في الوقت الذي تحولت إلى مسرح للعمليات المسلحة ضد الجيش والأمن خلال الفترة الماضية، من المتوقع أن تشهد محافظة حضرموت المزيد من التوتر التي من المتوقع أن تحتضن فعالية مليونيه دعا إليها الحراك الجنوبي في المحافظات الجنوبية وأطلق عليها "مليونيه الزحف إلى المكلا" في ذكرى إعلان الحرب على المحافظات الجنوبية في السابع والعشرين من ابريل عام 94م وبين السلطات المحلية والأمنية التي تسعى لتهيئة الأوضاع في المحافظة استعداداً لزيارة الرئيس هادي إلى المكلا لتدشين إقليم حضرموت، وهو الأمر الذي يناهضه الحراك الجنوبي الرافض لتقسيم الجنوب. وفيما بدأت الاستعدادات في المكلا باحتفال بمليونيه الزحف التي يجدد فيها الحراك الجنوبي دعواته للمجتمع الدولي لتلبية مطالبه بفك الارتباط عن نظام صنعاء واستعادة دولة الجنوب، تجرى السلطات المحلية استعداداتها للاحتفال بتدشين إقليم حضرموت أواخر الشهر الجاري. ففي محافظة شبوة دشنت السلطات المحلية، أمس الثلاثاء، الفعاليات الحوارية لإقليم حضرموت ودعا أحمد علي باحاج، محافظ محافظة شبوة، كافة أبناء شبوة إلى دعم جهود إشهار الإقليم. وفي الفعالية تحدث محافظ شبوة، أحمد علي باحاج عن أهمية الجلسات الحوارية لمناقشة مخرجات الحوار الوطني وبداية الاستعداد لإشهار إقليم محافظة حضرموت خلال الأيام القادمة، منوها إلى أن السلطة أجرت عددا من اللقاءات مع الإخوة المشاركين في الحوار من جميع المكونات الجنوبية. وجدد المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى رفضه القاطع لأي ضم قسري إلى إقليم حضرموت، ورد على لقاء الرئيس هادي ببعض أبناء المهرة وسقطرى، الأسبوع الماضي، ببيان أكد فيه عدم تراجعه عن خياره بإقليم مستقل كما برر رفضه القاطع بوثيقة المبررات التي أقرها مشايخ وأعيان المهرة وسقطرى مطلع الأسبوع الجاري. وفيما اتهمت قوى مؤيدة لإعلان إقليم حضرموت، الشهر الجاري، الحراك الجنوبي بالسعي إلى إقلاق الأمن والاستقرار بهدف إفشال غعلان الإقليم واعتبرت مواجهات الديس التي حدثت أمس الأول وأودت بحياة شخص وجنديين، محاولة لإفشال الترتيبات لإعلان الإقليم. كما اتهمت السلطات المحلية مجاميع من الحراك الجنوبي كانوا يطالبون بالأفراج عن أحد شباب الديس، الذي اعتقل من قبل قوات الأمن، بالانتماء للقاعدة أمس الأول الاثنين، وهو ما أثار حفيظة حلف قبائل حضرموت الذي دعا كل أبناء حضرموت إلى السيطرة على الأرض والثروة مطلع الأسبوع الجاري واتهم الحلف في بيان صادر عنه عصابات الفيد والنهب ومافيا النفط في صنعاء المتدثرة بالزي العسكري , بتنفيذ حملة إجرامية ضد أبناء حضرموت في أحياء الديس بمدينة المكلا، واستنكر الحلف اتهام وسائل الإعلام أبناء أحياء الديس بالانتماء للقاعدة، وحذر الحلف من التمادي في عبثها في حضرموت ودعاها إلى سحب قواتها من مدينة المكلا وسحب عصاباتها في سيئون، كما طالب السلطات الحاكمة بالإفراج عن محمد باراسين المرشدي السيباني فوراً وإعادته إلى أهله سالماً بموجب العهد الذي قطعه على نفسه نائب وزير الداخلية لخشع. وفي ذات السياق أعلنت اللجنة الأمنية بمحافظة عدن في اجتماعها بحضور شقيق الرئيس هادي، اللواء الركن ناصر منصور هادي، ووكيل جهاز الأمن السياسي لمحافظات عدنلحجأبين، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء الركن محمود أحمد سالم الصبيحي، منع إقامة أية فعاليات سياسية تحت أي مسمى كان خصوصا في ساحة العروض لحساسية المكان وقربه من مقار عدد من الوحدات الأمنية والمصالح الهامة الأخرى، وحملت اللجنة الأمنية تلك القوى أية مخالفات أو تصرفات تحاول الانحراف بالأمور عن وجهتها الحقيقية أو تستثمرها لإحداث فوضى وصراعات عقيمة. ناشطون في الحراك الجنوبي اعتبروا منع الأمنية العليا إقامة فعاليات في محافظة عدن إعلانا مبكرا عن إفشال أية فعاليات ينظمها الحراك بذكرى إعلان الحرب، كما أشاروا إلى أن ما حدث أمس الأول في ديس المكلا والذي أودى بحياة شاب وجنديين يكشف عن نوايا مبيته لقمع مليونية الزحف التي دعت إليها مكونات الحراك الجنوبي.