لا يزال موقف الحراك لجنوبي من إعلان جماعة الحوثي الإعلان الدستوري غير واضح؛ فلم تتبنّ مكونات الحراك الكبرى أي موقف تجاه إعلان صنعاء، والتي شارك فيه زيد بن يحيى - القيادي في الحراك الجنوبي - بكلمة احتلت اهتمامات الصحف ووسائل الإعلام؛ كونه ممثلاً عن الحراك الجنوبي، إلا أن الحراك الذي لم يعلن بشكل قاطع مشاركته في المؤتمر الوطني الموسع، المنعقد في العاصمة صنعاء - الأسبوع الماضي - لم يعلن أي رد حول مشاركة أيّ من قيادييه في حفل الإعلان الرئاسي، كما لم يبارك ذلك الإعلان أيّ من مكونات الحراك الجنوبي.. فالحراك الجنوبي الذي شارك ويشارك في لقاءات بنعمر في صنعاء، ويرفض في عدن، بدأ وكأنه فاقد للقرار بعد تشتت موقفة بين المكونات التي فشلت في التوصل إلى إعلان كيان موحد للجنوب تشارك فيه مختلف القوى الجنوبية، إلا أن هناك من يتهم صنعاء باختراق الحراك الجنوبي وإفشال أيّة خطوات من شأنها أن توحد الصف القيادي الجنوبي. الجنوب يتحدث عن غزو محتمل وعلى الرغم من انتقال خطاب عدد من مكونات الحراك من الحوار الندّي مع صنعاء دولة لدولة على أساس شمال وجنوب برعاية دولية وبدولة محايدة إلى الدفاع عن الجنوب واستعادته من احتلال صنعاء، إلا أن تلك الدعوات لم يلتفت إليها الشارع الجنوبي الذي واصل مسيراته المطلبية بفك الارتباط واستعادة الدولة، وهو ما يؤكد أن مسار حراك الشارع الجنوبي مختلف عن مسار بعض المكونات السياسية في الجنوب كليًّا، وأن تلك المكونات دعت للدفاع عن الجنوب خوفًا من دخول جماعة الحوثي، وليس بالدفاع عنها واستعادتها. وفيما قال رئيس الوزراء السابق حيدر العطاس: إن الجنوب ذاهب في طريقه إلى الاستقلال عن الشمال.. مؤكدًا أن ما حدث في صنعاء يدفع بالجنوبيين بقوة نحو الانفصال. وقال العطاس - في حديث لقناة "العربية الحدث"، مساء السبت: إنه بات على كافة الجنوبيين رص صفوفهم وتوحيد كلمتهم لإخراج الجنوب من المأزق السياسي الحالي الذي تعاني منه اليمن اليوم. وأكد الرئيس العطاس أن هنالك مشاورات سياسية جارية بين كافة الأطراف السياسية الجنوبية بهدف تشكيل قيادة سياسية موحدة يمكن لها إدارة مرحلة انتقالية في الجنوب. وقال العطاس: إن مشكلة الجنوبيين مع القوى الشمالية هي مشكلة غياب شكل حقيقي للدولة في الشمال.. مؤكدًا أن ما قام به الحوثي هو تأكيد على ما ادعى به الجنوبيون خلال السنوات الماضية في أن اليمن يعاني غيابًا حقيقيًّا للدولة، مضيفًا: أن خطوة الحوثيين الأخيرة جاءت لإسدال الستار على ما يحدث في اليمن منذ ال 21 سبتمبر 2014 في اليمن. وأكد العطاس أن جماعة الحوثي أبلغت أطرافًا سياسية زارت زعمائها في صنعاء بأنها ستقاتل في الجنوب حتى آخر جندي، وستذهب إلى أبعد مما يتصوره الجميع، وقال العطاس: إن حركة الحوثي تذكر الجنوبيين بحركة قام بها نظام الإمامة حينما غزى مناطق الجنوب قبل أن يتم إخراجه منها بالقوة، ودعا "العطاس" الجنوبيين إلى التعاون مع أبناء محافظات الوسط والشرق في شمال اليمن وفق ما يجمع الجنوبيين بأبناء هذه المناطق. وخلال الأيام الماضية دعا بيان صادر عن الهيئة الوطنية الجنوبية للحراك، التي أنشئت مؤخرًا بقيادة السيد عبدالرحمن الجفري - رئيس حزب رابطة أبناء الجنوب.. وقال: إن الغزو المتحمل يضع الجميع أمام مسؤولية تاريخية، داعيًا إلى الاصطفاف أحزابًا جنوبية ومكونات حراكية وقوى سياسية وسلطات محلية جنوبية - مدنية وعسكرية وأمنية) لوضع الآليات والخطط المشتركة للدفاع عن الجنوب، أرضاً وإنساناً وهوية.. وأشار البيان إلى أن هناك محاذير تتصاعد لمحاولة ترسيخ ما وصفه بالاحتلال اليمني لأرض الجنوب بغزو قديم متجدد؛ والذي كررنا تحذير مجددي الغزو بأن شعبنا سيدافع عن أرضه وكرامته بكل الإمكانات والوسائل المتاحة. وطالب البيان المجتمع الإقليمي والدولي بالوقوف مع شعبنا وقضيته العادلة وحقه في بناء دولته الجنوبية والدفاع عن أرضه، كما نطالب العقلاء في الشمال بالاعتراف بهذا الحق المشروع حتى لا تتعمق الجراح بين الشعبين، الجنوبي واليمني. الحراك يفوض السلطات إدارة الجنوب وفيما تعد دعوة تفويض السلطات المحلية بإدارة الجنوب دعا المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي لتحرير واستقلال الجنوب السلطات المحلية بمحافظات الجنوب للوقوف إلى جانب خيارات الشعب الجنوبي في الخلاص والحرية والانعتاق واستعادة دولته على كامل التراب الجنوبي واستثمار اللحظة بموقف جمعي لا يتخلى عنه أحد من أبناء الجنوب أيا كان انتماؤه السياسي أو مشربه الفكري أو وضعه الإداري. وأكد فؤاد راشد - أمين سر المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي، في تصريح صحفي: أن الحراك الجنوبي مستعد للتعامل مع السلطات المحلية في الجنوب وإبقائها في مواقعها لقيادة المرحلة الانتقالية لدولة الجنوب القادمة، شريطة أن يكون ولاؤها للجنوب وقضيته بعيدًا عن الزج بشعب الجنوب في حرب بالوكالة لأي طرف في صنعاء.. مضيفًا: أن كل الأطراف السياسية في صنعاء، التي تدق طبول الحرب عدو وخصا في المقام الأول، ويتصارعون على السلطة وثروة الجنوب، ولكي يظل شعبنا وأرضنا رازحة تحت حكمهم وكرامتنا تداس تحت جزمات عساكرهم، وبالتالي فالزج بشعب الجنوب لمناصرة طرف على طرف خيانة كبرى.. مشددًا على التأكيد بأن الحراك الجنوبي لا يفرق بين محتل لابس البدلة وآخر يلبس الزنة فكلهم محتلين لبلادنا.. داعيًا إلى تشكيل جبهة وطنية جنوبية عريضة بعيدًا عن السفسطة في فرض المصطلحات الخاصة بكل مكون، وآن الأوان ليكون الجميع في خندق واحد من أجل فرض السيطرة على الأرض والثروة. المؤامرات أفشلت القيادات الجنوبية إلى ذلك أكد القيادي في الحراك الجنوبي محمد علي أحمد - رئيس المؤتمر الوطني لشعب الجنوب - تمسكه بموقفه الثابت مع شعب الجنوب الأبي الثائر وحقه في مواصلة نضاله السلمي حتى تحقيق غايته وهدفه في الحرية وتقرير المصير واستعادة الدولة الجنوبية الحرة المستقلة كاملة السيادة رغم كل الظروف والمتغيرات المتسارعة.. قائلاً: إن موقفنا سيظل ثابتًا، وإيماننا بعدالة قضيتنا الجنوب وانتصارها راسخًا رسوخ جبال الأرض، وسنستمر في نضالنا السلمي إلى جانب شعبنا في الجنوب حتى تحقيق غايتنا وهدف ثورتنا الجنوبية السلمية وموقفنا من الأحداث والمتغيرات في الشمال يحدده الموقف الآخر من قضية شعب الجنوب العادلة، وحقنا في استمرار النضال السلمي واستعادة دولتنا الجنوبية الحرة المستقلة كاملة السيادة، فمن هو معنا في ذلك سواء أكان في الشمال أم على المستوى الإقليمي والدولي سنتعامل معه، ومهما كانت المواقف فلن نفرط بحقنا أو نحيد عنه. وأكد بن علي أن الحراك الجنوبي السلمي يمر بأصعب المنعطفات وأخطرها بسبب معاناته من تشتت قياداته وخلافاتهم وتنافسهم المستمر على إظهار خيبتهم وتأكيد فشلهم وإساءتهم لثورة شعب الجنوب السلمية وزرع العراقيل في طريق انتصارها خدمة لأعدائها، ويتم ذلك بوعي وبدون وعي. وأوضح بأن شعب الجنوب البطل قد قام بدوره النضالي السلمي على أكمل وجه، وقدم أروع صور التضحية والفداء حتى اليوم، وحقق للقضية الجنوبية العادلة كل مقومات انتصارها في الوقت الذي فشلت القيادات الجنوبية في توحيد صفها بسبب المؤامرات التي لم تستطع تجاوزها، وكشف أدواتها التي وجدت ونخرت الصف القيادي الذي يثبت الواقع اختراقه. مطالبًا كل الخيرين والمخلصين من القيادات والنخب الجنوبية من خلال العمل صفًّا واحدًا للخروج من دائرة التشتت القيادي إلى إطار واحد يحمل قيادة موحدة ورؤية وشعارا وخطابا واحدا يمثل شعب الجنوب وهدفه وغايته في الحرية وتقرير المصير واستعادة الدولة الجنوبية الحرة المستقلة كاملة السيادة. ما يجري في صنعاء يخص صنعاء حذر الحراك الجنوبي من جر الجنوب إلى صراع طائفي، وخلال مظاهرة شهدتها ساحة العروض، وحذر متظاهرون من أية محاولات لإقحام الجنوب في صراعات طائفية. مؤكدين أن ما يجري في صنعاء صراع يخص القوى اليمنية التي تعيش صراعات تاريخية متوارثة منذ منتصف ستينيات القرن الماضي، وهي ليست وليدة اللحظة". وخلال الاحتفال بالذكرى الثالثة بمناسبة استشهاد الطالب الجامعي جياب الشعيبي، الذي قتل برصاص قوات الجيش اليمني قبل 3 سنوات.. تحدث والد الشهيد (جياب) الشيخ محمد مطهر الشعيبي، قائلاً: "نحيي الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد الطالب الجامعي جياد محمد مطهر الشعيبي في مدينة الضالع, وهو الشهيد الجنوبي الذي اغتيل برصاص قوات الاحتلال اليمني, أثناء مشاركته في احتجاجات رافضة للانتخابات الرئاسية في 9/2/2012م". وتابع: "بهذه المناسبة نعاهد كل أبناء الجنوب أننا لن نحيد أو نتراجع أبداً، وأننا مستعدون لتقديم كل غالٍ ونفيس في سبيل تحرير الجنوب والتضحية من أجله حتى التحرير والاستقلال واستعاده الدولة".. مشددًا: "على أن المسؤولية العظيمة الكبيرة التي تقع على عاتق القيادات والقواعد هي رص الصفوف ومواجهة المؤامرات ضد شعبنا". كما ألقيت كذلك كلمات من قبل قيادات ونشاطين في الحراك الجنوبي أجمعت على انفصال قضية الجنوب عمّا يجري في صنعاء. ودعوا في كلماتهم: "الجنوبيين بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم، وبذات المسؤولين في السلطات المحلية, إلى تجنب إقحام الجنوب في صراعات صنعاء".. محملين إياهم مسؤولية أي صراع قد يمتد إلى بلادهم". أكثر من دعوة لاجتماعات موسعة وعقب إعلان السلطات المحلية في المحافظات الجنوبية رفضها للإعلان الدستوري، ومنها سلطات حضرموتوعدنوشبوة، دعا بيان صادر عن القيادات العسكرية والمدنية والمحلية، الذي عقد في القصر الجمهوري بعدن الاثنين, لاجتماع موسع الأسبوع القادم لمحافظي المحافظات الرافضة للانقلاب الحوثي، وقال الناطق الرسمي لحلف قبائل حضرموت ورئيس لجنته الإعلامية صالح مولى الدويلة - في تصريح خاص - إن هناك ترتيبات يجريها الحلف لعقد لقاء موسع يضم كلا من حضرموت, شبوة، والمهرة، وأكد مولى الدويلة بأن هذا اللقاء هدفه مناقشة تداعيات المرحلة الراهنة وتدعيم القواسم المشتركة, وكذلك الخروج برؤية موحدة لمواجهة هذه الأحداث بما يخدم أمن واستقرار وثروة المحافظات الثلاث. موقف مؤيد وفي موقف غريب أعلن الملتقى الوطني لشباب الوحدة، الذي يشرف عليه محافظ لحج السابق محسن النقيب تأييده الكامل للإعلان الدستوري الذي أصدرته اللجنة الثورية التابعة للحوثيين في صنعاء، وأكد البيان الصادر عن الملتقى رفضه الأقاليم الستة، ويؤيد إقامة حكم محلي كامل الصلاحيات، كما أكد وقوفه إلى جانب القوات المسلحة والأمن، وأكد على أن شعب اليمن واحد، وأرضه واحدة حتى يرث الله الأرض ومن عليها - حد وصف البيان، كما شدد على أن حل القضية الجنوبية يأتي من خلال مخرجات الحوار الوطني الشامل.