ثنائية هالاند تُسحق ليفربول وتضع سيتي على عرش الدوري الإنجليزي!    شاهد:الحوثيون يرقصون على أنقاض دمت: جريمةٌ لا تُغتفر    ليست السعودية ولا الإمارات.. عيدروس الزبيدي يدعو هذه الدولة للتدخل وإنقاذ عدن    عدن تنتفض ضد انقطاع الكهرباء... وموتى الحر يزدادون    "امتحانات تحت سيف الحرمان": أهالي المخا يطالبون بتوفير الكهرباء لطلابهم    "جريمة إلكترونية تهزّ صنعاء:"الحوثيون يسرقون هوية صحفي يمني بمساعدة شركة اتصالات!"    "الحوثيون يزرعون الجوع في اليمن: اتهامات من الوية العمالقة "    صراع على الحياة: النائب احمد حاشد يواجه الحوثيين في معركة من أجل الحرية    البريمييرليغ: السيتي يستعيد الصدارة من ارسنال    زلزال كروي: مبابي يعتزم الانتقال للدوري السعودي!    الوكيل مفتاح يتفقد نقطة الفلج ويؤكد أن كل الطرق من جانب مارب مفتوحة    الارياني: استنساخ مليشيا الحوثي "الصرخة الخمينية" يؤكد تبعيتها الكاملة لإيران    الرئيس الزُبيدي يثمن الموقف البريطاني الأمريكي من القرصنة الحوثية    مانشستر يونايتد الإنجليزي يعلن رحيل لاعبه الفرنسي رافاييل فاران    ارتفاع طفيف لمعدل البطالة في بريطانيا خلال الربع الأول من العام الجاري    رئيس انتقالي لحج "الحالمي" يعزي في وفاة الشخصية الوطنية والقيادية محسن هائل السلامي    أمين عام الإصلاح يبحث مع سفير الصين جهود إحلال السلام ودعم الحكومة    كريستيانو رونالدو يسعى لتمديد عقده مع النصر السعودي    في الذكرى ال 76 للنكبة.. اتحاد نضال العمال الفلسطيني يجدد دعوته للوحدة الوطنية وانهاء الانقسام مميز    المنامة تحتضن قمة عربية    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    الذهب يرتفع قبل بيانات التضخم الأمريكية    سنتكوم تعلن تدمير طائرتين مسيرتين وصاروخ مضاد للسفن فوق البحر الأحمر مميز    بريطانيا تؤكد دخول مئات السفن إلى موانئ الحوثيين دون تفتيش أممي خلال الأشهر الماضية مميز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الولايات المتحدة: هناك أدلة كثيرة على أن إيران توفر أسلحة متقدمة للمليشيات الحوثية    مجازر دموية لا تتوقف وحصيلة شهداء قطاع غزة تتجاوز ال35 ألفا    اليمن تسعى للاكتفاء الذاتي من الألبان    طعن مواطن حتى الموت على أيدي مدمن مخدرات جنوب غربي اليمن.. وأسرة الجاني تتخذ إجراء عاجل بشأنه    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    بيان عاجل لإدارة أمن عدن بشأن الاحتجاجات الغاضبة والمدرعات تطارد المحتجين (فيديو)    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    ما معنى الانفصال:    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    مقتل عنصر حوثي بمواجهات مع مواطنين في إب    البوم    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    دموع ''صنعاء القديمة''    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طالبت بإجراء تحقيق دولي عاجل ذي مصداقية
تقرير استقصائي لهيومن رايتس حول استهداف التحالف لعزاء الرويشان يوثق القنابل الامريكية المستخدمة ويؤكد تصنيفه كجريمة حرب
نشر في الوسط يوم 13 - 10 - 2016


الوسط تنشر نص التقرير عن موقع هيومن رايتس
اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تتخذ من نيويورك مقرا لها في تقرير نشرته اليوم الخميس ان الغارة التي شنها التحالف العربي بقيادة السعودية، والتي استهدفت السبت قاعة عزاء في صنعاء واودت ب 140 شخصا على الاقل، يمكن تصنيفها جريمة حرب.
وقالت مديرة قسم الشرق الاوسط في المنظمة سارة ليا ويتس "بعد الغارات غير القانونية على المدارس والأسواق والمستشفيات وحفلات الزفاف والمنازل على مدى 19 شهرا الماضية، أضاف التحالف بقيادة السعودية مراسم عزاء إلى قائمة انتهاكاته المتزايدة".
اضافت "يجب إجراء تحقيق دولي مستقل في هذه الجريمة البشعة، بما أن التحالف أبدى عدم رغبته في الالتزام بواجباته القانونية المتمثلة في إجراء تحقيق موثوق"، وهو ما طالب به ايضا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ومسؤولون دوليون.
نص التقرير
إن الغارة التي شنها التحالف بقيادة السعودية على مراسم عزاء في العاصمة اليمنية صنعاء، في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2016، يبدو أنها جريمة حرب. أسفر الهجوم، على الأقل، عن مقتل 100 شخص وجرح أكثر من 500، بينهم أطفال. رغم تواجد عسكريين ومسؤولين مشاركين في الحرب في ذلك التجمع، فتواجد مئات المدنيين يدل بشدة على أن الهجوم غير متناسب بشكل غير قانوني.
قالت سارة ليا ويتسن مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "بعد الغارات غير القانونية على المدارس والأسواق والمستشفيات وحفلات الزفاف والمنازل على مدى 19 شهرا الماضية، أضاف التحالف بقيادة السعودية مراسم عزاء إلى قائمة انتهاكاته المتزايدة. يجب إجراء تحقيق دولي مستقل في هذه الجريمة البشعة، بما أن التحالف أبدى عدم رغبته في الالتزام بواجباته القانونية المتمثلة في إجراء تحقيق موثوق".
قابلت هيومن رايتس ووتش عبر الهاتف 14 شاهدا على الهجوم ورجلين وصلا إلى مكان الحادث مباشرة بعد الغارة الجوية للمساعدة في جهود الإنقاذ، بالإضافة إلى مصادر آخرين. راجعت أيضا مقاطع فيديو وصور لموقع الغارة وبقايا الذخيرة.
في 8 أكتوبر/تشرين الأول، تجمع مئات الأشخاص في قاعة الصالة الكبرى، والتي سعتها 1000 شخص، لحضور مجلس عزاء علي الرويشان، والد وزير الداخلية في الحكومة القائمة في صنعاء جلال الرويشان. قال جميع الشهود الذين تحدثوا إلى هيومن رايتس ووتش إنه حوالي الساعة 3:30 بعد الظهر، اخترقت وحدتا ذخيرة ملقاة جوا سقف القاعة وانفجرتا بفارق بضع دقائق بينهما.
أظهرت الصور ومقاطع الفيديو الملتقطة بعد الهجوم جثثا محترقة ومشوهة متناثرة داخل وخارج القاعة، والمبنى مدمرا، ورجال إنقاذ يحملون جثثا إلى سيارات إسعاف. المتحدث باسم وزارة الصحة القائمة في صنعاء، الدكتور تميم الشامي، أخبر هيومن رايتس ووتش أنه في 9 أكتوبر/تشرين الأول قُتل 110 أشخاص وجُرح 610 على الأقل. من المرجح ارتفاع عدد القتلى نظرا لتعرض عدة جثث لحروق أو تشوهات بشكل يصعب التعرف عليها. لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من التحقق بشكل مستقل من الأرقام الصادرة عن الوزارة، لكن بعد الهجوم بوقت قصير، ذكرت "أطباء بلا حدود" قيام 6 مشافي تابعة لها بعلاج أكثر من 400 جريح.
قال أحد الشهود: "عندما وصلت، كانت هناك أكثر من 50 جثة محترقة يمكن التعرف على ملامحها، لكن مع اختفاء نصف الجسد واختفاء نصف الرأس، أما الباقين فكان من الصعب جدا معرفة من كانوا".
وفقا لمكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، مئات ممن قتلوا وجرحوا مدنيون. قال أحد الشهود إنه يعرف شخصيا أكثر من 45 مدنيا قُتل في الهجوم. من بين الضحايا 20 شخصا على الأقل مسؤولون رفيعو المستوى في حزب "المؤتمر الشعبي العام" التابع للرئيس السابق علي عبد الله صالح، ومن الحوثيين، المعروفين أيضا باسم "أنصار الله"، والمسؤولين العسكريين والأمنيين. بدأ التحالف بقيادة السعودية حملة جوية ضد الحوثيين والقوات الحليفة لهم في مارس/آذار 2015.
وفقا لقوانين الحرب، يكون الهجوم غير متناسب بشكل غير قانوني إذا كان يُتوقع للخسارة في أرواح المدنيين أو ضرر المباني المدنية أن تتجاوز الميزة العسكرية الملموسة والمباشرة المتوقعة من الهجوم. يُنظر فقط إلى العسكريين والمسؤولين المدنيين المشاركين في العمليات العسكرية ضد قوات التحالف على أنهم أهداف مشروعة.
تشكل انتهاكات قوانين الحرب الخطيرة المرتكبة بإرادة - أي عن قصد أو استهتار - جرائم حرب. أُعلن عن موعد ومكان انعقاد مراسم العزاء على صفحة جلال الرويشان على فيسبوك في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وذُكر أنه مفتوح للعامة. تعتبر فترة العصر، ساعة الهجوم، "وقت ذروة" في مراسم العزاء التي كانت فتوحة للعموم، ما يعني ازدحاما كبيرا. كان على قوات التحالف معرفة أن الهجوم على القاعة سيؤدي إلى خسائر جسيمة بين المدنيين رغم تجمع عدد من القادة رفيعي المستوى.
حددت هيومن رايتس ووتش الذخيرة المستخدمة على أنها قنبلة "جي بي يو - 12 بايفواي 2" (GBU-12 Paveway II) بوزن 225 كيلوغرام موجهة بالليزر وأمريكية الصنع. استند التحديد إلى استعراض صور ومقاطع فيديو لزعنفة التوجيه التي بقيت سليمة وعليها علامات المصنع وبقايا الذخيرة الأخرى. التقطت الصور والفيديو في موقع الهجوم مؤسسة "مواطنة" الحقوقية الرائدة، مقرها صنعاء، وصحفيون من قناة الإخبارية البريطانية "آي تي في"، وناشط محلي زار الموقع يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول.
وجد فريق من "مواطنة"، منظمة حقوقية رائدة مقرها صنعاء، بقايا ذخائر في الصالة الكبرى في صنعاء حيث هاجمت طائرات التحالف بقيادة السعودية مراسم عزاء في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2016.
توسيع وجد فريق من "مواطنة"، منظمة حقوقية رائدة مقرها صنعاء، بقايا ذخائر في الصالة الكبرى في صنعاء حيث هاجمت طائرات التحالف بقيادة السعودية مراسم عزاء في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2016.
نفت مصادر التحالف في البداية مسؤوليتها عن الهجوم، لكن أعلنت قوات التحالف، في اليوم التالي، أنها ستحقق في الحادث بدعم من الولايات المتحدة. ذكرت "بي بي سي" طلب المملكة المتحدة أن تشارك أيضا في التحقيق. مع ذلك، لم تكن تحقيقات التحالف السابقة حيادية أو شفافة، ولم تُنفذ ملاحقات قضائية علنية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، ولم يُنصف الضحايا.
في 12 أكتوبر/تشرين الأول، وجّه العاهل السعودي الملك سلمان "مركز الملك سلمان للإغاثة والمساعدات الإنسانية" للتنسيق مع التحالف والحكومة اليمنية والأمم المتحدة لتسهيل نقل ضحايا غارة 8 أكتوبر/تشرين الأول من اليمن إلى خارج البلاد لتلقي العلاج. لم يرفع المرسوم الملكي الحظر الشامل على الرحلات الجوية التجارية إلى صنعاء، المقام منذ أغسطس/آب.
منذ 26 مارس/آذار 2015، أجرى تحالف 9 دول عربية بقيادة السعودية، مع دعم عسكري مباشر من الولايات المتحدة ومساعدة من المملكة المتحدة، عدة غارات غير قانونية في اليمن. وثقت هيومن رايتس ووتش 58 غارة جوية غير مشروعة تسببت في خسائر مدنية في الأرواح والممتلكات، كما وثقت منظمات حقوقية أخرى والأمم المتحدة عشرات أخرى. أيضا، ارتكب الحوثيون وحلفاؤهم، بمن فيهم القوات الموالية للرئيس السابق صالح، انتهاكات خطيرة عديدة.
وفقا لمفوضية حقوق الإنسان، قُتل 4125 مدنيا وجُرح 7207 في اليمن بين مارس/آذار 2015 وأكتوبر/تشرين الأول 2016، أغلبهم بغارات التحالف الجوية. ذكرت المفوضية في أغسطس/آب أن الغارات الجوية كانت "أكبر سبب منفرد لسقوط ضحايا" خلال العام الماضي.
قالت هيومن رايتس ووتش إنه يجب ألا يكون للسعودية مكان في مجلس حقوق الإنسان الأممي. تسعى السعودية حاليا لإعادة انتخابها في المجلس وهي لا تواجه أية معارضة، وكانت قد استخدمت سابقا موقعها لعرقلة الجهود الرامية إلى إجراء تحقيق دولي في الانتهاكات الجارية في اليمن.
دور مفوضية حقوق الإنسان الاستقصائي المستقل محوري، وينبغي عرض النتائج التي توصلت إليها المفوضية بشأن الغارة على مراسم العزاء وباقي الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي من جانب جميع أطراف النزاع في اليمن أمام مجلس حقوق الإنسان في أقرب فرصة ممكنة. الولايات المتحدة، بوصفها طرفا في النزاع، مسؤولة قانونا عن دور قواتها في أي هجوم غير قانوني، وعليها إجراء تحقيق يتمتع بالمصداقية بشأن الانتهاكات المزعومة واتخاذ إجراءات تأديبية أو جنائية مناسبة.
قالت هيومن رايتس ووتش إن على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وباقي الحكومات إيقاف مبيعات الأسلحة إلى السعودية فورا ما لم توقف هجماتها غير القانونية وتحقق بمصداقية بتلك التي حدثت.
قالت ويتسن: "على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وباقي مساندي التحالف توجيه رسالة واضحة إلى السعودية بعدم رغبتهم في المشاركة في هذه الجرائم. يجب ألا يُترك المدنيون اليمنيون في وجه هذا الجنون ولو للحظة أكثر".
الغارة على مراسم العزاء
حضر مئات الأشخاص مراسم عزاء علي الرويشان، الشخصية العامة ووالد وزير الداخلية في الحكومة القائمة في صنعاء، في الصالة الكبرى. من بين الحضور زملاء وأصدقاء وأقارب المتوفى. عادة في اليمن، تشهد مآتم الشخصيات العامة حضورا كثيفا وتكون مفتوحة لجميع الذكور.
عادل الهارش، 41 عاما، والذي حضر العزاء مع صديقه، أخبر هيومن رايتس ووتش أن القاعة كانت "مكتظة بالناس من جميع طبقات المجتمع - عسكريين ومدنيين وشيوخ وأعيان وصحفيين". قرر الحربش وصديقه المغادرة بعد رؤيته للازدحام، لكنه عانى من صعوبة الخروج مع محاولة الحشود الدخول.
قال الهارش إنه حوالي الساعة 3:30 عصرا، وأثناء سيرهم خارجا، سمع صوت أزيز في السماء، تلاه "انفجار ضخم". بعد بضع دقائق، سقطت قذيفة أخرى. سمع صوت طائرة وفر من مكان الحادث.
لؤي الحيوتي، 27 عاما، موظف حكومي، كان يجلس في الجزء الخلفي من القاعة ويقدم العزاء إلى العائلة عندما سمع الانفجار. ضربت الذخيرة مقدمة القاعة وتسببت في انهيار السقف. قال إنه وقف واندفع هاربا من البناء.
قال "يوسف" (اسم مستعار)، مسؤول مدني في المؤتمر الشعبي العام المؤيد لصالح، إنه كان يبحث عن مكان للصلاة في القاعة عندما سمع صوت طائرة واصطدام إحدى الذخائر. قال: "انفجرت القاعة، وسقطت أرضا... كان اللهب يتزايد... كنت مغطىً بالتراب والدم".
قال عابد الباردة، طبيب، 31 عاما، إنه كان مع والده وابن أخيه و4 أشقاء داخل القاعة ينتظرون دورهم في تقديم العزاء لأسرة المتوفى عندما أطاح به الانفجار:
لم أتمكن من رؤية أي شخص... كان هناك غبار ودخان وصراخ كثير. هربنا كما البقية. كانت البوابة الخلفية مغلقة لكننا خلعناها. كنا على مسافة 20 مترا من الصالة الكبرى عندما حدث هجوم آخر فجأة. سمعت صوت طائرة.
قال البريده إنه سمع الذخائر انفجار قنبلتين إضافيتين بفاصل بضع دقائق قبل أن يلوذ بالفرار من المنطقة.
قال عبد الله الشامي، 35 عاما، رجل أعمال أصيبت ساقه في الهجوم:
كنت جالسا في الداخل في العزاء عندما وقعت الغارة الجوية... لم أستطع أن أرى من كان بجانبي، وكنت أبحث عن مخرج. كانت هناك جثث وأشلاء، وبعض الناس تحت الأنقاض... كان هناك أطفال في الداخل قبل الغارة، لكن لم أستطع أن أرى أيا منهم بعدها. رأيت فقط النور وركضت نحوه للهرب.
أصابت القنبلة الثانية من كان يحاول دخول المبنى لمساعدة الناجين من انفجار القنبلة الأولى. ذهب "أحمد" (اسم مستعار)، رجل أعمال في الثلاثينات طلب عدم الكشف عن هويته، إلى القاعة قبل وقت قصير من 4:00 عصرا للمساعدة في جهود الإنقاذ بعد اتصال عدد من أصدقائه به، ممن حضروا الجنازة، طالبين منه المساعدة. قال إن ابن عمه، الذي كان قرب القاعة عندما انفجار القنبلة الأولى، حاول الاندفاع لمساعدة الناجين. أطاح انفجار القنبلة الثانية بابن عمه بعيدا.
قال أحمد لهيومن رايتس ووتش: كان المشهد كارثيا، يفوق قدرتي على الشرح أو الوصف لك... كان هناك قتلى وجثث محترقة في كل القاعة... عندما وصلت إلى هناك، كانت هناك أكثر من 50 جثة محترقة، منها ما يمكنك التعرف عليه، لكن مع فقدان أجزاء كبيرة منها. أما البقية، فكان من الصعب جداً التعرف عليها.
قال أحمد إنه ساعد في حمل الجثث من تحت الأنقاض ووضعها في أكياس الجثث، في حين حاول آخرون في مكان الحادث إخماد النار المشتعلة في القاعة. رأى 7 أطفال على الأقل كانوا في القاعة، بعضهم أقرباء له، قد توفوا. قال إن 15 من أصدقائه أو أقاربه قتلوا، وأصيب 6 آخرين. كلهم مدنيين
المحاسبة
أعلنت قوات التحالف في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن "الفريق المشترك لتقييم الحوادث" سيحقق في الغارة بدعم من الولايات المتحدة. لم يلبِّ الفريق المعايير الدولية للشفافية والمصداقية والنزاهة. على التحالف بقيادة السعودية، ألا يحقق فحسب، بل ويتعاون مع تحقيقات الأمم المتحدة في الحادث.
استنكر المفوض السامي لحقوق الإنسان، زيد بن رعد الحسين، الهجوم على المأتم. وصف الهجوم بأنه "مشين" وكرر دعوته إلى إجراء تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني في اليمن. على المفوضية إجراء تحقيق فوري في الحادث وإطلاع مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة على نتائجه فورا.
لم تجر أي حكومة مشاركة في النزاع الدائر في اليمين أي تحقيقات موثوقة في جرائم الحرب المزعومة، كما يتطلب القانون الدولي، رغم تصاعد انتهاكات قانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدوليين من جانب كل الأطراف.
في سبتمبر/أيلول 2016، أصدر مجلس حقوق الإنسان قرارا بتنظيم مفوضية حقوق الإنسان لتحقيقين تكميليين، بمساعدة خبراء إضافيين في حقوق الإنسان، أو من اللجنة اليمنية المعينة بموجب المرسوم الرئاسي رقم 13 (2015)، والمدعومة من التحالف.
قالت هيومن رايتس ووتش إنه لم يكن لدى اللجنة اليمنية، التي ترفع تقاريرها إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي، إمكانية الوصول إلى جميع أنحاء البلاد. أظهرت أيضا غياب نزاهتها واستقلالها وفعاليتها، كما يتضح في التقرير الأول الذي ركز بشكل كامل تقريبا على انتهاكات الحوثيين والقوات المتحالفة معهم. ستكون الغارة على مراسم العزاء اختبارا لمصداقية اللجنة، لكن على الأمم المتحدة إجراء تحقيق مستقل خاص بها وتقديم تقرير بالنتائج إلى مجلس حقوق الإنسان في أقرب فرصة ممكنة لضمان محاسبة كل المسؤولين عن الغارة.
دور الولايات المتحدة
قالت هيومن رايتس ووتش إن الولايات المتحدة غدت طرفا في النزاع خلال الأشهر الأولى من القتال، مع تقديمها معلومات محددة حول الأهداف وتوفير الوقود جوا خلال غارات القصف. نقلت "رويترز" مؤخرا مناقشات داخلية بين مسؤولين أمريكيين حول ما إذا كان دعم الولايات المتحدة لقوات التحالف بقيادة السعودية يجعل منها مشتركة في الحرب، مع قلق من إمكانية أن يكون مسؤولون أمريكيون مسؤولين جنائيا عن جرائم حرب مرتكبة في اليمن.
قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي نيد برايس، مباشرة بعد الغارة على مراسم العزاء، إن الولايات المتحدة "منزعجة بشدة" من الحادث، "والذي إن تأكد، سيثير موجة من القلق حول الغارات التي تضرب المدنيين اليمنيين". أعلن برايس أن الولايات المتحدة بادرت "بمراجعة فورية لدعمنا، الذي قُلص بشكل كبير بالفعل، للتحالف الذي تقوده السعودية".
قالت هيومن رايتس ووتش إن استعراض الولايات المتحدة الدقيق لدعمها للتحالف هو خطوة إلى الأمام، لكنه لا يعفيها من المسؤولية المحتملة لأي عمليات عسكرية للتحالف شاركت فيها القوات الأمريكية وأسفرت عن ارتكاب جرائم حرب. يجب أن يكون التدقيق في الغارة على مراسم العزاء شاملا وشفافا، لكن على الولايات المتحدة أيضا دراسة دور قواتها في هجمات غير قانونية مزعومة أخرى في اليمن. قالت هيومن رايتس ووتش إن على الكونغرس الأميركي ممارسة رقابة أكثر فاعلية على تورط الولايات المتحدة في النزاع في اليمن، من خلال، مثلا، عقد جلسات تحقيق في دورته المقبلة.
وثقت هيومن رايتس ووتش مرارا استخدام التحالف لأسلحة تنتجها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بما فيها الذخائر العنقودية، في هجمات غير القانونية في اليمن. لا تزال الولايات المتحدة تبيع أسلحة إلى السعودية، حيث وافقت على ما قيمته أكثر من 20 مليار دولار من الأسلحة في 2015، رغم تزايد الإدراك بإمكانية استخدام التحالف هذه الأسلحة بشكل غير قانوني. شملت 3 عمليات أسلحة أمريكية عامي 2015 و2016، تقدر قيمتها بنحو 3 مليارات دولار، تجديد ترسانة الأسلحة السعودية المستخدمة في اليمن.
تستمر الحكومة البريطانية أيضا في بيع أسلحة إلى السعودية، رغم تزايد الضغوط البرلمانية عليها بسبب دعمها الحملة العسكرية السعودية والأدلة على استخدام أسلحة بريطانية الصنع في اليمن. بحسب منظمة "الحملة ضد تجارة الأسلحة" - ومقرها لندن - وافقت الحكومة البريطانية على مبيعات عسكرية للسعودية بقيمة 2.8 مليار جنيه إسترليني منذ مارس/آذار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.