الدراما الرمضانية في اليمن غير جادة، وبعيدة عن هموم الناس"، هكذا يصف نقيب الفنانين اليمنيين محمد الحرازي المسلسلات التي تعرض على شاشات الفضائيات في بلاده مع قرب انتهاء الموسم الحالي. ويقول الحرازي لوكالة أنباء (شينخوا) إن "معظم الاعمال الدرامية لهذا الموسم، والتي عرضت على الفضائيات اليمنية لم ترق الى مستوى العمل الدرامي بل كانت اقرب الى الاسكتشات التي يقوم بها طلاب المدارس الابتدائية في البلاد". وتابع "نصوص درامية هشة وركيكة، فقط مهمتها الاضحاك والتهريج وبدون هدف". وتفتقر كل الاعمال الدرامية في رمضان، بحسب الحرازي، للجودة. ويقول "لم تكن هناك مفاضلات بين النصوص الجيدة والسيئة بسبب المحسوبية والمجاملات التي تتم اثناء اختيار النصوص وفي اختيار الممثلين وفي كل ما يتصل بانتاج العمل الدرامي". وتعرض نحو خمس فضائيات يمنية مسلسلات هذا الموسم في رمضان تتقارب في الافكار الدرامية وتتكرر في احيان اخرى. ومن اهم مسلسلات الموسم الرمضاني في اليمن "همي همك" و"حي الحكمة" و"خفافيش" و"حافة الانس" و"لا تشكي لي ابكي لك" و"مش كل مرة". وتتناول المسلسلات هذا العام قصص الغرام والسفر خارج البلاد وغيرها من المواضيع السطحية، بحسب ما يقول الحرازي. ويتابع "لم نلمس دراما تتناول مواضيع ذات صلة بهموم الناس وواقعهم المرير من اعمال التخريب التي تتعرض لها محطات وابراج الكهرباء والتفجيرات التي تحدث بين الحين والاخر هنا وهناك في البلاد، والاوضاع في المستشفيات". وقال الحرازي "نحن غير راضين على الاطلاق عن كل الاعمال الدرامية الرمضانية الهشة والركيكة وغير الجادة". ويلقي الممثل اليمني احمد المعمري، في هذا الصدد، باللوم والمسؤولية على المنتجين. ويقول المعمري ل(شينخوا) إن "الاعمال الدرامية لهذا الموسم طغى عليها الجانب التجاري، فكانت غير جادة وغير موضوعية في اغلبها". وتابع "هناك صعوبات كبيرة تواجه الممثل اليمني، والمنتج لا تهمه الفكرة والهدف اكثر ما يهمه انتاج عمل مضحك للناس من اجل الحصول على كم من الاعلانات". واوضح المعمري ان الاعمال الدرامية في اليمن موسمية مع رمضان فقط، ومع ذلك يتم تأجيل انتاج العمل الى وقت متأخر، مشيرا الى ان هناك اعمال لم يتم الانتهاء منها حتى اليوم، فقط يتم تصويرها ومنتجتها باليوم الاول، وفي اليوم الثاني يتم عرضها بصورة غير مكتملة. فيما يعزو اليمني فياض النعمان وهو موظف ضعف الاعمال الدرامية المحلية الى "غياب الرقابة". ويقول إن "الدراما الرمضانية غير جادة وغير هادفة، وهي مشكلة تعود الى غياب الرقابة من قبل وزارتي الاعلام والثقافة على شركات الانتاج وعلى الاعمال الدرامية". ويقول الصحفي عدنان الراجحي، إن الدراما الرمضانية في اليمن لم تتبن أي قضية تخدم المجتمع، وركزت في معظمها على التهريج والاضحاك الممل. وعزا الراجحي ذلك الى "عدم وجود ثقافة كاملة لدى العاملين والقائمين على الدراما الرمضانية في اليمن". واوضح "هناك عدم معرفة لدى القائمين على الاعمال الدرامية والفضائيات بالمواضيع المهمة (..) ولذلك اصبحت الدراما لمجرد التمثيل فقط والاهتمام انتهى عند درجة البحث عن مصادر للتمويل والكسب دون تحقيق رسالة تعبر عن قضية ما تخدم المجتمع". ولفت الى ان الدراما اليمنية لم تستفد من التطور الحاصل في هذا المجال على مستوى المنطقة العربية بسبب عدم الالمام بمفردات وابجديات العمل الدرامي لدى الكثير من القائمين على تلك الاعمال الموسمية. وقال الراجحي إن "معظم الاعمال الدرامية الرمضانية لهذا العام غير جادة ونزلت الى مستوى غير مقبول لدى المشاهد بسبب التهريج الزائد ومحاولة اضحاك المتابع بطرق مبتذلة".