مع إعلان المبعوث الأممي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ، عن بدء هدنة لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد، يترقب أهالي محافظة تعز، ثالث كبرى المدن اليمنية، وضع حد لمعاناتهم اليومية المستمرة منذ أكثر من عام ونصف العام، جراء الحرب التي تشنها عليهم الميليشيات الانقلابية (الحوثي وصالح)، والحصار المطبق على جميع منافذ المدينة، لتمنع بذلك دخول المواد الغذائية والدوائية والطبية وجميع المستلزمات. لكن مصادر سياسية في المدينة حذرت في تصريحات ل«الشرق الأوسط»، عن مخاوفها من عدم التزام الميليشيات بهذه الهدنة الجديدة «لأنها نكثت جميع الهدن السابقة التي كانت تنص على وقف إطلاق النار وفك الحصار على تعز». وأضافت المصادر: «لا ننسى نكث الانقلابيين أيضًا لآخر هدنة كانت قبل مشاورات الكويت التي انعقدت في أبريل (نيسان) الماضي، وذلك في الدقائق الأولى من بدء سريانها، عبر شن قصف مستمر على أحياء تعز وقرى المحافظة وتشديدها للحصار على المدخل الغربي، حيث لم تسمح الميليشيات الانقلابية إلا بدخول عدد قليل من الأفراد الذين بصحبة عوائلهم، بينما بقي المئات من الأهالي عالقين في مفرق شرعب». وقبل دخول الهدنة حيز التنفيذ، تواصلت أمس المعارك، إذ حققت قوات الشرعية (الجيش الوطني والمقاومة الشعبية) تقدما كبيرا في جميع الجبهات، واستعادت مواقع كانت خاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية. وإلى جانب معركة تحرير تعز، واصلت الميليشيات الانقلابية مسلسل القصف اليومي والمستمر، بمختلف أنواع الأسلحة، على الأحياء السكنية في مدينة تعز من مواقع تمركزها في مطار تعز الدولي في منطقة الحوبان، شرق المدينة، ومناطق تمركزها حول المدينة. وسقط في المواجهات قتلى وجرحى من الجانبين، إضافة إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين بينهم أطفال جراء القصف المستمر على الأحياء السكنية. كما تكبدت الميليشيات الخسائر المادية جراء استهدافهم بمدافع المقاومة الشعبية في مختلف الجبهات. وتجددت أمس المواجهات في جبل حبشي، جنوب غرب تعز، في محاولة من الميليشيات الانقلابية استعادة مواقع تم دحرهم منها، قبل ثلاثة أيام، من قبل قوات الشرعية، بما فيها جبل الخضر الاستراتيجي، ومواقع مطلة على الطريق الرئيسي بين محافظتي تعز والحديدة. وقال عبده حمود الصغير، قائد الجبهة الغربية، خلال زيارته التفقدية إلى مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مديرية جبل حبش إن «معنويات أفراد الجبهة مرتفعة، تعكس عمق الوطنية التي يتحلى بها أفراد المقاومة والجيش الوطني، وتطلعهم وعزيمتهم لصناعة مستقبل خال من حكم الاستبداد والظلم والإمامة المتخلف، وأن جبل حبشي يستمد قوته ورسوخه من ثبات ورسوخ أولئك الأبطال المرابطين الصامدين لأجل عزة وكرامة الأرض والإنسان». في غضون ذلك، دشن ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز، مشروع الإغاثة العاجلة لمستشفيات مدينة تعز، بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وتمويل منظمة الصحة العالمية. وشملت المساعدات المقدمة 12 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية على أن توزع على 12 مستشفى، و7 مراكز صحية في المدينة، وبإشراف من اللجنة الطبية العليا في المحافظة، حيث يأتي هذا المشروع في ظل استمرار تقديم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية للمساعدات الإنسانية في المجال الطبي للمستشفيات المتضررة في مدينة تعز، جراء الحرب والقصف المستمر عليها من قبل الميليشيات الانقلابية. كذلك، وزعت مؤسسة سبل التنموية الخيرية، أحد شركاء ائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز، وبدعم من فاعل خير من دولة قطر، 450 سلة غذائية لنازحي مديرية الصلو جنوب محافظة تعز، التي تشهد أوضاعا إنسانية صعبة جراء استمرار المواجهات. واستفاد من المساعدات الكثير من الأشخاص النازحين والقاطنين في عزلة القابلة بعدما تم تهجيرهم من قبل الميليشيات.