كتب/محمد صالح الحاضري كان الرائد عبدالله عبدالعالم الوحيد بين قادة القوات المشاركين في حركة يونيو عضوا في مجلس القيادة بصفته قائد قوات المظلات، فعبدالله الحمدي مثلا شارك كقائد لقوات العمالقة وليس عضوا في مجلس القيادة، فكان من الطبيعي أن يؤدي التحية العسكرية للرائد عبدالله عبدالعالم بحكم مركزه السياسي، لكن الأول كان يحاول أن يسبق الثاني ويؤدي له التحية العسكرية بحكم الأقدمية والمكانة العسكرية فيلتقيان في لحظة تكون فيها التحية العسكرية من كليهما للآخر متبادلة بحركة واحدة في وقت واحد. لقد عرف المقدم عبدالله الحمدي الرائد عبدالله عبدالعالم عن طريق المقدم إبراهيم الحمدي منتصف الستينيات عندما كان إبراهيم الحمدي قائد لواء الثورة وعبدالعالم ضابطاً في اللواء، باعتبارها كانت فترة تعارفهما، وقد عمل قائد اللواء على تقريب عبدالعالم منه وأوجد تعارفا عن بعد بينه والفريق حسن العمري قائد الجيش. إن سبب اهتمام المقدم إبراهيم الحمدي بالرائد عبدالله عبدالعالم يتعلق أساسا بالنقيب عبدالرقيب عبدالوهاب وعقدة الذنب التي كان يشعر بها الفريق العمري تجاه ما حدث لعبدالرقيب وخسارة القوات المسلحة لقائد عسكري بحجمه محملا الحزبية في صفوف العسكريين مسئولية ما حدث. هذه المشاعر تجاه عبدالرقيب كانت أيضا عند القاضي عبدالرحمن الإرياني رئيس المجلس الجمهوري فأصبحوا جميعا كمن يبحث عن عبدالرقيب جديد فتولى إبراهيم الحمدي محاولة استنساخ عبدالرقيب جديد في صورة عبدالله عبدالعالم. بعد ذلك أصبح المقدم إبراهيم الحمدي قائدا لقوات الاحتياط كقوات كان قادها (الملصي) الضابط المعين وقت تشكيلها في 1968م. ويبدو أن قائد الاحتياط دفع بالرائد عبدالله عبدالعالم إلى رأس قوات المظلات (كان يقودها عبدالرقيب عبدالوهاب إلى 1968) وبالفعل نجح عبدالله عبدالعالم في إعادة المظليين إلى نفس شخصيتهم وتربيتهم كقوات في إطار القوات المسلحة فأصبحوا يملأون السماء بقفزهم المظلي من الطائرات العسكرية حسب ما كانت حركة يونيو تتعمد إظهاره بشكل خاص في المناورات والاستعراضات التي يحضرها الرئيس الحمدي. هامش: وبينما كانت تربية المقدم عبدالله الحمدي حركية نسبة إلى حركة القوميين العرب كانت تربية الرائد عبدالله عبدالعالم ناصرية فكان ضباط المظلات يخاطبون الرئيس الحمدي بالقائد المعلم وأثناء تواجده في معسكرات قوات العمالقة، مخاطبته بنفس مفردات خطاب 13 يونيو الرسمي.