وافق مجلس الأمن الدولي في قمة ترأسها الرئيس الأميركي باراك أوباما امس الخميس بالإجماع على قرار يتخيل عالما خاليا من الأسلحة النووية. ودعا القرار أيضا الى وضع حد لانتشار الأسلحة الذرية لكنه لم يذكر اسمي إيران أو كوريا الشمالية اللتين تعتبرهما دول الغرب أكبر تهديد ذري. ومع ذلك فان رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي دعيا الى فرض عقوبات أشد على إيران لتحديها مطالب الأمم المتحدة بوقف نشاطها النووي الحساس. وترأس اوباما الاجتماع الذي استغرق ساعتين في مقر الأمم المتحدة في مانهاتن وهي المرة الأولى التي يرأس فيها رئيس أميركي قمة لمجلس الأمن منذ تشكيله في عام 1946. وكانت هذه هي المرة الخامسة فقط التي يجتمع فيها المجلس على مستوى رؤساء الدول والحكومات والأولى التي تركز أساسا على الانتشار النووي ونزع السلاح. وقال أوباما (دعوت إلى هذه القمة حتى نستطيع أن نعالج على أعلى مستوى التهديد الرئيسي لأمن جميع الأمم وجميع الشعوب وهو انتشار واستخدام الأسلحة النووية). وأضاف (هذه المؤسسة تأسست في فجر العصر الذري لأسباب منها أن قدرة الإنسان على القتل ينبغي احتواءها ومع اننا تفادينا كابوسا نوويا خلال الحرب الباردة فأننا نواجه الآن انتشارا على قدر من الاتساع والتعقيد يتطلب استراتيجيات وطرق تناول جديدة). سنة حاسمة ام انتقادات متصاعدة وقال أوباما إن السنة القادمة ستكون (حاسمة قطعا) في تحديد ما إذا كانت الجهود لوقف انتشار واستخدام الأسلحة النووية ستكلل بالنجاح. ودعا مشروع القرار إلى بذل (المزيد من الجهود في مجال نزع السلاح النووي) من أجل التوصل إلى (عالم خال من الأسلحة النووية) ودعا كل الدول التي لم توقع معاهدة منع الانتشار النووي لعام 1970 الى توقيعها. من جانبهم اعتبر منتقدو القرار انه خلا من بنود ملزمة تتطلب من الدول النووية اتخاذ خطوات ملموسة لنزع السلاح .. وقال جون بوروز الذي يدير لجنة المحامين الخاصة بالسياسة النووية ان القرار لم يفعل شيئا لبدء عملية نزع السلاح. وكل الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وهي الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين لديها قنابل ذرية. وشكا الموقعون على معاهدة منع الانتشار النووي الذين لا يمتلكون ترسانات نووية لعشرات السنين من أن القوى النووية الرسمية في العالم أخفقت في أن ترتفع إلى مستوى التزاماتها في الوقت الذي تسعى فيه الى منع الدول الاخرى من الانضمام الى (النادي النووي). وفيما قال دبلوماسيون بالأمم المتحدة إن الولايات المتحدة امتنعت عن ذكر أسماء دول في القرار لتفادي الخلاف مع روسيا والصين ، غير ان براون وساركوزي لم يبديا مثل هذا الخوف في خطابيهما امام المجلس. وقال براون (مع تنامي الادلة على انتهاكها الاتفاقيات الدولية فأننا ينبغي ان نبحث الان فرض عقوبات اشد بكثير عليها). وكانت الولايات المتحدة وألمانيا من بين القوى الغربية التي دعت الى استهداف قطاع الطاقة الإيراني. اما ساركوزي فقال (إذا كانت لدينا الشجاعة لتشديد وفرض العقوبات معا ضد من ينتهكون قرارات مجلس الأمن .. فسنضفي ذلك مصداقية على التزاماتنا نحو خفض الاسلحة النووية في العالم). وتقول إيران ان برنامجها النووي سلمي وترفض مطالب الأمم المتحدة بوقفه. وفي بيان يرد على مناقشات المجلس قالت إيران إنها مستعدة للمحادثات لكنها حذرت من انها ستفشل اذا لم يتخل الغرب عن (المطالب غير المشروعة). وقال دبلوماسيون ومحللون ان القرار الأميركي بترتيب القمة يسلط الضوء على التحول الحاد في سياسة نزع السلاح لحكومة اوباما. وكان جورج بوش سلف اوباما قد اغضب الكثير من اعضاء معاهدة حظر الانتشار بتجاهل التزامات نزع السلاح التي قامت بها الحكومات الأميركية السابقة. ودعا القرار أيضا (دولا اخرى)خارج المعاهدة إلى الانضمام إلى جهود نزع السلاح للمساعدة في التخلص من القنابل الذرية في العالم. وهذه الدول التي لم يذكر اسمها في القرار هي باكستان والهند اللتان لم توقعا على المعاهدة لكن لديهما اسلحة نووية واسرائيل التي لا تنفي ولا تؤكد امتلاكها لأسلحة نووية لكن يعتقد ان لديها ترسانة كبيرة. وانسحبت كوريا الشمالية من المعاهدة حظر الانتشار في عام 2003 وأجرت أول تجربة نووية في عام 2006 وأخرى في أوائل العام الحالي. ودعا القرار أيضا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى التصديق على معاهدة تمنع إجراء التجارب النووية وتأييد إجراء مفاوضات بشأن حظر إنتاج المواد الانشطارية من اجل صنع الرؤوس الحربية.