دعا التجمع الوطني الجنوبي جميع الاطراف السياسية اليمنية الى نبذ العنف والثأرات مؤكدا على ضرورة الحفاظ على وحدة اليمن بشروط جديدة تضمن لليمنيين حقوقهم وحرياتهم لما فيه مصلحة اليمن ، واعتبر التجمع الذي يرأسه الشيخ عوض الوزير في بيان ان القضية الجنوبية هي مفتاح حل مشاكل اليمن ، مؤكدا في ذات الوقت على ان القضية الجنوبية لابد ان تحل بشكل جذري في ظل مشاركة كافة ابناء الجنوب . ويعتبر"التجمع الوطني الجنوبي" الذي تم اشهارة منذ شهر كتكتل وإطار حقوقي سياسي وانساني غير حزبي يعنى بمتابعة ودعم قضايا الضحايا والمفقودين والمتضررين خلال الاحداث السابقة التي شهدتها جنوب البلاد منذ عام 1963. يذكر ان اشهار التجمع الوطني الجنوبي جاء عقب دعوات لكثير من الشخصيات الجنوبية المقيمة في صنعاء تمخض عنها عقد اجتماع موسع للجمعية العمومية استمر عملها خلال اليومين الماضين واسفر عن ذالك انتخاب هيئة رئاسية للتجمع برئاسة النائب والشيخ "عوض محمد الوزير العولقي" اضافة الى انتخاب 30 عضوا وتشكيل هيئة الامانة العامة وكذا تشكيل لجان متخصصة . هذا ومن المقرر أن يواصل التجمع الوطني الجنوبي اعمالة خلال الايام القليلة المقبلة لاكمال برامجة واقرار انشطتة المختلفة . نص البيان : بسم الله الرحمن الرحيم البيان السياسي لتجمع ابناء الجنوب لقد مرت بلادنا اليمن وعلى وجه الخصوص المحافظات الجنوبية منه منذ الاستقلال الوطني بصراعات ومنعطقات سياسية خطيرة كان لها تاثيرا بالغا على مصير ومعيشة ما يقارب من ثلاثة ارباع شعبتا الجنوبي ولعل اهم اسباب تلك الصراعات التركة الاستعمارية الثقيلة التي حرص من خلالها المستعمر على ان يترك الوطن اليمني مثقلا بالفتن عندما عجز في ان يجد الاقطاب التي حاربته وريثا ملائما يرعى مصالحه في الجنوب ،فقد تصارع شركاء النضال ضد الاستعمار بالامس ليكونوا الاخوة الاعداء وتم تصفية فصائل وطنية وسياسية مناضلة باكملها فكانت مخلفات ذلك مهولة. وبعد ذلك تحولت مجريات الصراع الى صراع سياسي املته قوى خارجية بطريقة ممنهجة مبنيا على التبعية السياسية العمياء وعلى اساس الانفراد السياسي بالسلطة والتطبيقات النظرية لمبادئ مستوردة وتحت مسميات شتى منها الصراع الطبقي والقضاء على البورجوازية ولو لم تكن اساسا موجودة بالمعنى الشامل للتسمية ونتج عن هذا الصراع المزيد من الماسي والتصفيات لبجسدية والنزوح من الجنوب ومصادرة الممتلكات بكافة انواعها وتوالت الصراعات والتصفيات ومعها كات حجم الماساة في تزايد وتحت مبررات يتم استحداثها وفقا لما تمليه ضرورات البقاء في الحكم فتارة خطوة تصحيحية وتارة يسار انتهازي وتارة يمين انتهازي وصراع طبقي وهلم جرا ...وظلت البلاد على هذا الحال حتى جاءت الوحدة عام 1990م..حيث تطلع ابناء الجنوب والمتضررين منهم على وجه الخصوص الى الانصاف والعدل والتعويض بدلا عن الظلم والقتل والسلب الا اته لم يتم الالتفات الى ما قبل الوحدة من قبل الفرقاء الموقعون على الوحدة بسبب تعنت طرف يرفضه قبول ابناء المحافظات الجنوبية وبادر الطرفان الى ترتيب اوضاعهم وفق كلا يرتب اوضاع اصحابه ولم تجب الوحدة ما قبلها سوى المغقرة والعفو عن من اخطاوا او اجرموا في الماضي دون تعويض او رد اعتبار لمن كانت عليهم اخطاء الماضي الفادحة. لقد كانت الوحدة اليمنية في البداية عبارة عن شراكة استفاد منها المشتركين في التوقيع عليها وتناسوا التركة الثقيلة التي خلفها النظامين قبل الشراكة منذ الستينات وحتى انقلبت موازين القوى لتكون الوحدة حكرا على طرف حتى طال الصبر بانتظار وعود الحكومات المتعاقبة ..الوعود بالتعويض والعدل ورد الاعتبار والمشاركة والايفاء بالالتزامات. لقد شارك ابناء الجنوب مناصرة وصناعة ثورة 26 سبتمبر عام 62م واستشهد الكثيرون من ابناء الجنوب في الثورة الا ان ابناء هؤلاء الشهداء الابطال لم يجدوا من ينصفهم الى يومنا هذا وبذكر اسمائهم ونضالهم في التاريخ . وفي خضم الاحداث المتسارعة في اليمن والتطورات التي حصلت خلال العاميين الماضيين وانطلاق مؤتمر الحوار الوطني برعاية دولية ليطرح كل مظلوم مظلمته وليطرح مشاريعه لبناء مستقبل اليمن، واقصي المناضلين من ابناء الستينات والسبعينات فكان لنا ان ننشئ هذا التجمع الوطني الجنوبي الذي يتكون من قادة الجنوب على كافة المستويات السياسية والثقافية والاجتماعية والعسكرية المناضلة والمعروفة القادرة على صنع التحولات في خدمة الوطن في الماضي والحاضر . لقد طلب ابناء الستينات والسبعينات رئيس الدولة والدول الراعية باشراكهم في الحوار الوطني الهام ليطرحوا قضاياهم الجسيمة التي هي في مقدمة قضايا الجنوب فلن تحل أي قضية في الجنوب الا بحل قضاياهم التي ظلت عقدين من الزمن ودمائهم تنزف وحقوقهم تهدر ولم يستجب لاهلها احدا وحملنا ولا زلنا نحمل من يتجاوز قضيتنا او يتجاهلها كافة المسئولية ..فقضيتنا ليست صراع على سلطة بل قضية قتل اباءنا واخواننا واخذهم من بيوتهم وسحبهم وسحلهم في الشوارع وتاميم ممتلكاتهم العقارية والزراعية والمباني والشركات والاليات حتى المواشي والمنتجات الزراعية ..فقد جاءت الوحدة اليمنية وهناك الكثير ممن يئنون من ارث الماضي وظل الحكم مخيما علينا وانتظرنا على امل بزوغ فجر جديد يحل فيه العدل . ان تجمعنا الوطني الجنوبي اذ يشدد على الاهمية البالغة لهذه القضية السياسية الوطنية والحقوقية الكبيرة ويدعو الجميع الى نبذ العنف والثارات مؤكدا ان التجمع لا يتوجه باصابع الاتهام الى أي فصيل او اشخاص في أي حقبة زمنية وانما يتوجه بمطالبه الى الدولة وينشد احقاق الحق وارساء العدل الاجتماعي مقدما بهذا التكوين اسهاما وطنيا وسياسيا بارزا من خلال طرحه لاهم واكبر مشاكل الوطن مستعرضا الحلول العادلة لها ،وان التجمع باسهامه هذا يعمل على اسناد الدولة المدنية القادمة الخالية من أي ظلم ..فلا ترضى اية امة ان يقوم نظامها على اشلاء ابنائها ومستحقاتهم. ان القضية الجنوبية تعتبر مفتاح الحل لمشاكل اليمن ولذا حرصت شخصيات هذا التجمع الوطني المناضلة والمعاصرة للاحداث التاريخية على مشاركة كافة ابناء الجنوب بدون استثناء حتى تحل جذريا وبدون مشاركة الجميع فان القضية الجنوبية لن تحل وستضل قائمة . ان من ضمن اهداف التجمع الوطني الجنوبي ان يكون دليلا ومصدرا لتوثيق كافة الاضرار البشرية والمعنوية والمادية لكل المظالم في الجنوب فابناءه من وقع عليهم الظلم لعقدين من الزمن. وان التجمع الوطني الجنوبي يهدف الى الحفاظ على وحدة اليمن بشروط جديدة وعقد جديد تضمن لكل اليمنيين الحفاظ على حقوقهم وحرياتهم والمساواة بينهم والاتفاق على الحكم لما يخدم مصلحة اليمن حيث يرى التجمع ان الانفصال لا يخدم الجنوب ولا الشمال في الوقت الحاضر ويرى ان بقاء الامور على ما هي عليه انها لا تخدم اليمن لا شمالا ولا جنوبا ...بل ان ايجاد الدولة اليمنية المدنية ستحل كثيرا من المشاكل التي وجدت من تراكمات الماضي وما خلفته الانظمة من تركة لشعبنا اليمني من الفقر والجهل والفساد الذي اخر الوطن من التقدم الى الامام . لقد ضيقت رؤى ومكايدات الحكام والاحزاب الخناق على شعبنا في كافة المجالات واضرت به واوجدت ما نحن فيه اليوم من الماسي التي مست كل ابناء شعبنا ولم ينجو منها احد حتى الاطفال الرضع فان التجمع يحذر من أي تجاهل لقضيته ويدعو كافة القوى اليمنية ان تتحمل كافة مسئولياتها التاريخية تجاه الله والوطن وان تترفع عن الدهاليز المظلمة وتتعاون جميعها لاخراج اليمن مما هو فيه فالوطن كبير ولننظر من خلال طلوع الشمس الباهية حتى نرى الحقائق والمظالم لحلها جذريا . وختاما فان التجمع يتقدم بالشكر والتقدير لدول مجلس التعاون الخليجي وعلى راسها المملكة العربية السعودية وكافة الدول الراعية والامم المتحدة لتعاونهم في اخر اج اليمن من محنته.