تبذل اليابان قصارى جهدها لتجنب كارثة نووية والاهتمام بملايين اليابانيين المحرومين من الكهرباء والماء بعد ثلاثة ايام من زلزال مدمر وموجات مد عاتية أودت بحياة أكثر من عشرة الاف شخص في أكبر مأساة وطنية منذ الحرب العالمية الثانية. ويعود ثالث أكبر اقتصاد في العالم الى العمل يوم الاثنين وقد أصيبت الامة اليابانية بجرح غائر بعد أن استيقظت على بلدات محيت بالكامل من على الخريطة بفعل جدار هائل من مياه المحيط مما اثار جهودا دولية ضخمة للاغاثة الانسانية. ووصف رئيس الوزراء ناوتو كان بحزن بالغ الازمة في اليابان بأنها الاسوأ منذ 1945 في حين أكد مسؤولون ان ثلاثة من المفاعلات النووية تواجه خطر ارتفاع درجة حرارتها مما يثير المخاوف من حدوث تسرب نووي يصعب السيطرة عليه. وقال كان في مؤتمر صحفي "الزلزال وموجات المد والحادث النووي هي اكبر ازمة واجهتها اليابان في 65 عاما منذ الحرب العالمية الثانية. " وأضاف ان العالم "يراقبنا نحن الشعب الياباني لمعرفة ما اذا كنا سنتمكن من تجاوز هذه الازمة." وتحدث رئيس الحكومة بينما كان المسؤولون يستميتون في محاولات مضنية لوقف ارتفاع حرارة قضبان الوقود النووي في المفاعلات التي تضررت من الزلزال. وفي حالة فشلهم في تبريد القضبان فانهم يواجهون خطر انصهار الاغلفة الحاوية لقلب المفاعل او انفجاره مما يتسبب في انطلاق المواد المشعة. وتتركز الازمة الاكثر خطرا في مجمع فوكوشيما دايتشي حيث يخشى من ارتفاع حرارة ثلاثة مفاعلات وحيث تقول السلطات انها اضطرت لتفريغ البخار النووي في الهواء لتخفيف ضغط المفاعل. وشهد المجمع الذي يقع على بعد 240 كيلومترا شمالي طوكيو انفجارا يوم السبت دمر سقف البناية التي تضم أحد المفاعلات. ولم تستبعد الحكومة وقوع المزيد من الانفجارات هناك لكنها قالت ان ذلك لن يؤدي بالضرورة الى تأثر أجسام المفاعلات. ولجأت السلطات لضخ مياه البحر على المفاعلات الثلاثة في المجمع لتبريدها. ويعود مفاعل فوكوشيما الذي شهد الانفجار الى 40 عاما وكان من المفترض ان يخرج من الخدمة في فبراير شباط لكن ترخيص تشغيله مد لعشر سنوات اضافية. وقال كان ان الازمة لا تشبه حادث تشيرنوبل في اشارة للكارثة النووية التي وقعت في اوكرانيا عندما كانت تحت الحكم السوفيتي عام 1986. ونقلت وكالة جيجي للانباء عنه قوله "تم تفريغ الاشعاع في الجو لكن ليست هناك تقارير عن ان كمية كبيرة قد افرغت. وهذا يختلف تماما عن حادثة تشيرنوبل." ومع ذلك نصحت فرنسا رعاياها بمغادرة منطقة طوكيو مشيرة الى خطر وقوع المزيد من الزلازل ومخاطر أي تسرب من المنشات النووية. ونقلت هيئة الاذاعة والتلفزيون اليابانية عن مسؤول بالشرطة قوله ان اكثر من عشرة الاف شخص ربما قتلوا حينما اجتاحت امواج المد العاتية التي سببها زلزال يوم الجمعة وبلغت قوته 8.9 درجة الساحل لتحول بلدات كاملة الى أنقاض. وقالت الحكومة ان التيار الكهربائي انقطع عن نحو مليوني منزل في الشمال الذي وصلت البرودة فيه الى درجة التجمد. وانقطعت المياه عن نحو 4 ر1 مليون شخص وقالت وكالة كيودو للانباء انه تم اجلاء نحو 300 ألف شخص عن ديارهم في انحاء اليابان رويترز
