رغم تحالفهم مع الحوثيين، وصفت قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام التابع للرئيس السابق علي عبد الله صالح ما سمي بحكومة الإنقاذ ب«الكرتونية»، وأنها واجهة صورية، مبينة أن اللجان الثورية التابعة للجماعة هي من تتولى إدارة الأمور في جميع المؤسسات الحكومية. يأتي ذلك، في وقت كشفت مصادر إعلامية يمنية عن استقالة ياسر العواضي القيادي في حزب صالح من حكومة الحوثيين والذي كان يشغل وزير التخطيط فيها، مبررًا استقالته باستمرار تدخل ممثلي الحوثيين في صلاحياته، وأنه يفضل البقاء في منزله على أن يكون واجهة لأعمال كارثية يقوم بها الحوثيون باسمه. ووفقًا لموقع «يمن مونيتور» الإخباري، فإن رئيس حكومة الانقلابيين، عين الدكتور مطهر العباسي بشكل سري كقائم بأعمال وزير التخطيط، والذي كان يشغل منصب نائب الوزير. وقال العواضي في استقالته إن الشرط لإعلان الحكومة يتمثل في إخراج «اللجان الشعبية» و«اللجنة الثورية» من المؤسسات الحكومية، ومنذ يوليو (تموز) الماضي عند الإعلان عن المجلس السياسي لم يتم إخراجهم من المؤسسات واستمروا بعد تشكيل الحكومة في إدارة الدولة. كما اشترط العواضي منذ إعلان الحكومة في نوفمبر (تشرين الثاني) خروج اللجنة الثورية العليا من الوزارة وإعلان حلها قبل ممارسة أي مهام. ووصف مصدر قريب من قيادة حزب المؤتمر الشعبي الحكومة التابعة للحوثيين وصالح بأنها «واجهة صورية كرتونية»، فيما اللجان الثورية التابعة للحوثيين هي من تدير الأمور، مبينًا أن وزراء حزب صالح لا يستطيعون أن يقوموا بأي قرار أو عمل دون موافقة ممثل لهم مغروس في جسم الوزارة. وقدرت مصادر يمنية عدد مشرفي الحوثيين في الوزارات والهيئات الحكومية الأمنية والعسكرية يبلغ أكثر من ثلاثة آلاف مشرف، يتحكمون في قرارات تلك المؤسسات، ومن أهمها وزارات الدفاع والداخلية والتعليم العالي والمهني والخارجية والتخطيط والمال، والبنك المركزي. وأشارت المصادر إلى أنه رغم تشكيل ما سمي ب«حكومة الإنقاذ» التي كان أولى مهامها إخراج مسلحي الحوثيين من الوزارات والمؤسسات، إلا أن الجماعة رفضت خروج أي مشرف، وتم اعتمادهم موظفين في جهاز الدولة. كما أن محمد علي الحوثي لا يزال يحتفظ بمنصب رئيس اللجنة الثورية العليا التي شكلت في فبراير (شباط) 2015، ولم يتنازل عن منصبه أو المهام التي منحتها الجماعة له وللجان الثورية التابعة له في بقية المؤسسات.
