فيما أعلن مدير العلاقات الاقتصادية الدولية بوزارة الصناعة والتجارة د.عبدالغني حميد: إن اليمن نجح في إعادة تصنيع تكنولوجيا ألمانية حديثة تضاعف كميات إنتاجه من العنب وجودة تحويله إلى زبيب في زمن تجفيف أقل، ومن دون مشقة الجهد المبذول في طرق التجفيف التقليدية التي تضطر المزارع إلى استنفار جهد أفراد عائلة المزارع في حماية العنب من الطلعات الجوية للطيور ، أو حتى من الظواهر الطبيعية كالأمطار والرياح وغيرها ، كشفت دراسة علمية حديثة أعدها اختصاصيون زراعيون أن (7) مليار ريال (350) مليون دولار حجم الخسائر التي يتكبدها اقتصاد اليمن سنوياً جراء فاقد ما بعد الحصاد لمحاصيل الموز والبصل . . وقال د.عبدالغني حميد أن الوزارة بالتنسيق مع كلية الهندسة بجامعة صنعاء ومعاهد التعليم الفني والتدريب المهني والاتحاد التعاوني الزراعي اليمني نجحت في تصنيع أول نسخة محلية مطابقة لتقنية ألمانية متخصصة بتجفيف المحاصيل الزراعية والأسماك وتتطلع إلى تعميمها محلياً بين أوساط المزارعين وصيادي الأسماك في خمس سنوات من الآن. تزامن هذا النجاح بصنعاء جاء مع ما أشارت إليه الدراسة التي صدرت مؤخرا عن قسم الاقتصاد والإرشاد الزراعي بكلية ناصر للعلوم الزراعية بلحج- جامعة عدن وهو أن محاصيل الخضار والفاكهة أكثر عرضة للتلف والفساد إذ أن معدل الفاقد من محصولي البصل والموز تصل إلى (42.9%) و(45.3%) على التوالي من حجم الإنتاج . وقدرت الخسائر الاقتصادية جراء ذلك قرابة (4) مليارات ريال في محصول البصل و(3) مليار ريال في محصول الموز من إجمالي حجم المحصول في اليمن خلال عام واحد .. ناهيك عن بقية المحاصيل الزراعية الأخرى والخسائر التي يتحملها المستهلك بدفع ثمن الفاقد من خلال أسعار السلع المستهلكة والخسائر غير المباشرة التي تصيب المنتج لهذه السلع . وعزت الدراسة أهم أسباب ارتفاع معدل فاقد ما بعد الحصاد في محاصيل الخضار والفاكهة إلى عدم النضج والإضرار أثناء الجمع وعدم كفاية الفرز والأضرار الناتجة عن سوء التعبئة في مراحل الإعداد والتسويق وأثناء النقل والظروف التي تتعرض لها أثناء التسويق وغيرها من الأسباب . وخلصت الدراسة إلى غياب الاهتمام بالخدمات التسويقية في اليمن كالفرز والنقل المناسب والخزن والتعبئة والتغليف .. ألخ واقتصار نظام التسويق في اليمن على التجميع والنقل والتداول من الموقع مروراً بالسوق وحتى المستهلك يؤدي إلى إهدار كمية هائلة من حجم الإنتاج مما يسبب خسائر كبيرة للدخل المحلي الزراعي ، وزيادة كبيرة في أسعار السلع لتعويض خسائر العاملين في تداول هذه السلع . وتتصدر اليمن قائمة المنتجين والمصدرين للموز على المستوى العربي على مدى السنوات الخمس الماضية. وأشارت البيانات الإحصائية الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء إلى أن قيمة انتاج الموز ارتفعت من حوالي خمسة مليارات و658 مليون ريال إلى نحو ستة مليارات و322 مليون ريال ، وقفزت خلال العام 2005 إلى أكثر من سبعة مليارات و510 ملايين ريال . وبالعودة إلى التقنية الألمانية التي نجحت اليمن بها في محصول العنب فهي عبارة عن مجفف حديث متعدد الأغراض، يتسع لنصف طن من المحاصيل والأسماك، ويعمل بالطاقة الشمسية ويمكن تشغيله ليلاً بالتيار الكهربائي، وتم تركيبه في يونيو الماضي بمديرية "بني حشيش"، إحدى أشهر مواطن زراعة العنب اليمني بأصنافه الرئيسية: البياض، الجبري، الرازقي، الأسود والعاصمي، وأثبتت تجارب اختبارها نتائج إيجابية جداً، شجعت للتفكير جدياً في إمكانية تصنيعها محلياً نظراً لتكلفتها المتجاوزة إمكانيات المزارعين. ونقلت صحيفة الخليج عن مدير العلاقات الاقتصادية الدولية بوزارة الصناعة والتجارة اليمنية والمنسق الوطني لمشروع دعم البناء المؤسسي الصناعي د.عبدالغني حميد قوله : إن نتائج التجربة تمثلت في اختصار فترة التجفيف من 60 يوماً للعنب الأسود إلى ستة أيام، ومن 45 يوماً للعنب الأبيض إلى ثلاثة أيام، ومن 15 يوماً للبصل والطماطم والتفاح وعنب الفلفل (العَنْب) والمانجو والأسماك إلى يوم واحد فقط ؛ مع مضاعفة كمية المنتجات المجففة، ومن دون مشقة استخدام طرق التجفيف التقليدية. وأوضح أن استخدام المجفف الشمسي حقق جودة إنتاج أعلى، لوناً ومذاقاً وقيمة غذائية، مقارنة بجودة المواد المجففة بالطرق التقليدية التي تكون غالباً عُرضة للأتربة وتطفل الحشرات، ويفتقد تجفيفها مقدرة التحكم بمسألة الرطوبة والمياه في المواد، وغيرهما مما يقلل جودتها، ورأى أن "تعميم هذه التكنولوجيا محلياً سيعزز مقدرة منتجات المزارعين وصيادي الأسماك المجففة للمنافسة بقوة في الأسواق العربية والعالمية. لكن تعميم المجفف الألماني محلياً لم يكن ممكناً قياساً بتكلفته التي تبلغ نحو أربعة ملايين ريال (20 ألف دولار)، وهو ما دعا 19 فنياً من كلية الهندسة بجامعة صنعاء والمعاهد التقنية حازوا تدريب خبراء منظمة اليونيدو ب، لمحاولة صنع نسخة محلية من المجفف الألماني بالمواصفات نفسها. وحسبما يقول د. حميد لذات الصحيفة فإن الكوادر المحلية استطاعت في النهاية وبمواد محلية صنع نسخة محلية مطابقة للمجفف الألماني وبتكلفة تصنيع تصل إلى النصف تقريباً. وحتى الآن تم تركيب جهازي التجفيف الألماني والمحلي في اثنين من أشهر مواطن زراعة العنب، وتأجيرهما لجمعيتين زراعيتين مقابل 20 ألف ريال (100 دولار) شهرياً ولمدة خمس سنوات، تنتقل بعدها ملكية الجهازين للجمعيتين.