استباحت الجنوب وكسر عظم الحراك السلمي تحت مضلة الحرب ضد القاعدة هي استراتيجية السلطة المستندة على ضوء أخضر من دول العالم الكبار. وتحول الجنوب إلى ساحة حرب شرسة بين القوات الامنية وما تسمى بعناصر القاعدة كورقة جديدة تستخدمها السلطة لاحتواء توتر الجنوب ليسال الدم اليمني بمباركة دولية . وحسب مصادر أمنية فأن 6 اشخاص على الأقل من مسلحي القاعدة لقوا مصرعهم بعد معارك شرسة أمس الاول الأحد مع قوات الجيش والأمن بمديريتي مودية ولودر بمحافظة فيما جرح أخرين. وتفيد المعلومات أن طائرات حربية شنت غارتين جويتين على قرية ثعوبة في مودية بمحافظة أبين الاحد . ما اسفر عن مصرع رجل وهو ضابط متقاعد في الجيش، وأصيبت إمرأتين بإصابات خطيرة. كر مصدر امني محلي لوكالة فرانس برس ان الجيش نشر وحدتين من قواته في منطقة مودية، وتمركزتا في شرق المدينة لمواجهة مسلحي القاعدة. وقالت مصادر محلية ان قبائل موالية للحكومة تخوض معارك مع مسلحي القاعدة منذ يوم الخميس، وفي المقابل، تسمح قبائل مناوئة للحكومة لتنظيم القاعدة بان يكون له نشاط في مناطقها. وذكر مصدر قبلي لفرانس برس ان "مسلحا من القاعدة قتل واصيب اثنان اخران في قرية قرم عشال في كمين نصبه مسلحون قبليون من قبيلة الميسري". وقبيلة الميسري هي قبيلة محافظ ابين الذي استهدفه كمين نصبه عناصر من القاعدة الخميس. وتعرض موكب المحافظ احمد محمد الميسري لكمين مسلح الخميس قرب مودية ونجا منه، الا ان شخصين قتلا في الهجوم، فيما قتل ايضا في هجوم آخر قائد في الشرطة. وكانت قافلة جنود تعرضت مساء الخميس الى كمين اثناء توجهها من لودر الى مودية ما اسفر عن مقتل خمسة جنود. والسبت، قتل ثلاثة جنود واصيب اثنان اخران على الاقل بجروح في كمين نصبه مسلحون في محافظة ابينجنوب اليمن، على ما اعلن مسؤول امني متهما القاعدة بالوقوف وراء الهجوم. وذكر موقع وزارة الدفاع اليمنية ان اثنين من عناصر القاعدة قتلا السبت اثناء محاولتهما تنفيذ عملية انتحارية بسيارة مفخخة ضد دورية عسكرية في طريقها الى مودية. وكانت لودر شهدت معارك قوية في اغسطس الماضي بين الجيش اليمني والقاعدة اسفرت عن مقتل 33 شخصا من الجهتين على الاقل وانتهت بسيطرة القوات الحكومية على المدينة. كما اعتقلت أجهزة الأمن اليمنية في مطار صنعاء الدولي، مشتبها فيه قالت إنه متهم بتمويل تنظيم القاعدة في اليمن يدعى صالح الريمي، ويبلغ من العمر 33 عاما وقالت إنه مغترب ويقيم "بصورة دائمة"، في السعودية التي كان قادما منها. وحسب الداخلية فإن اسم المتهم "كان مدرجا في القائمة السوداء باعتباره مطلوبا أمنيا بتهمة تمويل تنظيم القاعدة في اليمن". وكانت السلطات اليمنية اعتقلت، قبل عدة سنوات، أبو حمدي الأهدل، الذي كان يوصف بأنه المسؤول المالي لتنظيم القاعدة في اليمن. كما أعلنت الداخلية اليمنية قائمة بأسماء ثمانية من العناصر الإرهابية المطلوبة للجهات الأمنية تنتمي لتنظيم القاعدة، ورصدت مكافأة مالية قدرها 20 مليون ريال، ما يقارب "100 ألف دولار" لمن يدلي بأية معلومات عن أي شخص من هذه العناصر الإرهابية المتطرفة هم: أمين عبدالله عبدالرحمن العثماني، وبشير محمد أحمد الحليسي، وشوقي علي أحمد البعداني، وعبدالإله علي قاسم المصباحي، وعبدالحميد أحمد محمد الحبيشي، ومحمد علي عبدالله الناشري، ومصلح عبدالله أحمد الحليسي، ويوسف أحمد مثنى زيود. وكان محافظ أبين المهندس أحمد الميسري قد تعرض لمحاولة اغتيال الخميس، لكنه نجا، إلا أن شقيقا له قتل، إلى جانب أحد حراسه، وأصيب أربعة آخرون، خلال هجوم بالأسلحة الرشاشة من مسلحين مجهولين. وأشارت مصادر أمنية إلى تعرض موكب المحافظ للهجوم عندما كان في طريقه إلى مدينة مودية لمتابعة مقتل مدير أمنها المقدم عبد الله محمد البهام، الذي قتل برصاص مسلحين خلال تفريق مظاهرة للحراك الجنوبي نظمها بمناسبة الذكرى 47 لثورة 14 اكتوبر . وتأتي المواجهات العنيفة في مودية ولودر في أعقاب اشتباكات مسلحة دارت بمنطقة جبلية بين الجيزة والقشابر بمديرية مودية بمحافظة أبين مساء الخميس، في حين كانت القوات تلاحق عنصر القاعدة أنور العمبري، المتهم بقتل مدير أمن مودية. وقد تحدثت المصادر عن عثور قوات الأمن الجمعة على ثلاث جثث متفحمة، رجحت أن تكون لجنود قتلوا خلال مواجهات مع عناصر القاعدة بمديرية مودية. إلى ذلك أصيب الضابط بالأمن السياسي العقيد عبيد علي مبارك اليرامسي بجروح السبت خلال تفكيك عبوة ناسفة كانت مزروعة في سيارته الواقفة أمام مبنى الأمن السياسي بمدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، كما أصيب في نفس اللحظة خبير المتفجرات العقيد علي الحالمي. من جهة أخرى ذكرت مصادر صحافية أن الرئيس علي عبدالله صالح يسعى لشق الحراك الجنوبي في ردفان والضالع والتقى بعدد من قيادة الحراك ، كما تهاتف مع شلال علي شائع هادي يبلغه بعدم رفع اسمه من قبل لجنة الحوار الوطني والمشترك حسب ما جاء في صحيفة التجمع.