأوضاع المعيشية والاقتصادية صعبة جدا على اليمنيين، وهناك ارتفاع فى الكلفة من 25% إلى 50% عن العام الماضى". وتابع الفسيل "هناك شىء يمكن أن يخفف من معاناة الفقراء، وهو وجود جمعيات خيرية تتكفل بإطعام بعض الفقراء فى مواسم الأعياد ووجود الدعم الخارجى من قبل دول الخليج".
