الفترة القادمة خطيرة جدا وأي فشل فيها ستكون النتائج كارثية .. وأمر الانجاز ليس بيد طرف دون غيره، هي مسئولية الجميع، طبعا الإئتلاف الواسع يحتاج ان يكون هناك توافق فعلي ومصالحات بين اطراف النزاع. اليوم لا يوجد منتصر ومهزوم هي خيارات تم الاجماع عليها ولابد من بناء إرادة جمعية تؤسس لمرحلة جديدة يتحمل مسئوليتها واعبائها الجميع حتى نتمكن من تجاوز الفشل الذي يلاحقنا نتيجة التهور في تصفية الخصوم .. يحتاج الإخوان أولا إلى أن يتصالحوا مع أنفسهم ومع خصومهم وان يقتنعوا أن التسامح بداية التعايش ، وكذلك حزب المؤتمر يحتاج إلى أن يتسامح مع الكل ليكون المعادل الموضوعي لتجسير التناقضات ذات النزعة المذهبية والطائفية، ويحتاج إلى لملمة صفوفه لتكتمل قوته ويكون الطاقة التي تبعث الامل في تحمل اعباء التغيير.. كل الفعاليات في الساحة تحتاج أن تراجع خطابها وتنعش ضميرها باتجاه التوافق والتعايش وإعلان مصالحة وطنية من قبل كل تكوين وكل فرد ليسامح الجميع الجميع ونعلن انضمامنا إلى إرادة جمعية همها الأول والأخير الاتجاه الى المستقبل .. لنكن واضحين في فهم مصالحنا الوطنية ومصالح كل طرف وكل فرد منا، في اللحظات الحاسمة في التاريخ نحتاج قلوب كبيرة ونفوس عظيمة وعقول واقعية ذكية .. ليكون لدينا حلم بلا خيالات مغرورة موهومة .. لنبني منظومتنا التي تمكنا من إدارة النزاعات والصراعات ونتجاوز أنفسنا من خلال توظيف الواقع بكل طاقته بما في ذلك أخطائه وكوارثه في صراعنا من اجل أمل جديد لن يولد بكبسة زر بل بجهود الكل من اجل الكل .. الواقع يحتاج من يعترف به ليصبح الأمل ممكن .. من ينسى نصيبه اليوم من الأرباح لا محالة انه سيكسب غدا وطنا يجمعنا كلنا فنربح جميعا ومن يخسر عليه ان يصبر ويعمل بكل جهده ليتمكن من الكسب غدا عبر آليات وأدوات ومنظومات لابد من تأسيسها .. التاريخ لا تصنعه الخطابات بل الإرادات الحازمة المراهنة على المستقبل الحامي للكل ولا عدالة مطلقة ،هي ظروف موضوعية متحولة ومتغيرة وتحكمها قوانين موضوعية، وبناء الارادة الجمعية مهما كانت التناقضات هي المقدمة الضرورية لتحقيق الانجاز العظيم .. اليمن اليوم يقف على شرفة زمن جديد هو زمن كل فرد فينا ومن يريد ان يكون حرا فليكن صادقا مع المستقبل لا مع صراعات اللحظة الراهنة وتراكمات الماضي. وجمال بن عمر بدل أن يرفع عصاه ويهدد زعامات وقيادات اليمن عليه أن يشتغل بالمجدي والمفيد لان تدخله المكثف أصبح سلبيا لا ايجابيا .. استراتيجيات تفكيك النزاع كثيرة وليست العصا الدولية لدى اليمني إلا التحدي التي تستفز كرامته!! اليوم نحتاج إلى تكريم كل قاداتنا والى تقديس كل من ضحى ويضحي من اجل المستقبل .. أنها لحظة مقدسة في تاريخنا فلتكن طاهرة ونقية حتى نتمكن من معالجة أخطائنا بتقوية وجودنا وجود الكل من اجل الكل!! أبدو كواعظ متجاهل لكل العبث الذي نعيشه، أليس التغيير عملية عاطفية وعظية، فقط ابحث عن إرادة جمعية لا تمتلك اي عدو غير هذا الفشل الذي نعيشه!!!