تواصلت بيانات النعي الرسمية والحزبية والقومية في رحيل الدكتور عبدالقدوس يحيى المضواحي أحد مؤسسي التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وعضو لجنته المركزية والذي وافته المنية في العاصمة المصرية القاهرة أثر نوبة قلبية مفاجئة وبعد معاناة من المرض، فيما أعلن انه سيتم مواراته الثرى ظهر اليوم السبت في مقبرة خزيمة بعد الصلاة عليه في جامع الخير جوار منزله بحي الصافية بصنعاء. وكان جثمان الفقيد الراحل وصل إلى صنعاء مساء الجمعة قادما من القاهرة حيث كان يعالج، بعد أن أجرى عدة عمليات جراحية قلبية في دمشق وبيروت والقاهرة. ويعد الدكتور عبد القدوس المضواحي أحد القيادات الناصرية التاريخية وأحد مؤسسي التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في اليمن وأحد أبرز قادة المعارضة اليمنية في عهد الرئيس علي عبد الله صالح منذ أواخر السبعينات. ولد الدكتور عبد القدوس المضواحي عام 1948 في قرية المصنعة مديرية السدة محافظة إب، وتلقى تعليمه الابتدائي في كتاب القرية، وانتقل للدراسة في صنعاء عام 1957 حيث التحق بالقسم الداخلي للمدرسة المتوسطة (جمال جميل حاليا). وكان من أبرز قادة الحركة الطلابية المناوئة للحكم الإمامي قبل ثورة 26 سبتمبر 1962، كما من أبرز المدافعين عن الثورة في وجه القوى المعادية لها. درس المضواحي الطبَّ في جامعة كييف في الإتحاد السوفياتي ليعود إلى اليمن ويشارك في تأسيس التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وأنتخب عضواً في لجنته المركزية منذ عام 1974 ليتولى على مدى سنوات أمانة الدائرة السياسية في التنظيم. في حركة التصحيح (13 يونيو 1977) التي قادها الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، كان المضواحي عضواً في لجنتها القيادية، كما كان أحد قادة انقلاب 15 أكتوبر 1978 الناصري ضد نظام علي عبد الله صالح، وبعد فشل الحركة غادر صنعاء ليقيم في عدن ويؤسس مع عدد من رفاقه جبهة 13 يونيو للقوى الشعبية التي كان أحد قادتها. عاد إلى صنعاء بعد اتفاقية الكويت عام 1986 وبقي على مواقفه المعارضة الصلبة للنظام وذلك بعد أن أمضى سنوات متنقلاً بين عدد من العواصم العربية والأجنبية لحشد التأييد للمعارضة اليمنية ولبناء علاقات وثيقة مع عدد كبير من قوى حركة التحرر العربية والعالمية. أصبح عضواً في مجلس النواب اليمني الموحد بعد قيام الوحدة بين شطري اليمن في أيار/مايو 1990، كما بات أحد رموز تحالف المعارضة اليمنية وعضواً مؤسساً لمعظم أطرها السياسية كالتكتل الوطني للمعارضة، ومجلس التنسيق الأعلى، واللقاء المشترك. أما على الصعيد القومي فقد كان المضواحي عضواً مؤسساً في المؤتمر القومي العربي في ربيع 1990، وأنتخب عضواً في أمانته العامة على مدى دورات عدة منذ عام 1994 حتى عام 2009. كما شارك في تأسيس المؤتمر القومي الإسلامي في عام 1994 واختير عضواً في لجنة المتابعة عدة مرات، ولعب دوراً في التقريب بين تيارات الأمة القومية والإسلامية واليسارية والليبرالية الوطنية داخل اليمن. حضر العديد من الندوات الفكرية والسياسية العربية والدولية، كما شارك في التحضير للعديد من الملتقيات العربية والدولية لنصرة القضية الفلسطينية كملتقى القدس المنعقد في اسطنبول (2007)، وملتقى حق العودة المنعقد في دمشق (2008)، وملتقى نصرة وحدة السودان في الخرطوم (2009)، وملتقى الجولان المنعقد في القنيطرة (2009)، وملتقى دعم المقاومة المنعقد في لبنان (2010)، وملتقى نصرة الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال المنعقد في الجزائر (2011). الراحل الدكتور عبد القدوس المضواحي متزوج وله ستة أبناء وبنات. وتوفي الخميس (5/1/2012) في القاهرة بعد معاناة من المرض... تغمد الله الفقيد بواسع الرحمة والمغفرة وآلهم أهله وزملائه وذويه الصبر والسلوان.... ومن اسرة تحرير الوطن اليمنية العزاء لأهله وأصدقائه ومحبيه في مصابهم الجلل.