- تتزايد حالات الانتحار في اليمن يوماً بعد يوم حتى كادت تصبح ظاهرة إجتماعية ، ويبرر علماء النفس هذه الظاهرة بالظروف المعيشية الصعبة والاجتماعية المعقدة إضافة إلى الخلافات الأسرية المتفاقمة. ورصدت أجهزة الشرطة 16 حالة وفاة في حوادث انتحار وقعت خلال شهر أغسطس الماضي من ضمنها 3 حالات وفاة بين أحداث تتراوح أعمارهم بين 10-17 عاماً. وأوضحت الداخلية أن 8 حالات انتحار أقدم عليها أشخاص تراوحت أعمارهم بين 19-40 عاماً من ضمنهم 3 إناث تراوحت أعمارهن بين 20-27 عاماً, فيما تراوحت أعمار 5 من المنتحرين بين 40-60 عاماً. ويستخدم المنتحرون الأسلحة النارية لإنهاء حياتهم بأيديهم, وأستخدم الحبال والأقمشة لشنق أنفسهم, أوالتردي إلى دخل بئر. وأشار التقرير إلى أن حوادث الانتحار المرصودة خلال الفترة نفسها قد امتدت إلى 10 محافظات من محافظات الجمهورية تصدرتها محافظة ذمار ب3 حوادث, وسجل معدل حادثتين في كل من أمانة العاصمة ومحافظات تعز, حجة, إب, ومعدل حادثة انتحار واحدة في كل من محافظات عمران, لحج, مأرب, صنعاء, المحويت. وكانت إحصائية رسمية صادرة عن وزارة الداخلية أوضحت أن التقارير الأمنية اليومية خلال الفترة من الأول من يناير وحتى 30 يونيو 2012 عن وقوع 118 حادثة انتحار، منها 51 حادثة ارتكبت عن طريق الشنق باستخدام الحبال والأقمشة . وكشفت الداخلية مطلع العام الحالي عن أن 235 شخصا وضعوا حدا لحياتهم بالانتحار خلال العام 2011 مقابل 292 انتحروا في 2010 . ويرجع خبراء علم النفس وعلم الاجتماع ان الظروف الاقتصادية الصعبة في اليمن تعد السبب الرئيسي وراء لجوء البعض للانتحار، إضافة إلى عوامل أخرى منها: الامراض النفسية, وضعف الوازع الديني، وإدمان الخمور والمخدرات ،التأثر بتقافات دخيلة على المجتمع اليمني , وهو ما يؤدي إلى حالة تفسخ أخلاقي ونفسي يمكن أن تنتهي بالبعض إلى الانتحار . لكن ما يثير قلق ومخاوف المختصين والمهتمين حول هذه الظاهرة، هو تزايد نسبة إقدام الفتيات أو النساء المتزوجات على الانتحار مقارنة بالرجال في مجتمع محافظ مثل اليمن، وكثيراً ما يعلن عبر الصحافة المحلية عن وقوع مثل هذه الحوادث من حين إلى آخر، لكن نادراً ما يتم الإعلان عن ملابساتها. وتشير دراسات متخصصة إلى أن عددا من النساء يدفن على أساس أن وفاتهن طبيعية دون أن تتأكد الجهات الرسمية المختصة والمعنية من أسباب الوفاة الحقيقية، ودون أن تسعى أسرة المرأة المتوفاة في استخراج شهادة وفاة معتمدة، الأمر الذي يفتح الباب واسعاً لاجتهادات وعمليات شك عديدة حول طبيعة الوفاة وخاصة إذا كانت المتوفاة شابة في مقتبل العمر ولم تعان من أي أمراض خطيرة ظاهرة طيلة حياتها.