وسط غياب رسمي إلا من محبيه والوطن دعا فنان الإنسان والوطن وأحد عمالقة الأغنية اليمنية أيوب طارش عبسي كل اليمنيين أن "يملأوا الدنيا ابتسامة وأن يرفعوا في الشمس هامة وأن ينبذوا الاقتتال فيما بينهم في سبيل التوحد والوطن الذي -حد تعبيره- تخلف كثيرا، في إشارة منه إلى الأزمات التي طحنته وتطحنه لا سيما طامة الحرب في شمال البلاد، وفي حين كان الحضور ينصت وقوفا لخرير دموعه التي اغرورقت بهما عيناه تابع أيوب القادم مؤخرا إلى أرض الوطن بعد رحلة علاجية زار فيها ألمانيا والأردن تكللت بالنجاح وخذلان الدولة له "نسأل من الله أن تحتشد كل الهمم لإنقاذ الوطن ورفع مستواه في كل النواحي". واعترف -بعد عطاء امتد لاكثر من ثلاثة عقود استطاع به أن يدخل إلى كل قلب وبيت- أنه لم يقدم إلا القليل واعدا بالاستمرار ما استطاع، جاء ذلك في كلمة ألقاها بمناسبة الاحتفالية التي أقامتها تكريما له منظمة التلاحم والوفاء الوطني صباح الأربعاء المنصرم تقديرا لدوره الوطني البارز وإسهامه الفعال في تعميق قيم الولاء والانتماء وتعزيز قيم الوحدة الوطنية وإسهامه الكبير في تطوير مسيرة الفن والحفاظ على التراث الشعبي والارتقاء بالأغنية الوطنية كما جاء في قرار المنظمة التكريمي الذي منحت بموجبه درعها المسمى "درع الوفاء الوطني" للفنان الكبير وسط التصفيق الحار من القاعة وابتهاج الحاضرين الذين خفقت قلوبهم لاغاني فنانهم. وكانت المنظمة قد كرمت إلى جانب ملحن النشيد الوطني للجمهورية اليمنية، شاعر الأغنية الحضرمية الأصيلة الشاعر الكبير الراحل أبو بكر المحضار الذي استلم درع المنظمة عنه نجله "محضار" إلى جانب تكريم عدد من رؤساء الجاليات اليمنية في المملكة العربية السعودية والولايات المتحدةالأمريكية وعدد من رجال الأعمال أبرزهم رجلا الأعمال عبدالله بقشان ومحمد بن عبود العمودي. الاحتفالية التي أقيمت في ظل غياب رسمي لقيادات الدولة بما فيهم رئيس مجلس النواب يحيى الرعي الذي كان يفترض حضوره وفقا لجدول الفعالية وناب عنه رئيس اللجنة الدستورية بالمجلس علي أبو حليقة وهو غياب استحسنه الكثير، كون ذلك حد تعليقاتهم يمثل نكسة لأيوب لاعتبارات الفوارق الشاسعة بين الرجلين أعقبها ندوة فكرية بعنوان "قراءات في آثار حرب صعدة (2004-2010م) ودور منظمات المجتمع المدني في معالجتها" قدمت 7 أوراق لعدد من الباحثين والأكاديميين اليمنيين.
