أصدرت محكمة الصلح في القدس حكما بسجن الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في إسرائيل لمدة 9 أشهر تبدأ في نهاية شهر شباط/فبراير المقبل. وكان قد حكم على صلاح في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بالإبعاد عن مدينة القدس لمدة شهر بعد اعتقاله لأيام بتهمة التحريض على العنف. وجاء ذلك ضمن الاحتجاجات التي يترأسها صلاح ضد أنشطة إسرائيل الإستيطانية في المدينة وأعمال البناء التي تمارسها في محيط المسجد الأقصى. وأفادت الأنباء بأن الشيخ رائد صلاح اعتقل خلال مواجهات جديدة بين الشرطة الإسرائيلية والمحتجين الفلسطينيين في حي وادي جوز في القدس الشرقية. وجاء الاعتقال بعد أن دعا سلفان شالوم نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال مقابلة اذاعية لراديو الجيش الاسرائيلي إلى بسط السيادة الاسرائيلية بشكل أكبر على شرقي القدس وتصنيف الحركة الاسلامية بقيادة رائد صلاح كحركة خارجة عن القانون. وكانت أحياء القدس الشرقية قد شهدت خلال الأيام الماضية اشتباكات عنيفة بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين المحتجين على حصار فرض على المسجد الأقصى. واتهم مسؤول فلسطيني بارز اسرائيل بتعمد خلق وضع "خطير جدا" في القدس الشرقية لإثارة العنف وتبرير اجراءات صارمة واحكام قبضتها على مدينة القدس المتنازع عليها. وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات في بيان رسمي إن إسرائيل تقوم "باشعال الكبريت آملة في ايقاد النار وتعمل عمداً على تصعيد التوتر في مدينة القدس المحتلة عوضاً عن اتخاذ خطوات لتهدئة الوضع." يشار إلى أنه في 26 سبتمبر/ أيلول الماضي، حاول عشرات من أتباع حركة امناء جبل الهيكل اقتحام المسجد الأقصى فتصدى لهم المصلون المسلمون مما أدى لاندلاع مواجهات في مدينة القدس وبالتحديد في محيط الحرم. وحينها، حملت الشرطة الإسرائيلية الفلسطينيين مسؤولية المواجهات. وتعد حركة "امناء جبل الهيكل"، وهو المسمى الذي يطلقه اليهود على منطقة الحرم، من أكثر الحركات تشددا في اسرائيل وقد عقدت اجتماعات مؤخرا وناشدت اليهود دخول باحات المسجد الاقصى لاداء الشعائر الدينية وجمعت تبرعات لبناء الهيكل اليهودي مكان المسجد الاقصى وقد عرضت المجسم الهندسي للهيكل. وتسعى الحركة الناشطة منذ سنوات باستمرار لدخول الاقصى لكن الشرطة الاسرائيلية كانت تمنع أتباعها إلا أنها هذه المرة نجحت ولو لدقائق معدودة. يذكر أن الانتفاضة الفلسطينية الثانية في سبتمبر/ايلول 2000 اندلعت شرارتها في المنطقة عندما زار رئيس الوزراء السابق أرييل شارون المسجد الأقصى، قبل أن يتولى رئاسة الحكومة