علي احمد عبدالله الشرعبي.. ما ان يذكر احداً هذا الاسم حتى تتدفق كمية كبيرة من الاشادات به وبمواقفة التي لا يختلف عليها اثنان، فهو ذاك الرجل الاربعيني والاب لثمانية اطفال المؤمن بفكرة النضال السلمي والرافض قاطعاً لكل اشكال العنف والفوضى ،و المعروف بمواقفه الوطنية الخالصة في المنادة بالسلام ورفض الحرب وهو ذاك المتحدث الشجاع الذي لاتعرف لغة المغالطة او النفاق او المزايدات بسم الوطن طريقا إليه. لم يكن يعلم الناشط السياسي علي الشرعبي والذي يعمل في وزارة الخدمة المدنية بدرجة مدير ادارة ان حبه للوطن ارضاً وانساناً سيحوله الى مجرم يستحق السجن والعقاب بل والاخفاء القسري من وجهة نظر كل من يحاربون كل ماهو جميل في هذا الوطن المثخن بالالم.. ولم يكن يعلم ان بقاءه في صنعاء التي عاش فيها عمراً طويلا سيتحول الى قيود تسيطر على يديه وقدميه وتحرمه من ابسط حقوقه كمواطن يعيش على ارض هذا الوطن . اعتقال واخفاء ومع انتشار موضة الاعتقالات التعسفية في مناطق سيطرة الحوثيين منذ عام ٢٠١٥ وحتى اليوم كان من نصيب على الشرعبي ايضاً جريمة الاعتقال والاخفاء القسري حيث اعتقل في يوم الثلاثاء الموافق 18/9/2018 واخفي لمدة ثلاثة ايام في قسم السنينة بالقرب من المنطقة التي يعيش فيها ثم بعد ذلك سمح بزيارته وكانت هناك وعود بالافراج عنه ولكن سرعان ما تغير الراي وبدلاً من الافراج عنه احيل في 22/9/2018الى سجن البحث الجنائي وبعد احالته توجه كلاً من القاضي احمد سيف حاشد والمحامية سماح سبيع والاساتذة محمد ودف وعبدالقوي شرف وآخرون الى مبنى البحث الجنائي في صنعاء وكان المعنيين في البحث يطمئنون المتابعيين بانه لاتوجد هناك قضية ضد الشرعبي وكل مافي الامر منشورات فيسبوكية وبعض الرسائل النصية التي يعود تاريخها الى ما قبل الحرب مع اشخاص انضموا الى الشرعية وسيتم الافراج عنه خلال ايام بعد تقديم ضمانات حضورية . وفي 27/9/2018 تفاجئ المتابعين لقضية الشرعبي اثناء تواجدهم في مبنى البحث الجنائي ان الشرعبي لم يعد موجود لديهم وانه تم نقله الى جهة غير معروفة ورغم ذلك الفعل الا انهم لازالوا يعطوا وعودهم بالافراج عنه ويذرون الرماد على العيون. ٥اكتوبر بملابس السجناء وبوجه تظهر عليه ملامح التعب والارهاق ظهر المناضل علي الشرعبي ليتحدث عبر قناة المسيرة التابعة للحوثيين بفيديو ممنتج بطريقة لا تدل الا على غباء من قاموا عليه لانه المتابع الجيد والذي يفهم بمثل تلك الالعيب سيعرف ان هناك اسئلة وضعت وبناءا عليها كانت الاجابة التي اختاروا منها ما ارادوا واجتزوا مالا يريدون وفي لقطات اخرى ظهر الشرعبي بوجه غير راضي وتسريحة تختلف عن الاولى وكانه تعرض للتعذيب ولاجبارعلى قول اشياء لا يريدها وهذا كان واضحاً من نبرة صوته وبالعبارة الاخيرة التي قالها نهاية تسجيل الفيدو . هنا يقول المحامي عبدالرحمن برمان ان ماحدث لعلي الشرعبي من اجبار على الاعتراف يعتبر مخالفة للقانون اليمني حيث لا يحق لاي جهة تصويره حتى وان كان متهم بارتكاب جريمة لانهم بذلك اصدار الحكم ضده واعلنوه امام الناس انه مجرم . واكد برمان ان ماحدث امر مُحزن بحق شخص هو من دافع عن وطنه وواجه قضايا الفساد والانتهاك. في ذاك الفيديو الذي يتباهى به الخاطفون قدمت جماعة الحوثي علي الشرعبي ككبش فداء من اجل اسكات اصوات البطون التي تقرقر جوعا وكانت تعتزم الخروج صباح يوم ٦ اكتوبر بإحتجاجات سلمية ترفض سياسية التجويع التي تتبعها الاطراف اليمنية ضد المواطن ،وهم بذلك اعتقدوا انهم اثبتوا ادانته في تهمة لم يرتكبها اساسا.. صنعوا منه زعيماً لثورة جياع انطلقت وهو في المعتقل فمتى خطط لها ؟ ومتى تحدث عنها اساساًحتى يصبح زعيمها ؟! يذكر انه وبعد عرض تسجيل الفيدو اخفي ولم تعرف اسرته مكانه حتى يوم الاحد الموافق ٢١ اكتوبر حيث اتضح انه في السجن الامن السياسي . ادانات ارتفعت بعد ذلك الاصوات المنددة باعتقال الناشط السياسي علي الشرعبي من الداخل والخارج ،فمن جهة آدان التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في بيان صادر عنه اعتقال المناضل الشرعبي،وطالب الحوثيين بسرعة اطلاق سراحه وسراح المعتقليين السياسيين والصحافيين وقال في بيان صادر عنه انه تابع اجراءات التحقيق والاتصال بشخصيات سياسية ونقابية لسعي لدى سلطات الامر الواقع وقيادات ما يعرف بالمجلس السياسي وعلى الرغم من ايجابية تلك المساعي ووعود الافراج الا انه حدثت تدخلات من جهات عليا لالغاء التحقيقات السابقة ونقله الى مكان مجهول. كما حمل الناصري سلطات الحوثي المسؤولية الكاملة على سلامته وحياته. وعبر الناصريون العرب في بيان لهم عن استغرابهم من اسلوب النيل من المناضلين والشرفاء والتضييق على الحريات العامة ..مؤكدين ان مصادرة الراي الآخر يضاعف من المعاناة ويعقد الامور . اما الحزب الطليعي الاشتراكي الناصري(العراق) فقد آدان وباشد العبارات قيام جماعة الحوثي باعتقال الشرعبي واعتبر ظهوره على شاشة التلفزيون مسرحية تعكس نمط الارهاب والقمع المتاصل في هذه الجماعة. ووجه اتحاد الشبيبة الاشتراكي في العالم العربي(AUSY) نداء للحوثيين طالبوا خلالها بسرعة إطلاق سراح الشرعبي وبقية المعتقلين والمخفيين قسراً . واعتبر الاتحاد ان حماية حقوق الانسان في اليمن مدخل جاد لاحلال السلام واستعاظة العملية السياسية التوافقية في اليمن . كما استنكر اتحاد الشبيبة الديمقراطي في العراق الممارسات القمعية وانتهاكات حقوق الانسان المرتكبة في اليمن من قبل اطراف الحرب ودعا الاتحاد الى سرعة الافراج الفوري عن الشرعبي وبقية المعتقلين. ومن جهة اخرى دعا الاتحاد العالمي للنقابات العمالية الصوت المعبر عن اكثر من ٩٥ مليون علمل في ١٣٠دولة في العالم جماعة الحوثيين الى الافراج الفوري عن المناضل علي الشرعبي وكافة المعتقلين والمناضلين الذين يدافعون عن حقوق العمال والمدنيين الذين يناضلون من اجل ايقاف الحرب في اليمن واحلال السلام . ولاتزال قضية الافراج عن المناضل علي الشرعبي هم يساور الجميع خصوصا وان سلطات الحوثيين لاتزال توزع وعودها بالافراج عنه دون جدية في اتخاذ القرار والتعامل بمسؤولية تجاه هذه القضية على الاقل احتراما لاسرته ولمحبيه الذين يعلمون من يكون الشرعبي، واحترما لعقول الذين لم تنطوي عليه كل تلك الأكاذيب.
