تواجه اليمن تحديات كبيرة على صعيد تأمين الأوضاع بشأن تحقيق استضافة آمنة للبطولة الخليجية المقرر إقامتها في عدن وأبين في نوفمبر من العام الجاري. ويبدو أن مماحكات تحمل أهدافاً ذات طابع سياسي كانت وراء تسريب أنباء عن وجود تفجير في ملعب الوحدة بأبين بقنبلة صوتية هزت أرجاء وضواحي الملعب الذي يجري العمل فيه بهدف الانتهاء منه في أكتوبر من العام الجاري، حيث يسعى بعض المحسوبين على فصائل انفصالية إثارة البلبلة بشأنه، وبما يضر بخطوات الاستضافة التى تمضي السلطات اليمنية بثقة لتقديمها. وكان مدير مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة حسين البهام نفى وجود محاولة تفجير في الملعب الرئيسي معتبراً الحديث عن هذا الجانب مجرد إشاعات كاذبة، موجهاً الدعوة لمختلف وسائل الإعلام زيارة الملعب والتأكد من سلامته ومراقبة أعمال البناء التي تسير بصورة طبيعية في الوقت الراهن. ونقلت صحف خليجية أنباء عن مصادر مقربة من الحدث أن عاملاً قام بإلقاء قنبلة صوتية في أرجاء الملعب أثارت ذعر العاملين الموجودين بكثافة في محيط الملعب لإنهاء العمل في وقته المحدد، وتحفظت القوات الأمنية على العامل الذي قالت السلطات إن دوافعه مجهولة. وقال مصدر إعلامي في الاتحاد اليمني لكرة القدم ل(الشبيبة): إن أنباء التفجيرات شائعة ولا أساس لها من الصحة معتبراً أن الأمور تسير بشكل جيد، والعمال يواصلون أعمال البناء بصورة اعتيادية وفقا للبرنامج اليومي للأعمال. وتسعى اليمن في الوقت الراهن إلى مضاعفة جهود البطولة حيث أعدت خطة أمنية محكمة خلال البطولة لتوفير أفضل معايير السلامة للوفود المشاركة في خليجي 20 . وعلى صعيد التجهيزات الفنية وصل الفنان عبدالرب إدريس إلى صنعاء أمس الأول في زيارة تستغرق عدة أيام بهدف توقيع العقد الخاص بالعمل الذي سيقوم به والمتمثل في إعداد ألحان للوحة الفنية الخاصة بافتتاح بطولة خليجي 20 ، وأعرب إدريس عن سعادته بهذا الاختيار موجها أمله في أن تقدم اليمن لوحة فنية تليق بتاريخها وموروثها الحضاري. وعلى صعيد ترتيب بروفة مصغرة لأجواء البطولة الخليجية، سعى الاتحاد اليمني لكرة القدم لإقامة بطولة مصغرة تضم منتخبات عديدة بهدف الوقوف على مستوى لاعبيه، وتهيئة الأجواء النفسية الملائمة الخاصة بالأعمال والتجمعات الكروية. وبحثت اليمن إقامة مباريات ودية لتطوير مستوى المنتخب من كافة النواحي، إلا أن المنتخب اليمني فوجئ باعتذارات متكررة من عدة منتخبات أبرزها المنتخب السوداني والمنتخب الكويتي ومنتخب الإكوادور، لذا فإن المنتخب اليمني بقيادة المدرب الصربي ستريشكو يسعى إلى تنظيم بطولة ودية خلال مايو الجاري تضم منتخبات السلطنة ومصر وبوليفيا ومقدونيا وبوركينا فاسو. ولم يؤكد المنتخب المصري مشاركته حتى اللحظة في البطولة الودية، في حين يستعد منتخب السلطنة للمشاركة في هذه البطولة التي ستقام في العاصمة اليمنية صنعاء وقد حدد لها الفترة من 9 الى 15 مايو الجاري، وحتى اللحظة يمكن اعتبار هذا التاريخ لبطولة الوحدة الدولية غير مؤكد وقابل للتغيير. ويبدو أن منتخب السلطنة سيشارك بالفريق الرديف وفق الأسماء التي أعلن عنها المدرب الفرنسي كلود لوروا صباح أمس، في طريق تجريب مزيد من العناصر التي يمكن أن تشكل الأسماء الجديدة والبديلة وسط مطالبات متكررة بإيجاد قاعدة من الأسماء التي يمكن أن تحل في مكان المحترفين الذين يحتاجون لقاعدة جديدة من الأسماء الإضافية. وتمضي اليمن بخطوات واثقة لتنظيم البطولة الخليجية التي أثارت المزيد من الجدل في الأوساط الرياضية الخليجية، حيث أعلنت اليمن تزويد محافظة عدن بمولدات طاقة كهربائية إضافية بما يتناسب مع قدرات التشغيل خلال موعد البطولة علما أن اليمن تعاني عجزاً كبيراً في توليد الطاقة الكهربائية. وفي سياق الحديث عن البطولة يتحدث مسؤولون في أروقة بعض الاتحادات الخليجية عن ضرورة تأجيل موعد خليجي 20 لمدة عام وهو طلب إماراتي في المقام الأول لا يزال محل دراسة، باعتبار أن المنتخب الإماراتي سيكون مرتبطاً ببطولة الألعاب الآسيوية بجوانزوا، في حين يتوافق موعد خليجي 20 مع مشاركة المنتخب السعودي في كأس أمم آسيا، ونقلت وسائل إعلامية خليجية أمس أن غالبية الدول الخليجية طالبت بتأجيل موعد البطولة الخليجية عاما إضافيا لأسباب لا تتعلق فقط بعدم جاهزية اليمن فحسب بل تمتد إلى مسألة التزامات دول خليجية عديدة بارتباطات أخرى. وكانت اليمن أنفقت قرابة مليار دولار أمريكي في طريق الإعداد للحدث الرياضي، حيث عمدت إلى إنشاء منشآت إيوائية وملاعب جيدة بالإضافة إلى أعمال صيانة في ستة ملاعب مصغرة وسط مدينة عدن، ما استدعى أيضا إعادة تعشيب هذا الملاعب بالعشب الصناعي وفق أحدث المواصفات التي وضعها الفيفا. ويشمل ذلك الإنفاق على ملعب الوحدة الدولي في أبين بحيث تبلغ تكلفته أكثر من 252 مليون دولار أمريكي بالاضافة إلى إعادة تأهيل ملاعب أندية عدن وتجهيزها لتدريبات المنتخبات الخليجية بتكلفة أكثر من 21 مليون دولار أمريكي. وكذلك إعادة تأهيل ملعب 22 مايو بعدن لاستضافة عدد من المباريات وتجهيز مركز إعلامي مجهز بأحدث التقنيات الحديثة من كاميرات جوية وشبكات اتصالات حديثة وكذلك المنصة الرئيسية وتزويده بالعشب الصناعي بتكلفة تعادل 45 مليون دولار. وأيضا تأهيل وبناء وإنشاء 9 فنادق وسكن راق ومجمعات سكنية على أحدث طراز خاضعة للمواصفات الدولية ولمواصفات بطولات الخليج بقيمة 420 مليون دولار أمريكي. وبلغت القيمة الإجمالية للإعداد والاستعداد لجميع التجهيزات باليمن لاستضافة خليجي 20 ما يقارب مليار دولار أمريكي أي ما بما يعادل 38 مليارا و600 مليون ريال يمني. أما بالنسبة للملاعب التي يتم تأهيلها للمنتخبات الخليجية لأداء تدريباتها اليومية، فهي ملعب نادي شمسان بمديرية المعلا ويتسع ل3000 متفرج، وملعب نادي شباب الشعلة بمديرية بريقه ويتسع ل3000 متفرج، كما أن هناك مجمعا فندقيا خمس نجوم يحتوي على 300 غرفة و7 أجنحة ومجمع ايو فالنسيا أربع نجوم، وفندق عدن الذي يحتوي على 210 غرف، وأكثر من 2000 شقة فندقية مفروشة في عدن ستكون جاهزة للجماهير الخليجية، وأكثر من 200 فندق ستكون جاهزة للسكن من قبل الجماهير الخليجية. كما توجد فنادق وشقق مفروشة خارج محافظة عدن وقريبة من الملاعب الخاصة للمنتخبات الخليجية. *( الشبيبة العمانية )